صفير يحذر من اتجاه الأمور نحو الأسوأ

أعرب البطريرك الماروني نصر الله صفير عن خشيته من ''مفاجأة اللحظة الأخيرة'' التي قد تطيح بالتوافق في لبنان مشيرا إلى أن هناك ''هواجس تحيط بالاستحقاق الرئاسي'' مما قد يجعل الأمور تتجه نحو الأسوأ· وجاءت تصريحات صفير بينما تمسك الجنرال ميشال عون بمبادرته، واعتبرها تعيد بعض الحقوق للمسيحيين وتحقق التوازن للمعارضة، فيما وصل وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الى بيروت في زيارة تهدف الى تذليل العقبات التي تعترض انتخاب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيساً للجمهورية· وأجرى كوشنير فور وصوله محادثات مع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب الجنرال ميشال عون الذي أقام مأدبة عشاء على شرفه، على أن يلتقي اليوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبعض القيادات السياسية· وأعلن مصدر سياسي لبناني أن مهمة كوشنير اتمام التسوية بين القادة اللبنانيين على انتخاب قائد الجيش الجنرال سليمان رئيساً للجمهورية وقال: إن الاتفاق على الجنرال سليمان سيتضمن ايضاً الاتفاق على شكل الحكومة الجديدة والخطوط العريضة لقانون الانتخابات النيابية عام ·2009 الجدير بالذكر أن مستجدات عدة طرأت على التوافق بين الأطراف اللبنانية المتنازعة خصوصاً بعد أن طرحت المعارضة عبر رئيس تكتل التغيير والإصلاح الجنرال ميشال عون ضرورة الوصول الى ''سلة تفاهمات'' تناول الحكومة المقبلة وكيفية تشكيلها، إضافة الى قائد الجيش الجديد وقانون الانتخاب الجديد· من جهته أكد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع أن قوى 14 مارس قدمت اقصى ما يمكن لترشيح الجنرال ميشال سليمان وسد الفراغ في رئاسة الجمهورية وتنتظر حالياً رد المعارضة الذي لم يعلن حتى الآن بالنسبة لترشيحها المعلن والصريح له· وكشف جعجع عن ان الجنرال سليمان زاره اول من امس في مقر إقامته في معراب حيث تم استعراض الوضع العام في البلاد من جوانبه كافة، واثنى جعجع على التدابير التي اتخذها ويتخذها الجيش اللبناني في سبيل الحفاظ على الأمن في هذه المرحلة الحساسة· وكان البطريرك صفير قد اعرب بعد لقائه بسفير الفاتيكان في بيروت لويجي جاتي ظهر أمس ، عن عدم تفاؤله ''حتى الساعة بحسن سير الأمور على الرغم من مبادرة الأكثرية الأخيرة'' الخاصة بدعم ترشيح العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بعد إجراء التعديل الدستوري اللازم لذلك· واعتبر أن ''الأمور قابلة دائماٌ للتبدل بين لحظة وأخرى'' قائلا ''إن محاولة فرض اتفاق سياسي مسبق على شكل الحكومة وتركيبتها يجب ألا يشكل مصدراٌ للعراقيل في ظل الفراغ الرئاسي الذي نعيشه'' وذلك في إشارة إلى موقف المعارضة المطالب بالحصول على ضمانات حول شكل الحكومة المقبلة قبل إبداء الدعم لترشيح سليمان· ومن المقرر أن يجتمع مجلس المطارنة الموارنة اليوم لتحديد الموقف من المستجدات الحالية على الساحة اللبنانية ، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود في 24 نوفمبر الماضي· من ناحيته اعتبر رئيس تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون ان المطالب الوطنية الواردة في مبادرته تعيد بعض الحقوق للمسيحيين كما تحقق بعض التوازن والمشاركة للمعارضة الوطنية في السلطة· وشدد في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي على ان ''هذا الأمر لا يتم الا بتفاهم مسبق مع الاكثرية التي عليها ان توافق على هذه المطالب لكي تتحول الى نهج حكم تلتزمه جميع المؤسسات الدستورية قبل اي تعديل دستوري وقبل اجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا لا يستهدف رئيس الجمهورية المقبل كان من كان هذا الرئيس وهو ليس حملاً عليه بل رافعة له''·واكد ان الازمة تعدت الاشخاص واصبحت تتعلق بمنهجية حكم ومنطق الشراكة وبحسن تنفيذ اتفاق الطائف والالتزام بأحكام الدستور والتقيد بالصيغة والميثاق· وشكل تعديل المادة 49 من الدستور عقبة كأداء بين فريقي السلطة والمعارضة، حيث تصر الحكومة على موقفها بإصدار مرسوم يوقعه رئيسها ويرسل الى البرلمان للتصويت عليه ليصبح نافذاً، في حين ترفض المعارضة وعلى رأسها بري ذلك وتؤكد بأن لا شرعية للحكومة ولا يحق لها اصدار اي مرسوم، ويجب ان يعاد النظر في سلوكها والتنازل لفريق 8 مارس عن مكاسب محقة له وتغتصبها السلطة·