الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدايا تغيّر مجرى حياة الناس

هدايا تغيّر مجرى حياة الناس
6 ابريل 2008 02:11
تُفرح الهدايا قلب الإنسان، وتترك فيه أثرها الجميل فتجعل الصباحات أكثر إنعاشاً والمساءات أكثر دفئاً، مهما كانت قيمتها··· إنما إذا كانت الهدايا البسيطة تغيّر وقائع يومنا وتُدخل إليه البهجة، فكيف الحال مع الهدايا الثمينة معنوياً أو مادياً؟ أو التي يصل بعضها إلى سقف الهبات؟ فبعض الهدايا تشكّل منعطفاً في دروبنا، وقد تدفع بنا إلى تغيير ما في نهج حياتنا أو تفكيرنا، وإلى تخطيط آخر لمستقبلنا، ربما ما كان سيخطر على بالنا لولا تلقيناها، بل ومنها ما يحمي الإنسان، فكيف ذلك؟ أول هدية تقول زينة عربي- مضيفة طيران ''إنها حين كانت طالبة جامعية في سنتها الأولى، احتفلت بذكرى ميلادها مع زميلاتها في سكن الطالبات، وحظيت بهدايا عديدة، لكنها بكت حين فضّت الغلاف عن هدية شريكتها في السكن، إذ استوهبت لها كتاب ''القرآن الكريم'' وثوباً وسجادة صلاة، كان تأثير الهدية في نفسها كبيراً، وانسحب على تفاصيل حياتها اليومية، وعلى الرغم من مرور خمسة عشر عاماً على تلك الهدية، لاتزال زينة تحتفظ بالكتاب العظيم وسجادة الصلاة، لأنهما فاتحة خيرعلى قلبها وضميرها، ومفتاح العبادة والتقوى في حياتها· كما قال إبراهيم الحوسني- مدرس ''إنه كان يعمل مدرّساً، حين تلقى هدية قيّمة عبارة عن موسوعة في القانون والتاريخ، دفعته إلى اقتناء كتب أخرى في القانون، لأنها نشطت معلوماته وأثّرت به كثيراً وجددت حلمه القديم بدراسة ''الحقوق'' سعياً إلى عالم المحاماة والقانون والعدالة، الذي تحقق له مؤخراً· وبذا يؤكد لنا أن الكتاب ليس فقط خير جليس، بل إنه أفضل هدية تعمل على تثقيف الإنسان وإدراك خياراته وتتحقيق أحلامه· الأرض الطيبة ثمة هدايا عظيمة أخرى ليست روحية- دينية، ولا جماد، بل هي من عداد الثروات الطبيعية كالكائنات الحية من ''نبات وأشجار، وحيوانات بأنواعها'' تفتح آفاقاً جديدة لدى المهدى إليه، كما يقول خالد الظنحاني- إعلامي ''من خلال المكرمات المشهودة للوالد زايد -رحمه الله- أهداه مزرعة، وخلال مشاريع تشجير الصحراء لم يهملها بل اهتم بها وتابع حركة نموها واعتنى بالأشجار ومحاصيلها، غامساً يديه في التربة إلى عمق الأرض الطيبة معاهداً إياها أنه لن يفرّط بهذه الهدية القيّمة، بخاصة وأنه أحسن استثمارها فأكثرت العطاء، وباتت نقطة تحوّل في حياته مادياً ومهنياً''· أما سليمان العنزي- موظف، فقد حظي في إحدى المناسبات بـ''خيل'' هدية، وعلى الرغم من أنه تساءل ماعساه يستفيد من هذه الهدية؟ لم يقم ببيعه، وراودته فكرة تدريب الخيل وإعداده للسباقات··· شيئاً فشيئاً أصبح ينافس في البطولات ويكسب، كما بات يؤجره في المسلسلات التاريخية، فحقق له الخيل عائداً مادياً لم يكن يتوقع أن يعود عليه، حداً قال باسماً: لو خيروني بهدية لقلت ''أريد خيلاً''· هدية العمر إن كان ثمة هدايا أخرى تغيّر مجرى الحياة، فهي ولاشك تلك التي تنقلنا إلى بحر العلم الواسع لنزداد علماً ومعرفة، لذا تساهم المنح والبعثات الدراسية في صنع مستقبل الناس، كما تقول هبة الجرمي- طالبة جامعية ''فقد كانت هدية نجاحها، منحة دراسية غيرت مجرى حياتها، إذ مكّنتها من الالتحاق بالجامعة لدراسة الصحافة التي أحبتها دائماً، وهي الآن على أبواب التخرج تسعى إلى تحقيق المزيد من الطموحات في مجال تخصصها''· كذلك تقول نورة صالح- موظفة ''بأن هناك العديد من الهدايا التي ترفع من معنويات الإنسان وترسم له آفاقا جديدة في العمل والحياة معاً، أولى هذه الهدايا، الدراسة الجامعية سواء في جامعات الدولة أو الابتعاث الخارجي، فهدية الأهل المثلى لأبنائهم، هي ابتعاثهم لإكمال تحصيلهم العلمي، فالعــــــلم يقود إلى المستقبـــل المشرق· التجارة شطارة من المؤكد أن بعض الهدايا مهما غلا ثمنها أو علا شأنها، قد تستنزف بالاستخدام أو الإهمال أو البيع دون أن يتم الاستفادة منها في تغيير واقع الإنسان وظروفه المعيشية، ولاشك يختلف الحال مع من يجيدون استثمار الهدايا التي يتلقونها، كما يقول بسام الحلبي- مهندس ''بعد سنوات من عمل شقيقتي في الخارج، أهدتني سيارة صغيرة، كان بإمكانه تجييرها لاستخدامه الشخصي، لكنه حوّل نمرتها إلى الخدمة العمومية، وعهد بها إلى سائق أجرة، وتقاسما العائد سوياً، فمكنته هذه الخطوة من تحسين ظروفه المادية بحيث افتتح بعد أعوام قليلة المكتب الهندسي الذي طالما طمح إليه، وما كان الطموح ليتحقق لولا مساندة تلك الهدية الكبيرة· في الإطار ذاته يقول يوسف ليوس- لاعب كرة قدم ''انه إثر فوزه ومنتخب بلاده بذهبية دورة البحر الأبيض المتوسط، أهدى رئيس الجمهورية شققاً سكنية لكل أعضاء المنتخب، فقام بتأجير الشقة ووفر عائداتها إلى أن اعتزل اللعب ووجد ماله بانتظاره في البنك، فمكنته هذه الهدية العظيمة من تحقيق حلم الزواج والاستقرار وإقامة مشروع تجاري·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©