الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يكسب نتنياهو معركة القدس؟

هل يكسب نتنياهو معركة القدس؟
20 مارس 2010 22:21
برسم إدارة أوباما لخط واضح ضد توسيع المستوطنات الإسرائيلية في القدس تكون قد دخلت في مواجهة مع سياسة إسرائيلية تحظى بإجماع واسع في الداخل، هي تلك السياسة التي تتمثل في إبقاء مدينة القدس كاملة تحت السيطرة الإسرائيلية. والحقيقة أن الصراع من أجل السيطرة على القدس قديم، وكان يعد على الدوام إحدى القضايا الشائكة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يصر كل منهم على أن القدس عاصمته التي لا يمكن التخلي عنها. وقد جاء الرد الأميركي قوياً على قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية، ولاسيما أنها خطوة تهدد بتقويض الجهود الأميركية لإعادة إطلاق مباحثات السلام التي توقفت طيلة الفترة السابقة. ولكن مشكلة التركيز الأميركي على مسألة القدس ورفض توسيع البناء الاستيطاني قد يفيد نتنياهو، على الصعيد الداخلي بالنظر إلى ما يقال عن إجماع حاصل في المجتمع الإسرائيلي حول القدس، فحتى الإسرائيليون الذين يعارضون الاستيطان في الضفة الغربية لا يرون أي غضاضة في بناء مساكن لليهود داخل الأحياء العربية بالقدس الشرقية التي تم احتلالها في عام 1967، وهو ما يؤكده، إفرايم إينبار، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "بار إيلان" الإسرائيلية بقوله: "بالنسبة لنتنياهو يشكل موضوع القدس الفرصة الأهم لتعزيز موقفه الداخلي"، مضيفاً أنه قد يخرج من المواجهة مع أميركا أكثر قوة برفضه الضغوط الأميركية لوقف الاستيطان ولو مؤقتاً في القدس الشرقية. ونبه إفرايم أيضاً إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين تساند بقاء القدس كاملة تحت السيطرة الإسرائيلية، وهي نسبة تصل 70 في المئة. وعن هذا الموضوع يقول "جيرشون باسكين"، مدير المركز الإسرائيلي الفلسطيني للأبحاث والمعلومات ذي الميول اليسارية: "لقد وقع الأميركيون في الفخ عندما تطرقوا إلى القدس لأنها محط إجماع داخل إسرائيل"، ولكن على رغم التوتر الحاصل في العلاقات الأميركية- الإسرائيلية على خلفية الإعلان الأخير عن بناء المزيد من المستوطنات في القدس الشرقية، يبدو أن الجهود الأميركية لاستئناف المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تسير في الاتجاه الصحيح، فقد أشارت هيلاري كلينتون، إلى علامات إيجابية أبداها المسؤولون الإسرائيليون، كما يتهيأ المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، للعودة مجدداً إلى المنطقة. وفي معارضتهم للخطوة الإسرائيلية بتشييد مبانٍ لليهود في القدس الشرقية أكد المسؤولون الأميركيون أن ما حركهم ليس الاعتبارات الداخلية في إسرائيل، بل الموقف الأميركي المعروف والرافض للبناء في المناطق المتنازع عليها، لأنه يقوض فرص التفاوض ويحسم سلفاً نتيجتها بخلق واقع جديد على الأرض يصعب تغييره، وهو ما يلحق ضرراً بالفلسطينيين ويستبعد أي احتمالات للتسوية. ويشكك المسؤولون الأميركيون ضمن الجلسات الخاصة في حجم الإجماع الإسرائيلي على موضوع القدس، معتبرين أن استطلاعات الرأي التي يستشهد بها المسؤولون الإسرائيليون تبدو غير مقنعة. وكانت إسرائيل قد احتلت القدس الشرقية في حرب عام 1967 وقامت بتوسيع حدود المدينة لتضم الأحياء القديمة، فضلا عن الأراضي والقرى التي كانت تابعة للسيطرة العربية، وعلى مدى العقود الماضية أقامت الدولة العبرية مشاريع استيطانية كبرى في بعض المناطق سواء داخل المدينة، أو في الضواحي التي تقع فيها البلدات العربية، ومن تلك المشاريع الاستيطانية حي "رامات شلومو" شمالي شرق القدس وهو عبارة عن تجمع سكني يضم العديد من المباني التي تناسلت في المنطقة المحيطة بالقدس. ولكن بسبب معدل الولادة المرتفع لدى اليهود الأرثوذوكس بدأت تلك المساكن تزاحم الأحياء العربية في القدس الشرقية، هذا في الوقت الذي بدأت فيه العائلات اليهودية الانتقال إلى الأحياء الفلسطينية العتيقة مثل حي "سلوان" وحي "الشيخ جراح"، بحيث يتم احتلال أحد المنازل من قبل عائلة يهودية ليقف أمامه الجنود لحراسته. ويُعتقد اليوم أنه بالنظر إلى توسع المشاريع الاستيطانية وتحولها إلى أحياء سكنية كبرى فإنها ستبقى ضمن حدود إسرائيل بموجب أي اتفاق سلام قد يوقع في المستقبل. وربما سيتم استبدالها بأراض أخرى داخل إسرائيل يحصل عليها الفلسطينيون كتعويض، ولكن إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام يشتكي الفلسطينيون من تهويد القدس، متهمين نتنياهو بتسريع وتيرة الاستيطان مستغلا غياب أية بوادر لتسوية عادلة. وهذا ما يعبر عنه غسان الخطيب، المتحدث باسم السلطة الفلسطينية قائلا: "إن الحكومة الإسرائيلية الحالية أكثر عدوانية من الحكومات السابقة، إنها تحاول تسريع الاستيطان لتغيير الواقع على الأرض والحد من التواجد الفلسطيني في القدس الشرقية". جدير بالذكر أن السكان اليهود ارتفع عددهم من لا شيء تقريباً قبل عام 1967 في القدس إلى 200 ألف اليوم، فيما زاد عدد السكان الفلسطينيين في القدس من 66 ألفاً في عام 1967 إلى 270 ألفاً اليوم. إدموند ساندرز محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي إنترناشيونال«
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©