الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرتغال.. عاصمة تمزج الحداثة بالعراقة

البرتغال.. عاصمة تمزج الحداثة بالعراقة
15 فبراير 2011 22:13
سكن العرب جنوب أوروباً وتحديدا جنوب وشرق إسبانيا إبان الحكم العربي والإسلامي لهذه المنطقة، وقد سمّوا المناطق الغربية لهم “بلاد البرتقال” حيث كانت أرضها تنتج البرتقال والموالح، وظلّت تعرف بهذا الاسم لمدة تزيد على 300 عام، ومن هنا جاءت تسميتها “بالبرتغال”.. هذه البلاد التي تفيض سحرا وجمالا بشواطئها وكاتدرائياتها ومبانيها العصرية الحديثة، أضحت اليوم من أفضل مناطق الجذب السياحي في العالم. لشبونة (الاتحاد) - تضم العاصمة البرتغالية لشبونة، أو “ليسباوا” باللغة البرتغالية أو “الإشبونة” كما كان يطلق عليها العرب القدامى، العديد من الميادين والكاتدرائيات والمعالم التاريخية والمقاهي والمحال التجارية العريقة، ويسمح وقوعها على سبعة تلال للسائح برؤية مشاهد رائعة من هذه النقاط المرتفعة. تقع البرتغال على شبه جزيرة “ايبيريا”، جنوب غرب القارة الأوروبية، ولها حدود وحيدة مع إسبانيا من جهة الشرق والشمال، أما من بقية الجهات فهي مطلة على المحيط الأطلسي، ويقسم نهر تييو أو “تيخو” البلاد إلى قسمين، أحدهما يقع في الشمال وهو ذو تضاريس مرتفعة ومناخ بارد ورطب، يتخلّله العديد من السهول، وقسم آخر يقع في الجنوب ذي طبيعة سهلة ومناخ أكثر حرارة وأقل مطراً. حداثة وعراقة تشكل السياحة في البرتغال أحد عوامل الدعم الأساسية في الاقتصاد البرتغالي، وتزخر العاصمة لشبونة بالعديد من المعالم السياحية الرائعة، فهي مدينة تجمع بين الحداثة والتاريخ والعراقة وذلك نظراً للعصور والثقافات المختلفة التي مرت عليها فخلّفت الكثير من الآثار، والتي تتمثل في العديد من المباني الأثرية العائدة للعصور الوسطى فضلا عن المتاحف والقلاع والقصور، إذ يوجد في وسط لشبونة قلعة “ساو جورجي” التاريخية، والتي ترجع إلى العصر الفينيقي، ويقع قريباً منها الحيّ “الموري” القديم المميّز بالشوارع الضيقة والمنازل البيضاء، ومن المعالم الأخرى الموجودة بلشبونة برج “بيليم”، تعني باللغة العربية بيت لحم، وهي النقطة التي انطلق منها “فاسكو دي غاما” في رحلته التي استمرت سنتين، واكتشف فيها رأس الرجاء الصالح وبالتالي الطريق إلى الهند، الأمر الذي عزز مكانة البرتغال العسكرية والمالية. ولا ينبغي للسائح إغفال المعلم التاريخي العظيم Torre De Belem والذي شيد عام 1515 لحماية ميناء لشبونة. وقد اعتبرت منظمة “اليونسكو” هذا المعلم، الذي صممه الإخوة أرودا وشيّده الملك مانويل الأول، إرثا تاريخيا مهما في البرتغال. إلى ذلك يبدو صرح الاكتشافات كواحد من المعالم الرائعة في المدينة، وقد افتتح نصبه التذكاري عام 1960 بمناسبة الذكرى الخمسمائة لوفاة أمير البرتغال هنري الملاح، الذي أسس أول مدرسة بحرية في تاريخ البرتغال والتي كانت مسؤولة عن اتساع النشاط البحري في البلاد، حيث يقف الأمير هنري في مقدمة النصب، ومن خلفه شخصيات من المستكشفين البرتغاليين من بينهم “فاسكو دي جاما” نفسه بالإضافة إلى شعراء وفنانين برتغاليين معروفين. كما يوجد في نفس الحي دير “جيرنيموس”، وهو أحد المواقع التي تعتبرها “اليونسكو” إرثا تاريخيا. وقد استكمل تشييده عام 1541 بناء على أوامر من مانويل الأول الذي أهداه إلى روح الملاحين البرتغاليين الذين يصلون هناك، ويصل ارتفاع هذا العمل الفني الرائع إلى 25 مترا، وهو ينتمي إلى الطراز القوطي. وعلى بعد 6 كيلومترات من معالم “بيليم” التاريخية يقبع ميدان روسيو الشهير، الذي يتدفق عليه السياح من جميع أنحاء العالم. ويتوسطه تمثال “دوم بيدرو” الرابع، وتنتشر به العديد من المقاهي والمطاعم والمحال التجارية، والتي تعرف على الثقافة البرتغالية عن كثب ولا سيما المطبخ البرتغالي، وتناول وجبته الشعبية الشهيرة “الباكالاو”، وهي عبارة عن سمك مملح ومجفف. مناطق طبيعية يعتبر التنقل في أرجاء لشبونة متعة حقيقية لأن المشي سهل والوصول إلى معظم المعالم السياحية يمكن على القدمين أو بواسطة ما يسمى “الترام”، والذي يجول في جميع أنحاء العاصمة ويعرّج على جميع التلال، وتعتبر هذه الوسيلة في التنقل وسيلة سياحية إلى جانب كونها وسيلة نقل عادية لبقية المواطنين المحليين. كما أن التعرف على السكان المحليين أمر ممتع فهم ودودون ومضيافون، ويتميزون بميلهم إلى كل ما هو قديم وعريق، رغم ميل بلادهم واتجاهها إلى الحداثة. ومن المناطق الشهيرة الموجودة بالبرتغال منطقة “الجارف” والتي تقع بجنوب البرتغال، وتتميز بالمناظر الريفية الرائعة والشواطئ المشمسة والمنتجعات السياحية والمرافق الترفيهية، فتعتبر الجارف واحدة من أفضل المناطق السياحية في أوروبا. كما تشتهر منطقة “الفارو” بوجود عدد من المعالم الأثرية التاريخية بها، حيث تضم عددا من المتاحف والكنائس والمباني القديمة والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر. أما الشواطئ في البرتغال فلها سحر آخر يمتد أثره بامتدادها على ساحل المحيط الأطلنطي، فهناك يجد السائح المناظر الطبيعية الآسرة، والكثير من المتعة والترفيه من خلال المنتجعات التي توفر وسائل الراحة والاستجمام لزائرها، ومن أبرز المدن الشاطئية السياحية: “استوريل” و”كاسكيس” اللتان تتميزان بالمنتجعات الشاطئية والفنادق والمطاعم الفخمة. مسلمو البرتغال يقدر عدد المسلمين في البرتغال حاليا بنحو ثلاثين ألف نسمة وهم من أعراق مختلفة، قدموا من عدة بلدان وخاصة من المستعمرات البرتغالية السابقة، ويمكن تقسيم المسلمين في البرتغال إلى فئات متعددة منها مسلمون من موزمبيق من إفريقيا، ومسلمون من ماكاو، وجزيرة غوا في الهند، وتيمور في إندونيسيا، أو أحفاد المسلمين الهنود الذين كان يعمل أجدادهم وآباؤهم في المستعمرات البرتغالية في موزمبيق وغيرها، ومسلمون من غينيا بيساو المستعمرة البرتغالية السابقة، ومسلمون مهاجرون من الدول العربية، مثل مصر والمغرب والجزائر وغيرها، ومسلمون برتغاليون اعتنقوا الإسلام حديثا وعددهم قليل. ثروات طبيعية توجد العديد من مصادر الثروة الطبيعية في البرتغال يأتي في مقدمتها الثروة السمكية وذلك نظراً للامتداد الشاسع لسواحل الدولة على المحيط الأطلنطي، هذا بالإضافة للغابات والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، وتزخر البرتغال بالعديد من المقومات السياحية والتي تجعل السياح يتوافدون عليها، وخاصة القادمين من إسبانيا ومختلف الدول الأوروبية، ويهدي الأطلنطي للبرتغال سواحل رائعة فجعل شواطئها من أفضل الشواطئ الأوروبية التي تشكل عامل جذب سياحي هام للدولة. هذا وتشتهر لشبونة بالسلال المميزة المصنوعة من القش والقماش المطرز والدانتيل الجميل لمحبي الخياطة بالإضافة إلى الجلود والأواني الفخارية المزخرفة وغيرها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©