الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية وموسم التهديدات النووية

كوريا الشمالية وموسم التهديدات النووية
3 مايو 2009 03:47
فيما تصعد كوريا الشمالية تهديداتها النووية إلى مستويات خطيرة، لم تتضح بعد السياسة الأميركية حول أنسب طريقة للتعامل مع بيونج يانج في نظر العديد من الكوريين الجنوبيين، على الأقل هذا هو الانطباع المتولد لدى المراقبين من المطلب الأخير والمثير للجدل الذي تقدمت به كوريا الشمالية والمتمثل في اعتذار مجلس الأمن الدولي على إدانته لإطلاق صاروخ ''تايبدونج''2 طويل المدى في الخامس من شهر أبريل المنصرم• ويحذر معظم المحللين من أن كوريا الشمالية جادة في تنفيذ تهديدها ''بالدفاع عن مصالحها العليا'' على حد تعبير متحدث باسم كوريا الشمالية، وذلك من خلال ''اتخاذ تدابير ستشمل إجراء تجارب نووية، وإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات'' ليبقى السؤال في ظل التهديدات الحالية عن الوقت الذي ستكون فيه كوريا الشمالية قادرة على إجراء تجربة نووية أخرى وانتظارها ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبدي إشارات الخضوع لمطلب الحوار المباشر خارج إطار المباحثات السداسية• وفي هذا السياق يقول ''باييك سونج-جو''، مدير مركز الاستراتيجية والأمن بمعهد كوريا للتحليل الدفاعي: ''أعتقد أن الأمر جاد وخطير فعلا''، نافياً أن تكون تصريحات كوريا الشمالية التي ردت فيها على إدانة الأمم المتحدة ''مجرد تهديد خطابي''• ويتابع الخبير قائلا ''تريد كوريا الشمالية أن تثبت أنها بصدد استكمال دورتها النووية، وعليهم في هذه المرحلة تطوير القنبلة ونظام الإطلاق''، فحسب أغلب التقديرات الاستخبارية صنعت كوريا الشمالية لحد الآن ستة رؤوس نووية، لكنها لم تتمكن من صنع رأس صغير بما يكفي ليحمله صاروخ بعيد المدى كذلك الذي أطلقته في مطلع شهر أبريل المنصرم ووصل مداه ألفي ميل• ومع أن كوريا الشمالية أجرت اختبارها النووي الوحيد تحت الأرض في أكتوبر ،2006 إلا أن المادة المتفجرة كانت أصغر بكثير مقارنة بالمواد التي تمتلكها الدول النووية الكبرى في العالم، وهو النادي الذي تسعى بيونج يانج إلى الانضمام إليه• ويبدو أن توقيت الخطوة القادمة لكوريا الشمالية وإجرائها لتجربتها النووية الجديدة خاضع لاعتبارين أساسيين يتعلق الأول بأزمة الخلافة التي تعيشها كوريا الشمالية، فيما يتمثل الثاني في الاتجاه الذي ستتخده السياسة الأميركية، فمعروف أن صحة ''كيم يونج إيل'' الزعيم الكوري الشمالي ''ليست في أحسن أحوالها'' حسب ''دين أوليت''، الباحث في ''جامعة دراسات كوريا الشمالية''في سيول، مؤكداً أنه من خلال التجربة النووية التي تلوح بها بيونج يانج ''يحاول النظام إخماد أزمة الخلافة'' بإبقاء العالم متيقظاً وفي الوقت نفسه معالجة القضية داخلياً• وقد تحولت مسألة الخلافة إلى أولوية قصوى في السياسة الداخلية لكوريا الشمالية بعدما تعرض الزعيم في شهر أغسطس الماضي لجلطة دماغية ربما تكون أضعفت نصف جسده الأيسر، وبدا''كيم''، الذي يعاني من السكري منهكاً وفاقداً للوزن عندما ترأس جلسة للمجلس الأعلى للشعب عقب إطلاق صاروخ ''تايبودونج •''2 وبالطبع وافق المجلس بالإجماع على تجديد فترة رئاسة ''كيم'' للجنة الوطنية للدفاع التي تعتبر عصب السلطة في كوريا الشمالية ليعين صهره ''جان سونج تايك''، اليد اليمنى للزعيم وأحد المرشحين لخلافته، عضواً في اللجنة، كما أُسند منصب ''مراقب'' للابن الأصغر للرئيس الذي يعتبر أول شخص من الجيل الثالث، وينتمي إلى العائلة يتولى منصباً في السلطة• لكن فيما عدا المناورات التي تجري وراء الكواليس لتأمين خلافة ''كيم يونج إيل''، تدرس كوريا الشمالية أيضاً الرد الأميركي على دراما التجارب النووية، ففيما أبدت بيونج يانج بصراحة عدم اهتمامها بالمباحثات السداسية، تصر الولايات المتحدة من جهتها على ضرورة عودة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات• وبالنسبة لـ''تشوي جين ووك''، الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية، ليس من شك أن ما تسعى إليه كوريا الشمالية هو إلغاء العقوبات التي فرضها مجلس الأمن بعد التجربة النووية لعام ،2006 ومع أن قرار العقوبات ظل بعيداً عن التطبيق طيلة الفترة السابقة، يبدو اليوم أن الصين وروسيا وآخرين أكثر استعداداً للتقيد بالعقوبات وضمان تطبيقها• ويبقى الوضع على درجة كبيرة من الخطورة بسبب ما يتوقعه المراقبون من تنفيذ كوريا الشمالية لتهديداتها بإجراء تجارب نووية جديدة خلال الفترة القريبة القادمة، وهو ما يعبر عنه ''يون داي كيو''، نائب رئيس جامعة ''كيونجنام'' بكوريا الجنوبية بقوله ''من السهل أن نتوقع تنفيذهم لتهديداتهم''، لكن قبل ذلك تنتظر بيونج يانج ردة الفعل الأميركية لا سيما بعد الزيارة التي سيقوم بها الأسبوع القادم المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الجنوبية، ''ستفام بوسورث'' لمناقشة استراتيجية مشتركة، بحيث يتوقع منه استطلاع رأي المسؤولين في كوريا الجنوبية بشأن موضوع الحوار المباشر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية• ومن الاعتبارات التي سيستند إليها الموقف الكـــوري الشمالي مدى استعـــداد الولايات المتحـــدة لمكافحة الانتشار النووي تحت مظلة ما يعرف بمبادرة حظر الانتشار النووي، وهو البرنامج الذي يهدف إلى حشــــد الدول للتعـــــاون حول رصــــد الشحنات المشبوهة واعتراضها، لكن رغم إعلان وزارة الخارجية في كوريـــا الجنوبيـــــة انضمامهــــا للبرنامج بعـــــد مشاركتهــــا في تدريب للمراقبة يبقى التحدي الذي قد يصل إلى مهاجمة سفن كوريا الجنوبية، لا سيما بعدما صرحت بيونج يانج أنها ستعتبر أي تدخل لجارتها الجنوبية في مسار سفنها ''إعلان حرب''• دونالد كيرك-كوريا الجنوبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©