الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رجل وامرأتان يهددون المسلمين في أوروبا

15 مارس 2017 19:52
توجه الناخبون الهولنديون، اليوم الأربعاء، إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمانهم وسط ترقب أوروبي شديد بسبب احتمال فوز حزب الحرية اليميني الشعبوي المعادي للإسلام والهجرة والذي وعد بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. لكن الانتخابات الهولندية ليست هي وحدها ما يهم الأوروبيين هذه الأيام. فالأنظار موجهة أيضاً إلى فرنسا التي ستشهد انتخابات رئاسية في إبريل ومايو المقبلين وألمانيا التي ستنتخب برلمانها في سبتمبر المقبل. وفي كلا البلدين الأوروبيين الكبيرين، تعطي استطلاعات الرأي تقدماً للأحزاب اليمينية. «الاتحاد نت» تقدم لكم قراءة عن الانتخابات في هذه البلدان الأوروبية الثلاثة وانعكاساتها على أوروبا وعلى الجاليات الإسلامية هناك. 1- هولندا: البلد الذي شهد توقيع معاهدة ماستريخت المنشئة للاتحاد الأوروبي في 7 فبراير 1992، يشهد للمفارقة صعود نجم حزب الحرية اليميني المتطرف الذي يهدد زعيمه بالانسحاب من النادي الأوروبي إن هو وصل إلى السلطة. وبات الحزب في طريقه إلى تحقيق نتائج قياسية في الانتخابات التشريعية اليوم الأربعاء. حيث يمكن لحزب الحرية المعادي للإسلام، والمشكك بجدوى الوحدة الأوروبية بقيادة النائب غيرت فيلدرز، الذي حل في الطليعة في استطلاعات الرأي لأشهر، أن يسجل أفضل نتائج منذ تأسيسه العام 2006. فقد ركزت الحملة الانتخابية، التي شهدت أواخر أيامها الأزمة الدبلوماسية مع تركيا، على الإسلام والهجرة والقضايا الاجتماعية. ويدعو فيلدرز، البالغ الثالثة والخمسين من العمر، إلى وقف هجرة المسلمين إلى هولندا وإغلاق كل المساجد وحظر القرآن. وقد سبق له أن حوكم مرتين بتهمة العنصرية والإساءة إلى الإسلام. ويجاهر المرشح الهولندي بحربه المفتوحة على ما يسميه «أسلمة» بلاده، ويشبه القرآن بكتاب «كفاحي» لادولف هتلر. كما تهجم خلال الفترة الأخيرة على من سماهم «الرعاع المغاربة»، وأدين بالتمييز في التاسع من ديسمبر الماضي عندما أعلن بعد الانتخابات البلدية في مارس 2014 أنه يريد «مغاربة أقل» في هولندا، ويقصد بـ«المغاربة» المسلمين. وحتى إذا بدا حزب الحرية أكبر حزب في البلاد بعد الاقتراع، يفترض ألا يحصل على غالبية مقاعد البرلمان البالغ عددها 150 وألا يكون قادرا على تشكيل الحكومة. ومع 28 حزباً تتنافس في الاقتراع وعدد منها لا يستهان به سيتمثل في البرلمان، ستلعب الأحزاب الصغيرة دوراً حاسماً لتشكيل تحالف حكومي. 2- فرنسا: تشير استطلاعات الرأي إلى أن مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية، وابنة الزعيم التاريخي للجبهة المثير للجدل جان ماري لوبن، ستحصل على أكبر عدد من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 23 إبريل القادم. لكنها ستهزم حسب التوقعات، في الدورة الثانية المقررة يوم 07 مايو أياً كان خصمها. وتدعو لوبن، العضوة في البرلمان الأوروبي، إلى الخروج من منطقة اليورو وإعادة الحدود الوطنية وخصوصا إغلاق الأبواب في وجه المهاجرين. وتشتهر لوبن أيضاً بمواقفها العدائية ضد المسلمين. ومنها موقفها خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان حين رفضت وضع غطاء على رأسها أثناء مقابلتها لمفتي لبنان ما أدى إلى إلغاء اللقاء. وتعادي لوبن (48 عاما) الإسلام «صوناً للثقافة والحضارة الفرنسيتين»، كما تقول. ولها مواقف وتصريحات معروفة ضد المسلمين. منها تشبيه صلاة المسلمين في فرنسا في الشارع بالاحتلال النازي لفرنسا. وفي مواجهتها، ترجح استطلاعات الرأي وصول إيمانويل ماكرون (39 عاماً) الوزير السابق في عهد الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند الذي أصبح في وسط الساحة السياسية بحركته الجديدة «إلى الأمام» ويقدم برنامجاً يرتكز على مبادئ اشتراكية ليبرالية، إلى الدورة الثانية. وكان فرنسوا فيون المرشح الأوفر حظاً للفوز في السباق إلى الرئاسة بعدما حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التمهيدية لليمين. لكنه متورط منذ أسابيع في فضيحة تتعلق بوظائف وهمية لأسرته. وقد نجح في إنقاذ ترشيحه رغم ضغوط فريقه لينسحب، لكنه اتهم، أمس الثلاثاء، باختلاس أموال عامة والإساءة لممتلكات عامة ما يقلل من فرصه في الفوز. في هذه الحملة التي تشهد تقلبات عديدة، تواجه لوبن أيضاً القضاء بسبب شبهات تتعلق بوظائف وهمية لأعضاء حزبها في البرلمان الأوروبي. وقد استدعيت للمثول أمام قاض في العاشر من مارس الجاري لكنها رفضت المثول. وسيشكل فوزها برئاسة فرنسا، إن حصل، هزة تشبه تلك التي أحدثها فوز الجمهوري دونالد ترامب في الولايات المتحدة. 3- ألمانيا: رغم أنها المرشحة الأوفر حظاً، تخوض ميركل صراعاً قوياً للفوز بالانتخابات التشريعية التي ستجري في 24 سبتمبر المقبل. وهي تتعرض للانتقادات بسبب سياسة فتح الباب أمام اللاجئين التي أدت إلى استقبال ألمانيا أكثر من مليون لاجئ أغلبهم فارون من الحرب في سوريا والعراق. وأدت هذه المواقف إلى صعود نجم حزب البديل الألماني اليميني الشعبوي المعادي للإسلام والهجرة. وينوي الحزب القومي الفتي، الذي تأسس عام 2013، تركيز حملته على رفض الإسلام والهجرة وإنهاء اليورو وتنظيم استفتاء حول البقاء في الاتحاد الأوروبي. كما ينوي الحزب منع الحجاب في الجامعات والمؤسسات العامة، وكذلك منع ختان الأطفال. وتقول رئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا فراوكه بيتري، إنها تنوي شطب حق اللجوء وتحويله إلى «حق الرحمة». ويقصد بذلك عملياً إلغاء حق اللجوء قانونياً واستبداله بصلاحيات غير ملزمة، بيد السلطات لاستقبال أو رفض من يستحقون اللجوء. وترى بيتري أن من تبعات سياسة فتح الأبواب أمام اللاجئين، انتشار الخوف في ألمانيا. ولمحاولة طمأنة ناخبيها، تبنت ميركل في الأشهر الأخيرة مواقف أكثر تشددا في سياستها لاستقبال اللاجئين. وقد يبدو السباق البرلماني في ألمانيا أصعب مما هو متوقع للمرشحة الأوفر حظا للفوز في الاستحقاقات الانتخابية مع عودة الاشتراكيين الديموقراطيين بقوة معززين بشعبية مارتن شولتز الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي. وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادله مع ميركل وبعضها إلى فوزه، بفضل برنامج أكثر ميلاً إلى اليسار يسبب له اتهامات بالجنوح باتجاه الشعبوية هو الآخر. ودخل حزب البديل من أجل ألمانيا الذي ازدهر مع أزمة الهجرة بقوة إلى برلمانات المقاطعات. وتشير استطلاعات الرأي مؤخراً إلى أنه يلقى تأييد 11 بالمئة من الناخبين. وسيكون دخول هذا الحرب اليميني المتطرف إلى مجلس النواب الاتحادي سابقة منذ 1945.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©