الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العربية» طريق العالمية

20 مارس 2010 22:18
وصل كثير من الأدباء والكتاب والمبدعين إلى العالمية، انطلاقاً من بيئتهم ولغتهم المحلية. فاستعملوا ووظفوا لغتهم الأم في سبيل خدمة إبداعاتهم، فوصلوا بها إلى العالمية ونالوا الجوائز العالمية. الأدباء والشعراء العرب الذين أبدعوا وتُرجمت مؤلفاتهم إلى كثير من لغات العالم ونال بعضهم الجوائز العالمية، كلهم كتبوا بالعربية «الفصيحة» نجيب محفوظ، ومحمود درويش، وتوفيق الحكيم، وعباس العقاد، وأدونيس، وإيليا أبوماضي، وجبران خليل جبران، مؤلفاتهم بالعربية هي التي أوصلتهم إلى العالمية، انطلقوا من «بيئتهم المحلية» ونقلوا ما يدور في بيئتهم الخاصة (المحلية) باستعمال العربية الفصيحة، التي هي وحدها القادرة على الاستيعاب والتعبير خير تعبير عن الذات العربية. لا تستطيع «العامية» مهما كانت أن تستوعب الحياة وتفاصيلها كما تستوعب اللغة الفصيحة. العوامل المشتركة بين الشعوب كثيرة، ولكن اللغة وحدها هي التي تميز الشعوب عن بعضها، ولم تكن «العربية» في يوم من الأيام قاصرة عن التواصل مع اللغات الأخرى، بدليل أن فيها ألفاظا «معرّبة» ذات أصول غير عربية، أي أنها تفاعلت مع اللغات الأخرى وأثّرت وتأثرت بها. ولم تنغلق «الضاد» يوماً من الأيام على نفسها، فالعرب الذين فتحوا العالم، ووصلوا إلى قمة المجد الإنساني، بحضارتهم المنفتحة، وبالعدل والقيم الحضارية والإنسانية. العلماء العرب الأقدمون، من الرازي، وابن سينا، ابن النفيس، برعوا في اللغة العربية قبل أن يبرعوا في العلوم الأخرى واستخدموا العربية خير استخدام وبها قدموا للعالم أجمع «اكتشافات علمية» في الطب والرياضيات والفلك والعلوم الأخرى، ما زال الأوروبيون والغربيون يستدلون بها إلى يومنا هذا، ولولا الاكتشافات العربية، لما وصل إليه العالم من تقدم علمي. «العربية» استوعبت جميع الشعوب، فقد دخلت في الإسلام شعوب كثيرة من أدنى الأرض إلى أقصاها «بكتاب معجز «القرآن الكريم» من إعجازه أنه بالعربية.. التي لا تستغلق على أحد في الدنيا، يقرأها الأعجمي، وسرعان ما يفهمها لأن «الضاد» كما الماء السلسبيل مستساغة، بل عذبة لكل الشاربين. فوجئت أثناء بحثي عن كتاب في إحدى المكتبات في أبوظبي بالعامل لدى المكتبة وهو - هندي الجنسية - يحفظ ألفية ابن مالك، أليس هذا إثباتاً لسلاسة وسهولة «الضاد»، بحيث يتقنها أهلها وغير أهلها ممن تعلموها، وليست لغتهم الأم. أخطاء شائعة الطَّرَبُ يذهب الناس إلى أنه «الفَرحُ» وهو ليس كذلك لأن الطرب هو خِفّةٌ تصيب الرجل لشدة السرور، أو لشدة الجزع. قال النابغة الجعدي: وأرانــي طَرِبـــــاً في إثرهـــــم طـَرَبَ الوالـــِهِ أو كالمختبــلْ وقال شاعر آخر: يُعلْن: لقد بكيت، فقلت كلا وهل يبكي من الطرب الجليدُ؟ الحَمَامُ: يظن الناس أنه الدواجن التي تستفرخ في البيوت وذلك غلط، إنما الحمام ذوات الأطواق وما أشبهها مثل الفواخت وهو ضرب من الحمام المطوق الواحدة منه «فاختة» والقَماري والقَطا. وما هاج هذا الشوق إلا حمامَة دعت ساقَ حُرّ تَرْحَةً وترنّما والحمامَة هنا قمرية وقال النابغة الذبياني واحكُمْ كحكمِ فتاة الحي إذ نَظَرتْ إلى حمام شراعٍ واردِ الثَّمَدِ إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©