قفزت الجولة الأخيرة إلى أعلى المراتب، من حيث الأهمية بعد تحول أفضلية حسم مسألة البطاقة الثانية المؤدية بصاحبها إلى دوري المحترفين برفقة فارس المسابقة بني ياس الذي حجز له مكاناً بين الأقوياء قبل جولتين إلى الإمارات بعد الهدية الثمينة التي قدمها له شقيقه الخيماوي بعرقلة الفجيرة المنافس الوحيد لصقور الإمارات الذي تجاوز دبا الفجيرة بخماسية نظيفة.
وتحدد الجولة الأخيرة، التي ستقام يوم 8 مايو الجاري، العريس الثاني الذي يزف إلى المحترفين، حيث يعتبر أبناء الإمارات الأوفر حظاً من أبناء الفجيرة نظراً لفارق النقاط الذي تحول بأمر من الخيماوي لمصلحة أبناء العمومة بفارق نقطة والذين يواجهون في الجولة الأخيرة شقيقهم الآخر مسافي، والفوز يضمن لهم الصعود بغض النظر عن نتيجة الفجيرة الذي يستضيف في الوقت نفسه فريق الذيد. في المقابل، واصل البطل"المتوج" بني ياس انتصاراته بعد إلحاقه الخسارة بفريق حتا 3/4، رافعاً بذلك نقاطه إلى 69 نقطة وبقي على بعد خطوة من كسر حاجز السبعين نقطة، وعلى الطرف الآخر حقق دبا الحصن فوزاً كبيراً على حساب الحمرية 1/7 قاده للتمسك بالمركز الثامن الذي أصبح "فوق صفيح ساخن" بعد المنافسة الشرسة التي كشفها الخيماوي نجم الجولة 29 والذي هزم الفجيرة 1/4.
أما نتائج بقية مباريات الجولة، فقد حقق اتحاد كلباء الفوز على دبي بهدف نظيف وبالنتيجة نفسها فاز الجزيرة الحمراء على شقيقه الرمس، كما نجح العروبة في تحقيق الفوز على مسافي 3-1، كما فاز العربي على الذيد 2/3.
على الرغم من حسمه مسألة صعوده لدوري المحترفين وتتويجه بطلاً للمسابقة، إلا أن السماوي لا يزال يواصل انتصاراته التي وصلت حتى نهاية الجولة الـ29 إلى 21 فوزاً دفعت برصيده إلى 69 نقطة بعد تجاوزه محطة حتا 3/4، والفرصة مواتية أمامه لكسر حاجز السبعين نقطة، في حال أنهى مباراته الأخيرة أمام دبا الحصن فائزاً وهذا متوقع؛ لأن المباراة ستكون على أرضه ووسط جماهيره ويسعى من خلالها إلى الاحتفال بنهاية سعيدة لموسم (سماوي) متميز، والفريق السماوي يستحق الصعود والتتويج بطلاً للمسابقة، يكفي أنه صاحب الأرقام الأفضل من بين فرق المسابقة، فهو صاحب أعلى نسبة فوز وأقل نسبة خسارة، حيث لم يخسر سوى في مباراتين فقط بجانب صاحب أقوى خط هجوم مناصفة مع الإمارات، حيث سجل كل منهما 80 هدفاً.
الخيماوي بروح جديدة
قدم الخيماوي في مباراة الفجيرة عرضاً قوياً قاده لعرقلة الفجيرة بعد الفوز عليه بأربعة أهداف مقابل هدف ليجدد أمله في الحصول على المركز الثامن الذي يعطي صاحبه الحق في الاستمرار مع أندية الدرجة الأولى في الموسم القادم، وفي الوقت نفسه جاء فوزه ليحول بطاقة الصعود الثانية لدوري المحترفين لشقيقه الإمارات الذي أصبح الأقرب من الفجيرة لتحقيق حلم الصعود.
ولعل ما ميز الخيماوي في هذه المباراة، الروح الجديدة التي خاض بها المباراة، ولو لعب بهذه الروح من قبل لما كان قد أدخل نفسه في هذه الدوامة، بالإضافة إلى بروز نجمين لفتا الأنظار هما صالح درويش وناصر الهياس بعد أن كشفا عن إمكانات فنية ومهارية عالية تؤكد موهبتيهما.
ترميم الحصن
يبدو أن إدارة دبا الحصن حرصت في الفترة الماضية على ترميم حصنها الذي بات أكثر شموخاً مما أعاد نغمة الانتصارات إلى القلعة الحصناوية وقربته كثيراً من حسم مسألة بقائه، كان آخرها فوزه الكبير على صاحب المؤخرة الحمرية 1/7 سجل منها مهاجمه محمد عبدالرحمن لاعب الخيماوي "السابق" منافسه المباشر على المركز الثامن 6 أهداف دفعة واحدة في حالة ربما تعد الأولى هذا الموسم أن يسجل لاعب هذه النسبة من الأهداف.
دبا الحصن حاله كحال الإمارات والخيماوي واتحاد كلباء ودبي وحتا، كان من المرشحين للمنافسة على بطاقتي الصعود قبل انطلاق الدوري، إلا أن غياب الاستقرار قاده للتخلف عن ركب المنافسة، وما أن عاد الاستقرار عاد الفريق إلى مستواه الحقيقي، ولكن بعد أن طارت البطاقتان: الأولى ذهبت لأبناء بني ياس، والثانية في طريقها للاستقرار في قلعة الأخضر الإماراتي، وبذلك لم يبق أمامه سوى المحافظة على المركز الثامن حتى لا يهوي إلى الدرجة الأضعف دوري الدرجة الثانية في الموسم القادم. تلاعبت مباراتا دبا الفجيرة مع الإمارات، والخيماوي مع الفجيرة بأعصاب الجماهير التي تابعت المباراتين، خاصة جماهير الفجيرة التي صدمت بوصول خبر تقدم المنافس الإمارات بهدف في الدقيقة الثانية، وصعقت أكثر بنجاح الخيماوي في التقدم على فريقها عند الدقيقة 25 من ضربة جزاء وأبت المباراتان إلا أن يبقى جماهير الفجيرة على أعصابها وارتفعت الحدة بقدوم الأخبار من ملعب دبا الفجيرة بتسجيل الإمارات لهدف ثانٍ في الدقيقة 37 وفي الدقيقة نفسها تمكن الخيماوي من هز شباك ابن ضبعون حارس مرماهم، وفي الدقيقة 42 ينفجر الغضب الجماهيري الفجراوي عندما علمت بتمكن الإمارات من تسجيل الهدف الثالث، وما هي إلا دقائق حتى عمق الرائع ناصر الهياس من جراح الفجراوية بتسجيله الهدف الثالث لينتهي الشوط الأول في المباراتين بنتيجة واحدة بثلاثية نظيفة لأبناء رأس الخيمة "الإمارات والخيماوي" في مرمى أبناء الساحل الشرقي "الفجيرة ودبا الفجيرة" لتدفع النتيجتان معظم جماهير الفجيرة لمغادرة استاد خليفة بن زايد بنادي رأس الخيمة بعد أن أيقنت أن الأمور انتهت بتبخر الأحلام، بينما بقي البعض "لعل وعسى" تتغير الأمور في المباراتين، ولكن مع انطلاق الشوط الثاني جاءت الأخبار بنجاح الإمارات في إضافة هدف رابع وعلى غراره سجل الخيماوي الهدف الرابع قبل أن يتمكن الفجيرة من تسجيل هدفه "اليتيم" في الدقيقة 59، وهناك أضاف الإمارات الهدف الخامس في الدقيقة 69 لتخرج جماهير الفجيرة المسكينة غير مصدقة بأن حلمها في الصعود لدوري المحترفين بدأ يتلاشي، وأن الأفضلية تحولت إلى الإمارات.
وأثبتت جماهير الإمارات والخيماوي، الفريقان اللدودان في إمارة رأس الخيمة، أن مصلحة الإمارة تفوق تلك المنافسة الأزلية بين الفريقين، عندما تلاحمت جماهيرهما في هذه الجولة، فالجماهير الخضراء وقفت جنباً إلى جنب مع الجماهير الحمراء تساند الفريق الخيماوي في مباراته المهمة أمام الفجيرة، ولم تكتف جماهير الإمارات بذلك، وإنما تحولت الجماهير التي ساندت الأخضر في مباراته أمام دبا الفجيرة التي كانت تجري في نفس توقيت مباراة الخيماوي مع الفجيرة بالتشجيع لمصلحة شقيقهم خاصة بعد معرفتهم تقدم الخيماوي، إذ يقود هذا التقدم فريقهم الأخضر للاقتراب من دوري المحترفين، هذا ما أفرزته جولة الإثارة والمتعة التي انحازت في النهاية لأبناء رأس الخيمة على حساب أبناء الساحل الشرقي بعد فوز الإمارات على دبا الفجيرة بخماسية نظيفة وفوز الخيماوي على الفجيرة بأربعة أهداف مقابل هدف
عدد اليوم
