4 مايو 2009 00:20
قال: سأخرس الزمان إذا تحدث، وحدي ملك الكلام، وحدي أنظم الحروف قصائد يتزين بها ظلام السكوت.. سمعته يدحرج الكلمات جزافا، قلت: ليته سكت!وأدرت قناة التلفزيون. هو رجل صنعه الإعلام وصف الكلمات، مع أن حروفه تصطف بلا شجن، لم تذب من كلماته القلوب، ولم تضرب قوافيه أوتار الإحساس، لكنه بشكل ما صار سيد الكلمات! غروره العظيم يحيله طاؤوس ملون ينفش ريشه، طاؤوس جميل ، نادر ، وغال، لكن من منكم ذاق لحم الطاؤوس؟ فهذا الطير لا ننال منه إلا جمال الريش! حسنا كنت سأتركه يختال ويبتسم لكاميرات المصورين، ولتصفيق محبي الشعر في آخر القارة السمراء، لكن أن يتعالى على هامات الشعر في الإمارات فهذا ما لم ولن يكون، يقارن نفسه بالقامات الكبيرة، ويردد بعدها: أنا أفضل منهم ! وصل المسرح ليتحدث عن اللغة العربية وأمجادها، فإذا به بقدرة قادر يتحدث عن أمجاده ونجاحاته، عن محبيه في موريتانا، وعن مريديه في جبال الهملايا، ويتأسف على لبنه المسكوب بيننا، فهو لم يجد ما كان ينتظره من التقدير والتصفيق والشهرة عندنا لأننا شعب « لا يقدر الشعراء الحقيقيين». مهما تصايح المصفقون ومهما ردد المرددون، فلن تبقى كلماتك، ولن نذكر إلا صفاتك وأفعالك، يتناقل التاريخ بطولة عنترة وإن لم تحفظ أشعاره كلها، لم ينس أحد أمجاد المتنبي برغم استحالة حفظ ديوانه كاملا ، لن يعرف الناس سوى الأفعال ولن يتذكروا سوى صاحب الكلمات وإن نسيت كلماته، فيا سيد حرفك مهلك على الدنيا فإنها لا تبقي ولا تذر إلا حميد الصفات.
فتحية البلوشي
عدد اليوم
