الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تهديد أم شروع في القتل؟

13 فبراير 2013 23:26
كانت الساعات تسحبنا بطيئة إلى نهائي كأس أفريقيا للأمم الذي لم يتكهن به لا أخطبوط أوروبا ولا قارئات فناجين الشرق ولا حتى سحرة الأدغال، الذي وضع على خطي المواجهة نسور نيجيريا الجارحة والخيول الجامحة لبوركينافاسو، عندما أومض في سماء جنوب أفريقيا التي كانت تستعد لإنزال الستارة على المونديال الأفريقي برق خطف الأبصار وشغل كل الناس. بالقطع لم يكن الخبر الصاعق ليقول إن الكاميروني عيسى حياتو قد تراجع عن نيته في تمديد الإقامة الأزلية في بيت رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فالرجل الذي بلغ من العمر عتياً وأكمل سنته الخامسة والعشرين على رأس المنتظم الكروي الأفريقي، خرج ليبشرنا بأنها ستكون ولايته الأخيرة، إن أعاد الأفارقة انتخابه في جمعيتهم العمومية شهر مارس المقبل بمراكش المغربية، وحتماً سيفعلون لأنهم لا يملكون لسخرية الأقدار غيره. ولم يكن الخبر المجلجل ليقول إن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم قد استجاب لرغبة مبطنة صدرت عن الأندية الأوروبية تلتمس تغيير موعد تنظيم نهائيات كأس أفريقيا للأمم، فالاتحاد الأفريقي يرفض مجرد مناقشة الأمر، ولكن كان الخبر الذي فتح العيون والأفواه من فرط الدهشة هو أن يقول أسطورة كرة القدم الأفريقية ونجم الأسود الكاميرونية غير المروضة صامويل إيتو إنه مهدد بالقتل، وممن؟ من الاتحاد الكاميروني لكرة القدم. كنا سنأخذ الأمر على أنه دعابة ثقيلة برغم أن صامويل كما أعرفه رجل جدي، لولا أنه أضاف قائلاً إنه اكترى حراساً خاصين يلازمونه كظله، ليس هذا فقط بل إنه يحصل على معدات التداريب واللعب من الممون الخاص للمنتخب الكاميروني، ويتحاشى تناول وجبات الأكل مع اللاعبين مخافة أن يكون أعداؤه قد دسوا فيها سماً. إيتو يتهم بالواضح وبالمباشر وبلا تلميح أعضاء الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، فهم الذين قرروا في وقت سابق توقيفه بسبب تحريضه زملاءه داخل المنتخب الكاميروني لمقاطعة مباراة ودية كان مقرراً إجراؤها أمام منتخب الجزائر قبل أن يعاد لعرين الأسود تحت ضغط الشارع وإكراهات النتائج التي ساءت وكان من تداعياتها أن الأسود غير المروضة غابت عن مونديال إفريقيا في نسخته الأخيرة. قد نتفق على أن إيتو الذي نال شهرة عالمية شقي وتعب من أجلها، قد أصبح جبهة يصعب اختراقها ولساناً لا يقوى على السكوت عن الحقيقة، وقد نفهم أن يكون الأمر قد وصل إلى حد الإزعاج المدمر، ولكن عندما يصل الأمر إلى شعور شخصية رياضية مميزة بأنها مهددة بالتصفية، فهذا دليل على فساد الإدارات الرياضية بأفريقيا وعلى إمعانها في إخراس الأفواه وإذلال اللاعبين والمتاجرة بالمصلحة العامة. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©