قريباً في الأسواق.. طائرات خاصة تنافس السيارات

تتجمع كل يوم أدلة جديدة لتشير إلى أن عصر الطائرات الشخصية ذات القدرة على التحليق المرن أصبح وشيكاً. وتعود البدايات الأولى للتفكير في تحقيق هذا الحلم إلى خمسة عقود خلت عندما طرح مصممو الطائرات على أنفسهم التساؤلات التالية: لماذا لم يتم ابتكار الطائرة الشخصية الشبيهة بالسيارة من حيث إمكان استخدامها على نحو متكرر؟ ألا يمكن اعتبار هذا الابتكار طريقة فعالة للحد من ازدحام الطرق طالما أن الانطلاق بها هو حركة تتم في الجو؟. وظهرت عدة نماذج من الطائرات الشخصية بعد ذلك إلا أنها جميعاً كانت ذات تكاليف تشغيل مرتفعة بالرغم من أن أسعار بعضها كانت معقولة بالمقارنة مع أسعار السيارات الفاخرة. ومن بين أحدث الطائرات الفردية، طائرة مثيرة من حيث التصميم تدعى (سكاي ووكر) Skywalker تتكفل بتطويرها شركة (كومبيوتيشينال فلويد دايناميكس) الأميركية التي أعلنت عن أنها بدأت بالفعل في إجراء السلسلة الأخيرة من اختبارات أهلية الطيران استعداداً للبدء في تجميعها على المستوى التجاري. وقال أحد كبار المساهمين في بناء هذه الطائرة الشبيهة بطائر معدني قادر على التحليق: (سوف نشاهد هذا الإنجاز قريباً وهو يعمر الطرقات والسماء التي تعلوها؛ ولقد صممت أصلاً لإنجاز هذين الهدفين الطموحين. ومشروع سكاي ووكر هو عمل ينطوي على المشاعر الإنسانية بأكثر من الطموحات التجارية. وسوف نقدم هذا الإنجاز الفريد إلى محبي الطيران الرياضي خلال السنوات القليلة المقبلة). و(سكاي ووكر) طائرة صغيرة جداً ذات مقصورة تتسع لراكبين (أحدهما هو القائد). وسوف يتمتع راكباها بالتحليق المنخفض فوق أرتال السيارات والشاحنات غير القادرة على الطيران وهي تتجمع قريباً من بعضها البعض في الطرق المزدحمة دون أن تتمكن من السير إلا ببطء شديد. والطائرة مدفوعة بمحرك توربيني صغير يجعلها قادرة على المناورة والتحليق بطريقة شبيهة بتلك التي تطير بها الهيليكوبتر. وكان الروس عرضوا في شهر يوليو من عام 2007 ضمن فعاليات معرض «إيرفينشير» السنوي الذي ينظم في مدينة «أوشكوش» بولاية وسكونسن الأميركية طائرة فردية مثيرة بالغة الصغر تحت اسم «سيجما4»، كان لها أن تثير الكثير من اهتمام الخبراء والزوّار. يبلغ سعر هذه الطائرة الرياضية الخفيفة التي تشبه الحمامة 84 ألف دولار وتبدو غريبة المنظر بسبب وجود محركها الوحيد الذي يتضمن شفرة دفع الهواء فوق وسط الجناحين ومقصورة قيادة بيضاوية صغيرة تتسع للربان وراكب إضافي فقط. وبالرغم من أن «سيجما4» أصبحت تستخدم الآن في روسيا على نطاق واسع كطائرة تدريب، إلا أن بعض خبراء تجريب الطائرات رأوا فيها تجسيداً حياً لمشروع «هذه طائرتي» وبحيث تصبح مشاعاً للبيع من أجل الاستخدامات الشخصية. ومن أهم تراكيبها الهندسية اللافتة الشكل الانسيابي البيضاوي لمقصورة الركاب التي تبدو وكأنها مجرد قفص معدني جميل معلق في وضع متناظر تحت الجناحين. وتتصل مجموعة الذيل ودفات التوجيه الخلفية ببقية أجزاء الطائرة بواسطة محور معدني فارغ وخفيف. ويبدو الجناحان كبيرين جداً بالنسبة لحجم الطائرة الصغيرة مما يحقق لها قدرة استثنائية على التوازن أثناء التحليق حتى في الظروف الجوية السيئة. وتتميز «سيجما4» أيضاً بارتفاع هامش السلامة والأمان حتى عند سقوطها على الأرض حيث تم تصميمها بحيث تتحطم كل أجزائها قبل أن تتحطم قمرة الركاب مما يزيد من فرصة نجاة راكبيها. وفي هذا الصدد يتحدث أميركي مغرم برياضة الملاحة الجوية يدعى جيفري باري، وهو الذي افتتن بهذه الطائرة للحد الذي دفعه لاستيراد واحدة منها من روسيا، عن مرونتها وارتفاع معايير عناصر السلامة فيها فيقول: «من خلال طيراننا المتكرر بها تعرضنا للعديد من الحوادث دون أن يتسبب أي منها في أي أذى بالنسبة للراكبين». ويتألف هيكل «سيجما4» من أعمدة أساس خفيفة مصنوعة من معدن الألمنيوم بينما استخدمت صفائح الألياف الزجاجية الخفيفة لتغطية الهيكل. ويقول خبير تجريب الطائرات الرياضية جيف وايز والذي قام باختبارها على هامش فعاليات معرض «إيرفينشير»، إنها طائرة رشيقة ومرنة إلا أن من أهم عيوبها أن أداء محركها يصنف دون الوسط فيما توصف بشكل عام بأنها بطيئة الاستجابة لتعليمات الطيّار. ويمكن أن تبلغ سرعتها القصوى أكثر من 100 ميل في الساعة (160 كيلومتراً في الساعة). وكانت الشركة الروسية التي تنتج «سيجما4» وجهت طلباً رسمياً إلى وكالة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة للحصول على شهادة الكفاءة للطيران حتى يمكن تصديرها إلى هواة الرياضات الجوية في الولايات المتحدة. ومن المرجّح أن تحصل الشركة على هذه الشهادة . • عن موقع skywalkervtol.com