إسرائيل: حماس تقترب من الخط الأحمر بتطوير الصواريخ

استشهد مزارع فلسطيني في ساعة مبكرة من صباح امس، برصاص قناص في الجيش الإسرائيلي بجنوب قطاع غزة· وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إلى أن المزارع بهجت محمد أبو دقة (26 عاما) كان يحرث أرضه في قرية خزاعة قرب خان يونس عندما أطلق قناص إسرائيلي النار عليه من مسافة أكثر من 600 متر· وفي الوقت نفسه، أعربت الاجهزة الامنية في اسرائيل عن قلقها الشديد لقيام حركة ''حماس'' ''بتحديث منظومة الصواريخ التي بحوزتها في قطاع غزة''· ونقلت صحيفة ''هاآرتس'' امس، عن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم إن ''حماس'' تمكنت - على ما يبدو - من التغلب على مشاكل تكنولوجية كانت تقلل من مدى نجاعة الصواريخ طوال عدة سنوات، وأصبح بإمكانها تخزين الصواريخ لمدة زمنية أطول، ما يتيح لها مراكمة كمية كبيرة من الصواريخ وإطلاقها بأعداد كبيرة عند الحاجة· وأضافت أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وضعا، في السنة الأخيرة ''خطين أحمرين'' أمام تطور القدرات الصاروخية لحركة ''حماس'' بحيث يعجل تجاوزهما من عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة هما: تطوير مدى الصاروخ، وإطالة مدة التخزين، وبحسب الأجهزة الأمنية فإن ''حماس'' تجاوزت الخط الثاني، وهي على وشك تجاوز الخط الأول· وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن صاروخ ''القسام'' هو بدائي نسبيا، نظرا لكون المواد المتفجرة فيه حساسة، وفي حال تم تخزينه لفترة تزيد عن عدة أسابيع، فإنها تمتص الرطوبة بشكل يؤثر على عمل محرك الصاروخ، وكانت هذه المشكلة أحد الأسباب التي تجعل ''حماس'' تسارع إلى إطلاق غالبية الصواريخ الموجودة بحوزتها، وعندما لم تكن الظروف السياسية مريحة للحركة، كانت تقوم بتسليم الصواريخ الى حركات أخرى أصغر منها، مثل ''الجهاد الإسلامي'' وفصائل أخرى تابعة لحركة ''فتح'' ولجان المقاومة الشعبية· وأضافت المصادر أنه في عدة فترات سابقة من التصعيد بين إسرائيل و''حماس'' أطلقت الحركة ما يقارب 300 صاروخ خلال عدة أيام، ولم يتم تجاوز هذا العدد من الصواريخ، وذلك لأن مخازن الصواريخ نفدت، وخطوط الإنتاج لم تتمكن من إنتاج كميات أخرى· وقالت المصادر إن أكثر ما يقلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يتصل بإمكانية تخزين المئات، وربما الآلاف من الصواريخ في القطاع، لأن القدرة على التخزين تعني إمكانية بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ خلال عدة شهور، وفي هذه الحالة يمكن لـ''حماس'' أن تقصف مستوطنة ''سديروت'' بشكل متواصل، ولن تستطيع المدينة أن تصمد أمام قصف صاروخي يصل إلى مئة صاروخ يومياً، الأمر الذي سيؤدي بإسرائيل إلى اللجوء إلى عمليات متطرفة· وأضافت المصادر أنه من دروس الحرب الأخيرة على لبنان، أن سلاح الجو لا يمكنه أن يتغلب على الصواريخ القصيرة المدى، وفي حال غياب الحل الجوي فإن الجيش سوف يقوم بحملة برية واسعة، تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا من الطرفين·