السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الممالك الصناعية تغادر القارة الأوروبية

الممالك الصناعية تغادر القارة الأوروبية
7 ديسمبر 2007 23:11
تدرس شركة إيرباص الأوروبية المصنعة للطائرات نقل إنتاجها الى مصنع جديد في ولاية ألباما الأمريكية وأجزاء أخرى من منطقة الدولار بسبب الآثار المدمرة لارتفاع اليورو، وفيما أسماه ''اتصال منتصف الليل'' الى أوروبا وجه لويس جالويس الرئيس التنفيذي لمجموعة إيدس ، الشركة الأم لإيرباص تحذيراً الى القارة من أن ''الممالك الصناعية'' قد أصبحت في طريقها للمغادرة، ومضى يقول ''إن جزءاً من صناعات شركة ''إيدس'' للعمليات الأوروبية الفضائية أصبح مهدداً بانخفاض الدولار وأعتقد أنها مشكلة ذات أبعاد سياسية''· وكما ورد في صحيفة الجارديان البريطانية مؤخراً أنه في الوقت الذي يرتفع فيه اليورو مقابل الدولار، يطالب جالويس بعقد اجتماع جديد للدول الثماني الكبار يتم تكريسه لمناقشة مسألة سعر صرف اليورو مقابل الدولار بسبب ''أن هنالك أزمة عميقة تواجه عدداً من الصناعات بسبب حقيقة أن الأميركيين يعتمدون سياسة تؤدي الى سقوط لا نهاية له للدولار''· وتأتي تعليقاته التي أدلى بها لإحدى محطات الراديو الفرنسية لكي تتفق مع التصريحات التي أطلقها توم ايندرز المدير التنفيذي لشركة إيرباص في الشهر الماضي بأن ضعف الدولار ''بات يهدد حياة الشركة المصنعة للطائرات''، وكانت مجموعة ''إيدس'' قد ذكرت أيضاً أن كل انخفاض بمقدار 10 سنتات في قيمة الدولار يكبد المجموعة مبلغاً بحوالى مليار يورو (712 مليون جنيه استرليني) كخسائر في الإيرادات وتجيء تصريحات جالويس أيضاً بعد يوم واحد من إعلان شارلس ايدلستين رئيس شركة داسولت الفرنسية المصنعة للطائرات بأن الشركة تتجه الى نقل إنتاجها الى مواقع جديدة في وارد البحار· وتندرج هذه التصريحات ضمن التحذيرات الشديدة اللهجة التي وجهتها العديد من الشركات الأوروبية الصناعية بشأن أثر الدولار الضعيف على الإنتاج الصناعي· وشدد جالويس أيضاً على أن إيرباص سوف يتعين عليها تحمل المزيد من التكاليف بما فيها الوظائف الى جانب ما ستخسره في حجم مدخراتها البالغ ملياري يورو والتخلص من 10 آلاف وظيفة حالياً لأن خطة إعادة الهيكلة في الشركة تمت بناء على سعر للصرف في حدود 1,35 دولار مقابل اليورو· ومضى يشير الى أن إيرباص سوف تجد نفسها مجبرة على بناء أجزاء الطائرات والأبواب وأجزاء البدن والأجنحة خارج القارة الأوروبية خلال العقد القادم، علماً بأن الشركة تعمل أصلاً على بناء مصنع في الصين لإنتاج الطائرة من نوع ء023 التي تحظى بمبيعات نشطة في السوق الآسيوي المزدهر· وتشير المصادر المقربة من مجموعة ''إيدس'' الى أن إيرباص تتجه لإنشاء مصنع جديد في منطقة موبيل في ولاية ألباما المنخفضة التكلفة في جنوب الولايات المتحدة الأميركية لأغراض التجميع النهائي للطائرة المدنية الى جانب إعادة تزويد الوقود في الجو للطائرة من طراز ء033 والخاصة بالقوات الجوية الأميركية، قبل أن يستدرك قائلاً ''ولكن بشرط أن نفوز أولاً بعقد الطائرة الناقلة للوقود''، الى ذلك فقد بات من المتوقع أن يصدر البنتاجون قراراً في أوائل العام الجديد بشأن منح العقد الذي تقدر قيمته بعدة مليارات من الدولارات الى شركة إيرباص أو بوينج، بينما ذكر المحللون أن السباق بينهما يمضي بأفضلية 50 الى 50 في المائة، ويذكر أن إيرباص لجأت الى توحيد قواها مع نورثروب جرومان الأميركية في المجال من أجل تحسين فرصها للفوز بالعقد· وفي هذه الأثناء أشار كبار المسؤولين الماليين في الاتحاد الأوروبي الى أن القارة تواجه تباطؤاً اقتصادياً بسبب الاضطرابات المالية الناجمة عن أزمة الإسكان والرهن الأميركية، وكانت جاكوين المونيا مفوضة الاقتصاد والشؤون المالية في الاتحاد الأوروبي قد خاطبت مؤتمراً لكبار المفكرين الاقتصاديين الأوروبيين قائلة ''إن الظروف المحكمة التي تواجه الائتمان تعني أن هناك فرصا قليلة للاقتراض وهو الأمر الذي يعمل بالتالي على رفع احتمالية تباطؤ النمو الاقتصادي في السنوات القادمة''، أما جان كلود ترايخت رئيس البنك المركزي الأوروبي فقد خاطب المؤتمر، مشيراً الى أن التعاون الحالي العابر للحدود بين السلطات المالية لا يزال غير كاف بينما اقترح جان بيير جاويت الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية ضرورة انتهاج تكامل أكبر في الشؤون الإشرافية المالية أثناء انعقاد مؤتمر قمة رؤساء الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2008 بسبب أن الأزمة قد كشفت إمكانية تأثر أوروبا بالأحداث في المناطق الأخرى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©