الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

للأم والزوجة دور رئيسي في مسيرتي والعلم سلاحنا في مواكبة ركب العالم المتقدم

للأم والزوجة دور رئيسي في مسيرتي والعلم سلاحنا في مواكبة ركب العالم المتقدم
15 فبراير 2011 22:11
بناء الدولة الحديثة يقوم على المؤسسات، ودولة الإمارات تسير في خطوات علمية متأنية ومدروسة وراسخة في هذا الاتجاه، بدءاً من البنية التحية إلى أعلى المستويات العلمية والثقافية والإدارية والعملية وفي جميع المجالات. وهذا البناء الحديث قام بجهود أبنائها، سواء من الرواد المؤسسين، وصولا إلى جيل الأبناء والأحفاد من الشباب. (أبوظبي) - تلتقي “الاتحاد” اليوم بأحد الأعلام المتميزين بعلمهم وعطائهم لبلده، وهو سلطان صقر السويدي عضو المجلس الوطني، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في إمارة دبي، وقد عمل أيضا في الحكومة الاتحادية لمدة 32 عاما ووصل إلى منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة. وله مشاركات عديدة ومشهودة مع إخوانه في مسيرة البناء والإنجازات المستمرة، وكان هذا الحوار.. ? لنتحدث عن تجربتك الشخصية والدعم الذي لاقيته في مسيرتك، سواء من الأهل أو من جهات أخرى؟ ?? أنا من مواليد إمارة دبي في منطقة ديرة، بدأت حياتي بالمدرسة الابتدائية في المدرسة الأحمدية في دبي، ثم انتقلت إلى ثانوية دبي، وأكملت دراستي الثانوية في مدرسة العروبة في الشارقة. ثم ذهبت في بعثة إلى بريطانيا في اللغة، ثم التحقت بالجيش في ذلك الوقت والذي كان قوة دفاع أبوظبي، وكنت متدربا في سلاح الطيران. ثم تركت الجيش والتحقت بالجامعة في جمهورية مصر العربية، وأنهيت دراستي في جامعة الإسكندرية، آداب قسم التاريخ. ولدي دبلوم في الإدارة من المملكة المتحدة. بدأت العمل في الحكومة الاتحادية من عام 1973 في مكتب مجلس الوزراء. وفي عام 1977 انتقلت إلى وزارة التربية والتعليم كمدير لرعاية الشباب، ثم تدرجت في العمل الإداري الحكومي حتى العام 2005، فأنهيت عملي الحكومي. ثم جاء موضوع انتخابات المجلس الوطني، وكنت من ضمن الأربعة المنتخبين عن إمارة دبي. الأم والزوجة ? وماذا عن الأسرة في حياتك؟ ?? لا شك أنه كان للتربية دور رئيسي في مسيرة حياتي، فأنا أؤمن بأهمية دور الأم والزوجة، فإنه يوجد في حياتي امرأتان: أمي وزوجتي أم ماجد، ولهما تأثير مهم ومباشر في حياتي، الفترة الأولى كانت لوالدتي والثانية كانت لزوجتي وشريكة حياتي أم ماجد. ما وصلت إليه الآن، والحمد لله، كان بمساعدة أمي وزوجتي ووالدي كان له دور كبير أيضاً في التوجيه. لكن أعود لأقول إن والدتي هي الأساس، وهي التي دعمتني وألهمتني أمورا كثيرة في الحياة والعمل الوطني والعمل الثقافي والعمل الاجتماعي والإيثار.. وغير ذلك الكثير. الحقيقة في مسيرة حياتي كنت أسير على رسم بياني صاغته وساعدتني فيه والدتي أم سلطان، من ثم بعد زواجي من أم ماجد واصلت السير الممنهج بمساعدتها. وماجد وهو أكبر أبنائي أيضا، وهو الآن مهندس مدني يعمل هنا في أبوظبي. المرأة بالنسبة لي إنسان راقٍ ومضحٍ ولا يعرف معنى الأنانية، وصدق من قال “وراء كل رجل عظيم امرأة”. أنا حتى اللحظة أجلُّ والدتي وأحترمها وأقر بفضلها علي، بعد الله عز وجل. لا شك أن الله أعطاني النعمة في امرأتين في حياتي، وأنا أجلهما واحترمهما. هذه التربية زرعت بذورا مهمة في الوطنية وفي إيثار الناس على النفس والتضحية من أجل الآخرين، والتميز في كل عمل قمت به من الدراسة، إلى الرياضة، إضافة إلى نجاح ندوة الثقافة والعلوم بصفتي رئيسا لها، إضافة إلى مؤسسة اجتماعية تهتم بقضايا الأحداث يرأسها الفريق ضاحي خلفان الأخ العزيز وأنا معه نائب رئيس. كل هذا أعتقد كان مزروعا في نفسي، إضافة إلى ما اكتسبت من خلال تجربتي في الحياة، ومن خلال الثلاثين سنة الأولى برعاية والدتي ووالدي، وأكملت بمساعدة أم ماجد في العمل وفي المناصب التي وصلت إليها والحياة المشتركة بيننا في كل الجوانب. أعتقد أنني حملتها عبئا كبيرا من خلال الاهتمام بالأسرة والمنزل ومع أولادنا الخمسة. آخر ولد أحمد يدرس الطب في لندن”. تخطي الصعاب ? وماذا عن تجربتك العملية وما بها من ثراء؟ ?? حول تجربتي العملية أقول: “تفرغت للعمل العام، سواء في الحكومة أو المؤسسات الأهلية، وأنا فرح بهذه السنين التي مضت من هذا العمل، وأحمد الله أني ما زلت قادرا أن أقدم حتى أخر يوم في حياتي، لأن هذا الوطن محتاج كل جهد وكل عمل وطني في أي تخصص من التخصصات، ولا شك أنني استطعت أن أخلق مجموعة من الأصدقاء سواء من دولة الإمارات أو خارج دولة الإمارات، وحتى أصدقاء المدرسة والطفولة ما زلت أتواصل معهم حتى الآن. عملي في المجال الرياضي أعطاني أيضا شهرة كبيرة من خلال الإعلام والتواصل مع الناس. أنا أحس أنني قادر على القيام بأي شيء لخدمة هذا الوطن، وأحمد الله على هذه النعمة التي نعيشها في وطننا، نرجو الله أن يحفظها ويحفظ هذه القيادة برئاسة صاحب السمو خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه الحكام. ولا شك أن شعب الإمارات عانى كثيرا، وأنا عشت تلك الفترة الماضية بتعبها، لكنها كانت جميلة أيضا بالتضحيات، بالعمل خارج الإمارات، بالبحر في الغوص، في الزراعة، والبادية، لكن الله أنعم على الدولة بالمغفور له الشيخ زايد كقائد وأب جمع الناس في هذه الدولة التي صار يشار إليها بالبنان في المحافل الإقليمية والدولية، هذا الرجل والوالد العظيم الذي ضحى ولم يبخل بأي شيء كي يجمع هذه الأسرة التي تسمى الآن دولة الإمارات العربية المتحدة. فقيادة هذا الرجل العظيم الأب المؤسس استطاع أن يتخطى كل الصعاب، بحكمة ورؤية ثاقبة. وعلينا فيما يخص العمل في المجلس الوطني، والجمعيات ذات النفع العام، أن نسمع صوت الناس ومشاكلهم وما يريدون، وهذا من واجبات القيادة، ونحن دائما ندعو لهم بالتوفيق. وكل هذا الذي ذكرناه أخذ بيد سلطان السويدي إلى هذا المكان، وأتمنى أن كل ما قدمته أن يكون جزءا بسيطا مما قدمه أخواتي وإخواني في مجتمع دولة الإمارات”. مستقبل جميل وواعد ? كيف يتم التداول والعمل من أجل النفع العام في المجلس وما هي آليات عملكم؟ ?? “أولا العمل في المجتمع يتطلب أن يكون فيه تكاتف، ويتطلب عملا جماعيا في اتخاذ القرار. والعمل الوطني يجب أن يكون في مقدمة أي عمل سواء كان ثقافياً أو اجتماعياً أو خيرياً أو علمياً أو في أي مجال. وأعتقد أنه في دولة الإمارات العربية المتحدة الغالية على قلوبنا جميعاً غرست البذور الطيبة في كل المؤسسات المدنية والحكومية. وبرأيي يجب أن ينظر إلى التنمية الحاصلة من كل جوانبها، وأرى أن أهم قضية في مجال التنمية هو الإنسان بحد ذاته، فهو المحور الأساسي لأي مجتمع، لذلك يجب أن تكون تربيته متوازنة وتعليمه راقيا متقدما، وأيضاً كفالة حريته في كل الأمور والحياة، في الجوانب الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية. وأعتقد أنه كلما أعطي المجتمع المدني الحرية المنضبطة والمسؤولة، كلما زادت مكاسب التنمية، وهذا ليس محصوراً على الحكومة والجهات الرسمية فقط، فالمجتمع المدني يجب أن يشارك في التنمية سواء التجار وأصحاب المهن والشهادات وغيرهم، وأنا واحد من المشاركين في هذه القضايا سواء كانت اجتماعية أو ثقافية، أترأس ندوة الثقافة والعلوم التي تسهم مساهمة فعالة في الجانب الثقافي. وأعتقد أن المجتمع بحاجة لمثل هذه المؤسسات، والحقيقة أن الدولة لم تقصر في دعم المؤسسات، لكننا بحاجة لدعم أكثر وأكثر حتى نستطيع القيام بواجباتنا على أتم وجه. ونحن في دولة الإمارات ننعم والحمد لله بدعم وتفهم القيادة، لكن دائماً الإنسان يتطلع إلى المزيد ويبحث عن التميز. وقضية العلم باعتقادي من أولويات التنمية، والمناهج يجب أن تخدم العلم والثقافة والعمل الوطني وتخدم المجتمع، ويجب أن تكون مناهج التعليم لدينا قادرة على مواكبة التطور الحاصل، ويجب التخطيط في هذا السياق إلى عشرة وعشرين سنة قادمة وليس لسنتين أو ثلاث، من أجل استشراف مستقبل جميل وواعد لهذه الأمة. وأنا لا أتكلم عن الإمارات فقط، بل هذا يشمل كل المجتمعات الخليجية والعربية، فنحن أمة واحدة يجب أن تكون تطلعاتنا واحدة وهمومنا واحدة وتطورنا واحدا، وألا نتعامل بفردية في مسألة التنمية. دائما الدول المتقدمة تريد أن توصل إلى مصاف الدول العالمية بالعلم والمال، هكذا يبنون الناس مستقبلهم، أيضا قضية العلم هي من الأولويات الأساسية الأولى، المناهج يجب أن تخدم العلم والثقافة والعمل الوطني وتخدم هذا المجتمع عندما يتخرج الطالب أو الطالبة للمستقبل الواعد لهذه الأمة وهذه المجتمعات. وأتمنى أن تكون لجميع الدول العربية نفس الرؤى لأننا أمة واحدة شئنا أم أبينا. وهذه فلسفة المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، ومعروف أن للإمارات أيادي بيضاء سواء على المستوى العربي أو المستوى العالمي”. ركب الدول المتقدمة ? هل أنت راض عن الوضع التعليمي في الإمارات الآن أم ما زال هناك قصور أو سعي للأفضل؟ ?? “نحن في دولة الإمارات كأي دولة من دول العالم، نريد أن نخلق لنا مكانة دولية ونلحق بركب الدول المتقدمة، هذه الفلسفة وهذا الطموح يوازيه ضرورة وجود جامعات ومدارس ومناهج علمية متطورة نصرف عليها بسخاء أكثر، التعليم والأمن، يجب أن نؤكد عليهما بشدة، وأعتقد أن إستراتيجية التعليم العام والعالي يجب مراجعتها بشكل دائم، ويجب تطويرها باستمرار نحو الأفضل، ولا يجب التفكير هنا على مبدأ الكم، وإنما على مبدأ الكيف، فكثرة الجامعات لا تعني التطور العلمي، وبرأيي أن ما هو أهم من الجامعات هو التعليم العام، فهو برأيي من أولويات الدولة، إضافة طبعاً إلى الصحة والإسكان والبنى التحتية. يجب ألا نكتفي بالرضا عما وصلنا إليه بل علينا مواصلة البحث للوصول إلى الأفضل فالأفضل.. وهكذا”. كوادر إعلامية وطنية حول رؤيته للإعلام المحلي وتوجيه الشباب على أن يكونوا شركاء في جميع القضايا التي تهمهم، يقول السويدي: إعلامنا حكومي وبدأ الآن ظهور القطاع الخاص الإعلامي. وفيما يخص الشباب أنه ما زالت الكوادر الوطنية في المجال الإعلامي قليلة، ولا يمكن الاعتماد على الآخرين في هذا المجال. علينا التركيز على أبناء الدولة وتدريبهم للعمل الإعلامي. ويجب أن يكون للدولة سياسة شبابية إعلامية واضحة، فنحن نريد أن يتولى أبناؤنا هذه المسؤولية. ولا يمكن الاعتماد على الآخرين، فهؤلاء وإن امتلكوا المهارة، فهم ينقصهم الانتماء الوطني والاجتماعي والثقافي والحضاري للدولة. هذه قضية مهمة برأيي، ويجب أن نعمل بخطة وطنية قبل أن تكون إعلامية. يجب أن يكون هناك خط واضح فيما يخص التربية الوطنية في الإعلام، وتنوير الشباب وتعريفهم بواجباتهم وحقوقهم. وأعتقد أنه للمجلس الوطني دور مهم في هذا الجانب، ولا بد من وجود مجلس بلدي بكل إمارة يساعد المجلس الوطني والمسؤولين للمساهمة في اتخاذ القرارات الفعالة ليس في الإعلام فقط، وإنما في كل الجوانب”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©