تأجيل سابع لانتخاب رئيس لبنان إلى 11 ديسمبر

أرجأ رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري للمرة السابعة على التوالي جلسة انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق اميل لحود، التي كانت مقررة أمس الى يوم الثلاثاء 11 الجاري، في محاولة جديدة للتوافق على آلية تعديل الدستور مما يتيح لقائد الجيش الجنرال ميشال سليمان الترشح للرئاسة· وبدا إثر إعلان الإرجاء أن هناك ملامح مخرج دستوري يعمل عليه بعض النواب بحيث تكون جلسة الثلاثاء تشريعية وتؤدي الى تعديل الدستور لضمان انتخاب قائد الجيش رئيسا· وفي هذا السياق، قال النائب روبير غانم إنه يعد مع النائب بهيج طبارة نص عريضة يوقعها 5 نواب من الغالبية و5 اخرون من المعارضة تطلب تعديل المادة 49 من الدستور· لكن النائب ابراهيم كنعان العضو في كتلة الزعيم المعارض ميشال عون قال ''لم نتبلغ حتى الآن صيغة توافقية لتعديل الدستور''، متداركا ان ''الكلام السياسي الجدي بدأ لكنه يحتاج الى ترجمة''· وغادر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بيروت نصف متفائل معرباَ عن أمله بتعديل الدستور اللبناني الثلاثاء المقبل لتسهيل انتخاب رئيس جديد، مبديا سروره بتذليل العوائق بين الغالبية والمعارضة· وقال كوشنير في مؤتمر صحافي في المطار مختتما زيارته السابعة لبيروت ''اتمنى أن يكون هناك نجاح كامل الثلاثاء المقبل ··· يبقى جهد صغير حتى يتم تعديل الدستور وتنتخب الاكثرية والمعارضة رئيس الجمهورية، وانا سعيد بانه يتم تذليل العوائق الواحدة تلو الاخرى''· وذكر بـ''العلاقات الخاصة'' التي تربط فرنسا بلبنان، مضيفا ''وقفت بجانبكم كأخ ··· وعودتي تتوقف على الخيار الذي سيتخذه الناخبون، فاذا تم الانتخاب سآتي لتقديم التحية''· وكان صدر عن الامانة العامة لمجلس النواب أمس البيان الاتي ''قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي كانت مقررة الجمعة (امس) لانتخاب رئيس للجمهورية الى الثلاثاء 11 ديسمبر في تمام الساعة 12,00 ظهرا''· وبذلك، تكون جلسة الانتخاب ارجئت للمرة السابعة على التوالي منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد في 24 سبتمبر الفائت· وصدر البيان إثر مشاورات استمرت قرابة ساعة ونصف الساعة بين بري ورئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري وعدد من نواب كتلة الزعيم المعارض ميشال عون· وبدا أن ثمة توجها لتخصيص الجلسة لتعديل الدستور لتسهيل انتخاب قائد الجيش رئيسا، لكن استمرار الخلاف السياسي بين الغالبية والمعارضة على آلية هذا التعديل حال دون ذلك، وخصوصا أن الأكثرية تطالب بوجوب مرور هذا التعديل عبر الحكومة· وبحسب المادة 77 من الدستور، ينطلق اقتراح قانون التعديل من مجلس النواب بعد أن يوافق عليه ثلثا اعضائه ثم يحال على الحكومة التي تقره ايضا بثلثي اعضائها وتعيده الى مجلس النواب لإقراره· وكان نواب من الجانبين اكدوا أن الجلسة لا تعدو كونها تشاورية متوقعين استمرار الاتصالات للتوصل الى صيغ حلول· وقال النائب المعارض ايوب حميد ''لا تزال الاتصالات جارية للوصول الى صيغ ترضي جميع الافرقاء السياسيين''· واوضح النائب عن حزب القوات اللبنانية المسيحي انطوان زهرا أن ''هذه الجلسة تشاورية لا اكثر واستبعد تعديل الدستور اليوم''· وعلقت النائبة غنوة جلول من كتلة تيار المستقبل ''انها جلسة تشاورية لدرس الية تعديل الدستور، ويمكن أن نسير بالتعديل اذا تم التوصل الى اتفاق· هذا الامر في عهدة من يتشاورون''· وأكد النائب الياس عطاالله ''اننا ننتظر موافقة عملية من المعارضة على آلية التعديل· اتينا اصلا بنية التعديل وموقف المعارضة حتى الآن غامض''· وكان ''القصف السياسي'' المتبادل بين فريقي الاكثرية والمعارضة على اشده، مما يوحي بان جلسة الثلاثاء مهددة بدورها بالتأجيل نظراً لمراوحة الازمة عند عقدة الشروط والشروط المضادة بين الطرفين· وشن فريق ''14 مارس'' هجوماً عنيفاً على فريق ''8 مارس'' على لسان وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض التي اتهمت باسم الاكثرية بري وعون بالانقلاب على الدستور·كما اتهمت الوزيرة معوض النائب عون بالانقلاب على الرئاسة وعلى التوافق ووصفت مطالبه بحقوق المسيحيين بـ''المضحكة'' وقالت: إن عون هو الواجهة لمزيد من العراقيل خدمة للمحور السوري - الايراني، وأن الأكثرية تطالبه بالتوقف عن تدمير الدولة والدستور لحساب هذا المحور· وفيما كان وزير الخارجية الفرنسي يتابع مجريات الجلسة من قصر الصنوبر مقر اقامة القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، كان بري يعقد سلسلة لقاءات مع رؤساء الكتل النيابية وتوجها بلقاء مطول مع رئيس كتلة ''المستقبل'' النائب سعد الحريري، ولوحظ ان رئيس كتلة ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط الذي حضر باكراً الى البرلمان لم يشارك في لقاءات بري التي اندرجت في اطار التشاور للخروج من الازمة· ولوحظ ان النواب الـ 80 الذين حضروا الى البرلمان لم يدخل اي منهم الى قاعة الجلسة وتوزعوا جماعات في اروقة البرلمان وفي مكاتبهم، وسجلت بينهم حرارة في اللقاءات· وسبق ''عاصفة'' البرلمان ليل ساخن توزعت فيه المواقف، وتخللته لقاءات عاجلة وسريعة بين الاقطاب البارزين في فريقي المعارضة والاكثرية، وسجل اجتماع في منزل عون في الرابية لفريق المعارضة، لم يصدر عنه اي شيء، ووصف بـ''العاصف'' واعقبه مباشرة لقاء عاجل بين الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع في منزل الاخير في معراب انتهى فجر امس· وصدر عن المكتب الإعلامي لجعجع صباح امس بيان مقتضب أكد أن الاجتماع المطول بين الرجلين جرى خلاله عرض لآخر التطورات والمواقف المستجدة حول الانتخابات الرئاسية في ضوء ما تناولته جولات المفاوضات العديدة مع بري· واوضح البيان بان جعجع والحريري شددا على عدم الرضوخ للابتزاز من جهة وعلى الذهاب باسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس جديد للبلاد من جهة اخرى، الامر الذي يشكل بداية فعلية لاعادة التوازن للدولة ونقطة انطلاق لعودة المسيحيين العملية اليها·اما البطريرك الماروني نصرالله صفير فقد أكد من جانبه أمام زواره امس على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لملء الفراغ الحاصل في سدة الرئاسة اليوم قبل الغد·