الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيد الأم عند المغتربين اتصالات هاتفية وأموال مرسلة وهدايا ذهبية

عيد الأم عند المغتربين اتصالات هاتفية وأموال مرسلة وهدايا ذهبية
20 مارس 2010 22:08
تحتفل معظم دول العالم اليوم بعيد الأم، إلا أن هذه المناسبة لها طابعٌ خاصٌّ في دولة الإمارات التي تعج بعشرات الآلاف من أبناء الجنسيات الأخرى، ما يجعلهم في حالة اشتياق وحنين زائد إلى أمهاتهم في هذا اليوم، وعلى الرغم من أن الكثيرين من هؤلاء المغتربين قد لا يحتفلون بأعياد ميلادهم، أو حتى الأعياد المعروفة من دينية وغيرها نظراً لظروف الحياة والانشغالات المتزايدة، غير أن الجميع يحرص على الاحتفاء بهذا اليوم، وتكريم الأم في عيدها. قد تختلف صور هذا التكريم والتعبير عن الحب من شخص إلى آخر بحسب القدرات المادية والمرحلة العمرية للأبناء، ومع ذلك فالجميع يشتركون في إبراز معاني الحب والوفاء للأم، عل ذلك يمثل عوضاً يسيراً عما قدمته خلال مسيرة العطاء لأبنائها. لعلَّ أهم ما يميِّز هذه المناسبة عن غيرها هي الطقوس الجميلة وأجواء الرحمة والحب التي تغلف بيوت المغتربين أو بيوت أمهاتهم في مواطنهم الأصلية في ذلك اليوم. ففي الصباح يبادر الجميع بالاتصال بالأم وإغراقها بحلو الكلام وتلمس الرحمة الآتية منها عبر الدعوات المستمرة لهم بكل ما هو خير، فضلاً عن إرسال الهدايا والتي تبدأ من الملابس، وقد تكون قطعاً من أثاث المنزل، إلا أن المشغولات الذهبية تحتل الصدارة في نوعية الهدايا. حنين متزايد حول الاحتفاء بالأم في عيدها يقول أكرم سعيد عبد الله من اليمن ومقيم في الدولة منذ نحو 10 سنوات: من الطبيعي أن يزداد حنيني إلى أمي في ذلك اليوم، وأول ما أحرص عليه هو الاتصال بها والسؤال عنها والتبرك بدعائها، وعن الهدية، فهي واجبة وتمثل تعبيراً بسيطاً عن مقدار حبي لها وحرصي على نيل رضاها، وغالباً ما تكون إحدى المشغولات الذهبية، كأن تكون قرطاً أو عقداً فاخراً، أما أقل الأشياء فيكون طبقاً من الشيكولاتة في حال عدم توافر مال كافٍ للهدية، أما أغلى هدية قدمها لوالدته في عيدها، كانت منذ 3 سنوات وكانت عبارة عن عقد ذهبي بملغ 3200 درهم، وعن الهدية التي يحلم بتقديمها لأمه، فتمثل في مساعدتها على تأدية فريضة الحج، ويتمنى تحقيق ذلك في المستقبل القريب. عيد مقدس أما صديقه عبد الرحمن الوردي والمقيم في الإمارات منذ 14 عاماً، فيؤكد أن الاحتفاء بالأم لا يكون ليوم واحد فقط، بل ينبغي أن يكون على مدار العمر كله، من خلال تقديم الطاعة الدائمة لها، والدعاء لها عقب كل صلاة وهو ما أمرنا ديننا الحنيف به، ومع ذلك فإن يوم الحادي والعشرين من مارس يعد مناسبة مميزة لإبراز الحب والوفاء لما قدمته أمهاتنا من تضحيات لا يمكن حصرها، ولذا فإن هذا اليوم يحمل أجواءً خاصة حيث يقوم بالاتصال بوالدته وتقديم التهنئة لها في عيدها، ويحرص على تقديم هدية قيّمة لها، وفي الغالب تكون شيئاً من الملبوسات أو بعض التحف لتزيين المنزل، الذي تعده الأم مملكتها، وتحرص على تجميله دائماً، ومن ثم فهي تسعد بالهدايا التي تضفي جمالاً ورونقاً على بيت الأسرة. سلوى أغا الطالبة في كلية الهندسة بجامعة الحصن تقول إن عيد الأم هو عيد مقدس بالنسبة لها، وأكثر الأعياد أهمية لديها، على الرغم من أن تكريم الأم وإظهار الحب والامتنان لها، من الأمور الواجبة دوماً، غير أن هذا اليوم يعد تتويجاً لهذا الحب والتكريم، وشراء الهدية أمر ضروري، ولذا تحرص على تجميع المال قبل عيد الأم بفترة حتى تتمكن من شراء هدية قيمة لوالدتها، وأغلى ما قدمته لها، قطعة حلى من الألماس مكتوب عليها كلمة “أمي”، أما في حالة عدم توافر قدر كاف من المال، فتشتري قنينة من أحد العطور التي تفضلها والدتها. وتشير سلوى إلى أنها تتمنى لو اشترت أثمن الأشيـاء في الكـون وليــس قطــع مجوهــرات أو غيرها من الهدايا المادية، ولكنها تستعيض عن ذلك بتقديم مشاعر الحب والرحمة لها في كل لحظة وحين، حسبما تقول. طقم الألماس بالنسبة لطارق سمهوري من لبنان، يعمل بائعاً في احد المحال، ويقيم في الإمارات منذ سنوات عديدة، فيوضح أن في هذا اليوم من كل عام، يعمل على تجهيز مفاجأة لوالدته، وهذا التقليد يشاركه فيه جميع إخوته، وعلى الرغم من أن الأم تعلم مسبقاً أننا سوف نقدم لها الهدايا في ذلك اليوم، إلا أنها لا تبدي اهتماماً للهدايا بقدر اهتمامها بمشاعر الحب والوفاء التي يتنافس هو وإخوته في إظهارها، أما أغلى هدية اشتراها طارق لوالدته، فهي طقم من الألماس بمبلغ 7500 درهم وكان ذلك منذ عامين، أما أقلها فكان بروازاً فاخراً بمبلغ 400 درهم، وبخلاف الهدايا، يقيم طارق وإخوته احتفالاً في المنزل ويقومون بإحضار قوالب الكعك والشيكولاتة والتجمع في منزل الأسرة لمشاركتها الاحتفال بعيدها، ويضيف طارق: بعيداً عن عيد الأم أحاول دائماً أن أفعل كل ما قد يمنحها السعادة، لأنني أرى مسحة من الحزن تعلو وجهها دائماً، ربما لظروف الحياة المتقلبة وخوفها الدائم علينا، ورغبتها في تحقيق كل ما نحلم به في حياتنا، وكل هذه المشاعر التي أقدمها لأمي سواء في عيد الأم أو غيره من بقية أيام العام، لا تمثل أي قدر مقارنة بما تفعله الأمهات لنا. ملكة متوجة من ناحيتها تقول ديما البعيني من سوريا والمقيمة في الدولة، منذ حوالي 7 سنوات، إنها تبدأ طقوس ذلك اليوم بتقديم التهنئة لوالدتها، وتكون الأم حينها ملكة متوجة، وتسعى هي وبقية أخواتها، على إبراز كل معاني الحب والوفاء لها، سواء بالسؤال عنها أو بتقديم الهدايا المختلفة، وأغلى الهدايا التي سعدت بها والدتها، حسبما تقول ديما، كان نجاحها في الثانوية العامة، والتحاقها بالجامعة، وهو ما اعتبرته اليوم تتويجاً لسنوات طويلة من السهر والتعب من أجل رؤية بناتها وأبنائها يحصدون ثمار هذا التعب، أما عن الهدايا العينية، فتقول ديما إنها كانت تأخذ الأموال من والدها لشرائها، أما الآن فإنها صارت تشتري الهدايا من مالها الخاص، ولذا تشعر بأن الهدايا لها طعم أجمل، وغالباً ما تدور الهدايا في فلك العطور والملابس، وأغلى ما تقدمه ديما لأمها في يوم عيدها هو الحب والشعور بمدى التضحيات والعطاء الذي قدمته للأسرة عبر سنوات حياتها. الدعاء في كل صلاة فيما يعبر محمد جلال من مصر، ويعمل بائعاً في أحد المحال، عن شوقه الكبير لأمه في يوم عيد الأم، ويلفت إلى أنه عندما يقترب عيد الأم ويكثر الحديث عنها، يشعر بالحاجة للاقتراب منها، والارتماء في أحضانها، ولذا يحرص على الاتصال بها في يوم عيد الأم مهما كانت مشاغله، وأكثر ما يؤثر فيه هو بكاؤها عند سماع صوته ورغبتها في رؤيته وهو المغترب منذ سنوات عدة، أما عن الهدية التي يقدمها لها، فيشتريها بالتنسيق مع إخوته، حيث يرسل لهم المال لشراء هدية قيمة وكان أغلاها ساعة ذهبية قدمها لها العام قبل الماضي وكانت بمبلغ 4000 درهم. من جانبه يؤكد خالد محمد شوقي من مصر، أن كل يوم هو عيد للأم، وهو لا يتوقف عن إبراز مشاعر الحب والوفاء لها في كل وقت وحين، وليس في عيد الأم فقط، ومع ذلك فإن هذا اليوم لابد وأن يتصل بها ويبارك لها في عيدها، ويستمع إلى صوتها، وعن الهدايا، يقوم بإرسال مبلغ مالي إلى إحدى شقيقاته وتقوم هي بشراء هدية مناسبة لأمه، وفي الغالب تكون إحدى المشغولات الذهبية، ويتمنى خالد لو قدم لها الكثير والكثير، ولكن ما يستطيعه في الوقت الحالي هو البر بها والحرص على نيل رضاها والدعاء لها ولوالده في كل صلاة. أصل عيد الأم يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم “ريا” زوجة “كرونس” الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل “سيبل” أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل الميلاد وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى “هيلاريا” وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس”. عيد الأم في العالم العربي بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية.. فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل.. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه.. وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.. واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى.. وصارت جميع البلدان العربية تحتفل بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة، ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد. قداسة لفظ «الأم» «الأم» لفظ أطلقه القرآن الكريم على الأصل الطيب والمقدس لكل ما هو عظيم، فقد أطلق الله عز وجل على خزائن علمه مصطلح “أم الكتاب” وذلك في قوله تعالى “يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب” (الرعد 39). كما أطلق على مكة المكرمة “أم القرى” لأنها مهبط لأهم الرسالات السماوية، ومحل ميلاد سيد البشر؛ سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”، وذلك في قوله تعالى “وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها” (الشورى 7).
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©