الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نعيمة بن كاري: أهذب حداثة البناء المعماري في الغرب لأعطيها لهجة شرقية

نعيمة بن كاري: أهذب حداثة البناء المعماري في الغرب لأعطيها لهجة شرقية
4 مايو 2009 00:20
العمارة تحيط بنا في كل مكان، تمنحنا الدفء والأمان، ترى هل وقفنا لحظة نتأمل هذه العمارة من حيث تصميماتها وبنائها؟ حول التطور العمراني في دولة الإمارات وعن طراز البناء قديماً وحديثاً وعن صفات المهندس المعماري الناجح ومن يعجبها من المهندسين المعماريين على مستوى العالم. نقاط تناولناها في هذا الحوار مع الدكتورة نعيمة بن كاري رئيسة قسم الهندسة في جامعة الحصن في أبوظبي. • ما رأيك في التطور العمراني في دولة الإمارات العربية المتحدة ؟ إذا أردنا للعمارة أن تتطور فيجب أن تدخل إلى يومية المواطن، يسمع عنها أو يقرأ عنها يومياً، حتى نطور ذوقه في العمارة نقدم له أفكاراً وطرقاً يتبعها، يعني أن ندخل العمارة في الحياة اليومية للمواطن، فهذا يساهم في تطوير العمارة، وبالتالي يصبح لديه ذوق ونقد بناء للعمارة المتواجدة في المكان الذي يعيش فيه. ومن المعروف أن الإمارات دولة شابة، وبالتالي فعمارتها أيضاً شابة، وتعد من أهم العمائر على مستوى العالم في الوقت الحاضر. وتم وضع الإمارات على خارطة دول العالم المتطورة والرائدة في المجال المعماري. منذ خمسة عشر عاماً حتى الآن ظهرت عمائر متطورة توجد في جميع كتالوجات العمارة العالمية، وهذا في تزايد متواصل، لغاية آخر المشاريع التي أعلنت في الإمارات أخص بالذكر مدينة أبوظبي والجزر المحيطة بها. لقد جمعت أهم المعماريين العالميين مثل مشروع جزيرة السعديات، حيث وضع كل معماري توجهه وأفكاره لبناء عمائر ومشاريع وحيدة وفريدة من نوعها هذا بالنسبة للعمائر العامة . وبالنسبة للعمائر السكنية فهي تتبع نفس المنوال، حيث كان السكن بسيطاً ويتكون من العريش أو من الطين والجص، في بعض المناطق الإماراتية، ومع التطور الاقتصادي في الإمارات وانفتاحهم على العالم أصبحنا نرى تشكيلة رائعة متنوعة جداً من المساكن والمباني المستلهمة من الطرازين المحلي والإسلامي إلى الطراز الحديث، وأعني بالحداثة هي الحداثة بالمعنى النقدي المعماري، أي نوعية العمارات التي ظهرت بين عامي 1936م إلى 1980م التي فتحت الباب لكل ما هو معاصر. أيضاً توجد أمثلة لما بعد الحداثة مستلهمة من العمارة الإيرانية والعمارة الصينية. فالإمارات عالم مصغر وتعطينا فكرة عن العولمة في العمارة. • ما رأيك في طراز البناء القديم في الإمارات كقصر الحصن في أبوظبي ؟ تخصصي هو فن العمارة الإسلامية القديمة، كيفية دراستها ونقدها والاستلهام منها في العمارة الحديثة والعمارة الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية، وكلما أزور بلداً أحب أن أبدأ بزيارة الأماكن القديمة لأطلع عليها ولأتشبع بالأفكار الجميلة. مبنى الحصن في أبوظبي وقلعة الجاهلي التي رممت وافتتحت مؤخرا في مدينة العين ومنطقة البستكية التي رممت وأعيد بناؤها بعدما هدمت على الشكل الذي كان عليه، وبعض المساجد الصغيرة القديمة في منطقة الفجيرة، كلها تعد من أهم الأشكال المعمارية التي لا نراها سوى في منطقة الخليج العربي. عمارة الإمارات القديمة قريبة جداً من عمارة عمان العريقة في التاريخ، هي أقدم منها بكثير لكنها قريبة من الأشكال الهندسية حتى في الطابع المعماري الوظيفي، التركيز على القلاع، التركيز على المساجد لحماية المنطقة ولحماية السكان، والأشكال الدائرية، واستعمال المواد المحلية وهذا مهم جداً في تطوير أي عمارة، وخلق وتثبيت معنى الهوية والانتماء إلى الوطن والإلمام بتاريخ الإنسان والمكان. أعتقد أنه يجب أن يحافظ على العمائر الإماراتية القديمة لأنها نقاط مهمة جدا في تاريخ الإمارات وفي هوية الإماراتيين، ويجعلنا نقارن كيف تطورت البلد. نحن نزور الإمارات لنرى العمائر التي بناها فلان وفلان من المهندسين المعماريين العالميين وأيضاً لنرى ما كان من قبل من فن البناء. • مبنى قصر الإمارات أدهش الجميع ما رأيك في ذلك ؟ رأيي من رأي الناس، أظن أن قصر الإمارات من أجمل وأروع المباني التي زرتها في المنطقة، يشابهه قصر العلم في مسقط بعُمان، فهي عمارة فخورة بتاريخها، فخورة بثقافتها وتستعرض قوتها بكل شموخ وفخر لتبين للعالم أن العمارة الإسلامية الحديثة والمعاصرة موجودة وهذا مثل رائع. يوجد أيضا مبنى يعز علي كثيراً وأرتاح به وهو المجمع الثقافي في أبوظبي الذي علمت أنه سوف يهدم، لإظهار مبنى الحصن أكثر في وسط المدينة. والمجمع الثقافي من أروع المباني التي زرتها سواء من ناحية المقاييس أو نوعية المكان مع أنه بناء جديد وليس قديماً. • من يعجبك من المهندسين على مستوى العالم وتحرصين على متابعة أعماله ؟ أولاً بطبيعة عملى كدكتورة وأستاذة مساعدة في الهندسة المعمارية يجب أن أطلع على كل ما يخص المعمار لكن يظل الإنسان عنده ما يفضله. وفيما أنتجته الثقافة العربية أحب شيخنا ومعلمنا جميعاً حسن فتحي رحمه الله، وأحب طريقته في بناء هندسة للشعب، لأن الهندسة المعمارية يجب أن لا تكون حكراً على طبقة معينة من الناس ، وهو فطن لهذا وأراد أن ينهض بثقافة الشعب المصري وبثقافته المعمارية ووضع لنا منهاجاً واضحاً في هذا الموضوع. حسن فتحي هو مثلنا الأعلى. بالنسبة للمهندسين المعماريين الأحياء أتابع كثيراً أشغال الفلسطيني الأردني راسم بدران الذي حذا حذو حسن فتحي أيضاً، وأحب شغل بدران لأنه لدينا نفس الميول في الاستلهام من العمارة العربية والإسلامية لبناء عمارة حديثة معاصرة تنافس أي نوع من العمارات الأخرى. أيضا هناك من بنوا قليلاً في العالم العربي مثل رفعت الشربرجي الذي أعطى نظريات مهمة جداً للعمارة ومعنى للحداثة في العمارة العربية، ومحمد مكية وكلاهما من العراق.. بالنسبة لما أنتجه العالم الغربي وهو للأسف ما يطغى في عالمنا أحب كثيراً المهندسين المعماريين الحداثيين، وبالنسبة لي أعظم مهندس معماري حداثي هو كداوأندرو الذي له مشروع في جزيرة السعديات وهو متحف الأحياء البحرية، فهو مثل أعلى في العمارة الحديثة وهو ياباني. وفيما بعد الحداثة افتخر كثيراً بزاها حديد، وهي عراقية المولد بريطانية الجنسية، وهي وضعت اسمها في قائمة أوائل وأهم وأشهر المهندسين المعماريين في العالم، وهي مهندسة لابنيوية وهي الهندسة التي تأخذ أشكالاً غريبة جداً. أعتقد أنها أشكال تخرج بداية من الكمبيوتر، حيث إن عقل الإنسان لا يستطيع أن يتخيل أو يعيش في هذه الفضاءات. زاها حديد من عمالقة الهندسة اللابنيوية في العالم ولها أيضا مشروع في جزيرة السعديات وهو مركز الفنون وهو يشبه رأس الأفعى ولديها مشروع قيد البناء في دبي وهي الأبراج الراقصة. • في نهاية هذا اللقاء ماذا تقول الدكتورة نعيمة بن كاري ؟ ثقافة العمارة يجب أن تدخل كل بيت فالعمارة تحيط بنا في كل مكان، فيجب أن نفتح عيوننا أكثر على هذه العمارة، وأن يكون لنا موقف منها وأتمنى من وسائل الاتصال والنشر أن تهتم أكثر بهذا الموضوع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©