السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدباء الأقاليم المصريون يكررون أسئلتهم

أدباء الأقاليم المصريون يكررون أسئلتهم
6 ديسمبر 2007 04:18
عقد أدباء مصر في الأقاليم مؤتمرهم السنوي في دورته الـ 22 تحت شعار ''الأدب وأسئلة المستقبل'' في مدينة الغردقة وشهد المؤتمر تساؤلات كثيرة تتعرض للكثير من القضايا الإبداعية العامة والخاصة، وما تتعرض له الجماعة الأدبية في مصر من مشكلات سواء بين أبنائها أو في علاقتهم مع المؤسسة الرسمية· وخلال جلسات المؤتمر تعرض الناقد د· مصطفى الضبع أمين عام المؤتمر والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة رئيس المؤتمر ود· أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة للكثير من أوجه القصور الذي يكبل أبنية وفعاليات وأنشطة الهيئة، وأكد د·الضبع ''أن سؤالا واحدا صالحا خير من عشرات الأجوبة الجاهزة التى تسبح بحمد الفاسدين والمتآمرين وماسحي الجوخ، الذين أنابوا أنفسهم لطرح أسئلة نحن أولى بطرحها''، وأضاف: ''لماذا تحولت حياتنا إلى مشكلة كبرى على مستوى التعليم والصحة والحياة اليومية؟ لماذا نفقد كل عام ما لا نعوض ونعوض بما لسنا في حاجة له؟ لماذا نفرط فيما اكتسبته البشرية في صراعها الطويل والمرير ضد الجهل؟ لماذا حصرنا أنفسنا في سؤال الماضي ولم ننشغل بسؤال المستقبل؟ ووضعنا مقدراتنا بين ثنائيات تجاوزها الوعي الإنساني: الأصالة والمعاصرة، القديم والجديد، الأبيض والأسود، الشكل والمضمون، المعنى واللامعنى وغيرها من الثنائيات التي من شأنها أن تحجر الوعي الإنساني؟'' وطالب أبو سنة الأدباء بالتضامن من أجل صيانة حقوقهم والدفاع عن وجودهم الإيجابي، وأكد أن أول شروط نجاح التضامن هو الاقتراب من الواقع بحميمية وتصحيح العلاقة بين الحداثة والأدب الوطني والقومي· وفي جلسة ''الجماعات الأدبية·· تكوينها ودورها التاريخي'' ربط الشاعر أمجد ريان فعالية ''الجماعات'' الأدبية بفترة اشتعال ''الحداثة''، في مرحلة السبعينيات وأرجع فقدان جدوى الجماعات ووجودها إلى أن الحداثة نفسها لم تعد لها المركزية والنصوع كما في تلك العقود· وأكد أن ''الفرد'' يستطيع مع توافر الأدوات التكنولوجية الحديثة أن ينشئ مثلا موقعاً إلكترونياً على الإنترنت ويخاطب به العالم، فضلا عن التعددية الموجودة الآن في الحياة الثقافية، والتي انعدمت في فترة تكوين وإنشاء الجماعات، حيث لم يعد ممكناً أن تقود جماعة واحدة واقعاً ثقافياً· وأوضح أن ارتباط الجماعة، الأدبية، وغير الأدبية، بالحداثة يرجع إلى أن الحداثيين كانوا يجمعون أفكارهم لاستلهام ''قوة'' تواجه التقليدين الذين يحاربون التجديد، وأشار إلى أن فكرة الجماعة هي التي تحمي الفرد لامتلاكها القوة الكافية للاستمرار، معتبراً أن تكوين الجماعات في فترة الحداثة يعد دليلاً على انتصار مفهوم الديمقراطية الذي ارتبط بالتحديث· وأجرى سرداً تاريخياً لهذه الجماعات بداية من جماعة السريالية مروراً بجماعة الثقافة الجديدة والفن والحرية و''جاليري ''68 و''كتاب الغد'' التي أضافت الكثير من الأفكار التقدمية إلى الحياة الثقافية المصرية· وتعرض الباحث لتجربة جماعة ''نصوص ،''90 ولاحظ أن أعضاءها لم يتحلقوا حول هدف واحد، بل كان لكل منهم مشروعه الخاص، وما جمعهم هو إشكالية النشر فى المؤسسات الثقافية، كما تعرض لجماعة ''جراد''، وأشار إلى أن المجلة التى حملت اسم الجماعة أكدت اهتماماتها بالتفصيل والجزئي والمعرفة النسبية، بما يعد انقلابا على الحداثة وتأسيسا لما بعد الحداثة في الشعر المصري· وفي جلسة ''النص التشعبي والنص الخطي في: أسئلة المستقبل'' ربطت د· وفاء سالم في ورقتها ''الوعي بالمستقبل في الرواية العربية دراسة في الخطاب الإبداعي للمرأة العربية'' بين العمل الأدبي في رواية ''اعترافات امرأة مسترجلة'' للكاتبة سعاد زهير، من جيل الستينيات، وبين التفسير عبر (المنهج اللامكاني) وقد حللت الباحثة الرواية من هذا المنطق، أما المدخلات فقد ركزت على أن الكاتبة طرحت في بحثها حكما عاما من وجه واحد، في حين كان يجدر بها أن تتناول عدة روايات· أما بحث د· عبير سلامة، عن النص المشاهد ومستقبل الأنواع الأدبية من النموذج الخطي إلى النموذج التشعبي، فقد تمحور حول أثر المتغيرات التكنولوجية الحديثة على الأدب· وفي جلسة ''الالتزام والحرية·· وسؤال العبث'' استعرض د· حسن البنا ما جاء بورقته البحثية حول الالتزام والحرية حيث ركز على ما طرحه سارتر بشأن الحرية والأدب وكذلك الالتزام في الشعر والنثر، وتساءل: هل التعبير الأدبي أو الكتابة الفكرية بشكل عام هي إحدى الطرق التي تمارس بها الحرية، من خلال التعبير الإنساني الراقي الذي يجد صداه لدى الآخرين؟ وهل التزام الشعر أو النثر هو أحد أشكال القيود على هذه الحرية بشكل أو بآخر؟ أم أن الأمر على العكس من ذلك، بمعنى أن في الالتزام حرية؟·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©