استنفار يونيفل والجيش اللبناني عشية المناورات الإسرائيلية

أعلن الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفل) أمس الاستنفار عشية أضخم مناورة تقوم بها إسرائيل اليوم الأحد بهدف درء أي ''توتر'' على حدود البلدين· وصرح ناطق باسم الجيش ''حين يقوم العدو بمناورات من الطبيعي أن يكون الجيش على يقظة''· وأضاف ''في أي حال الجيش في حالة جهوزية منذ شهرين'' لمواجهة أي احتمال ''بسبب التوتر في المنطقة وفي لبنان''· من جهته، أعلن الناطق باسم ''يونيفل'' أن القوة ستكثف نشاطاتها في جنوب البلاد وعلى الأخص على الحدود، من دون إعلان حال الطوارئ· وقالت ياسمينا بوزيان ''سنكثف نشاطاتنا، بما فيها عدد الدوريات في منطقة عملياتنا، وعلى الأخص على طول الخط الأزرق، بغية صد أي انتهاك مفاجئ''· وتم إعلام ''يونيفل'' مسبقا بهذه المناورات التي لا تنم عن أي نية عدائية''، بحسب الناطقة· وأفاد سكان في قرى حدودية مثل الوزاني أن الجيش طلب منهم عدم الاقتراب من السياج الشائك الفاصل حفاظا على سلامتهم في هذه الفترة، كما عمل على إقفال بعض الطرقات المؤدية الى السياج بالسواتر الترابية، وإنشاء أبراج مراقبة لرصد أي تحركات غير عادية· وأفادت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن أهم تمرين على الدفاع المدني في تاريخ اسرائيل سيبدأ اليوم· ويكمن الهدف الرسمي للعملية في تجربة آليات الإسعافات والمنشآت التي يفترض أن تؤمن حماية المدنيين، والإجراءات التي تسمح بتشغيل الإدارات والوزارات في حال هجمات بالصواريخ التقليدية أو الكيميائية· من جانبها، ذكرت صحيفة ''السفير'' اللبنانية امس استنادا الى مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في نيويورك، أن الجيش الاسرائيلي طلب من قيادة ''يونيفل'' إبلاغ الحكومة اللبنانية أن المناورة غير المسبوقة التي ستنفذ في إسرائيل غير موجهة ضد لبنان ولا ضد ''حزب الله''، وأن المناورة ستكون داخلية ولن تشمل منطقة الحدود· وقالت مصادر في ''يونيفل'' لصحيفة ''السفير'' إنه تم رصد حركة استنفار في صفوف ''حزب الله'' جنوب نهر الليطاني وشماله، كما في صفوف الجيش اللبناني، وتمت مراجعة الطرفين وكان الجواب أن الاستنفار القائم هو عبارة عن إجراء روتيني اعتيادي ربطا بالمناورة الاسرائيلية لا أكثر ولا أقل· وأكدت مصادر عسكرية لبنانية بارزة لـ ''السفير'' أن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان طلب وضع جميع ألوية ووحدات الجيش المنتشرة في الجنوب في حالة استنفار قصوى اعتبارا من أمس وحتى انتهاء المناورة الإسرائيلية، وأعطى سليمان أوامر للعسكريين بوجوب التصدي لأي خرق اسرائيلي للخط الأزرق وأي استهداف للمدنيين· وتابع القادة الرسميون في لبنان بكثير من الاهتمام المناورة الاسرائيلية والتقى رئيس البرلمان نبيه بري قائد ''يونيفل'' الجنرال كلاوديو جراسيانو واطلع منه على المعلومات المتوفرة لديه حول المناورة الاسرائيلية، مستبعداً ان تشن اسرائيل حرباً على لبنان· إلى ذلك، حذرت صحيفة ''تشرين'' السورية الرسمية امس من أن الأوضاع خطيرة جدا ليس على مستوى المنطقة، بل على المستوى العالمي، مشيرة إلى التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا حول توسيع حلف الناتو، والتصريحات الإسرائيلية التي ''تفوح منها رائحة البارود''· وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن ''الولايات المتحدة تتكلم باللغة الإسرائيلية وتفكر على الطريقة الإسرائيلية وتحتكر لغة الحرب على امتداد العالم''· واعتبرت الصحيفة أن قرار الولايات المتحدة توسيع ''خطر حلف الناتو ليلامس حدود روسيا يتهدد العالم أجمع، ليس فقط من خلال إحياء الحرب الباردة، بل تصعيد الأوضاع على الساحة الدولية، بما يجعل خطر نشوب حرب عالمية جديدة وارداً''· وقالت الصحيفة إن ''أي حديث إسرائيلي عن السلام، ليس إلا للتضليل والخداع وذر الرماد في العيون''، معتبرة أن مبادرة السلام العربية ''تمثل تنازلاً عربياً كبيراً لمصلحة إسرائيل ·· والخط الأحمر الأخير الذي لا يجوز تجاوزه''·