الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات جدد: نعلّم أطفالنا ونتعلم منهم!

أمهات جدد: نعلّم أطفالنا ونتعلم منهم!
20 مارس 2010 21:52
تخوض كل أم تجربة الإنجاب للمرة الأولى، وتستعد منذ بداية حملها لهذه التجربة الإنسانية النبيلة المتوجة بمسؤولية عظيمة تجاه تنشئة وتربية هذا الكائن القادم “المولود الجديد”. ثمة من تتهيأ تثقيفيا ومعرفيا لاستقباله. وثمة من تكتفي بالتأهب النفسي والصحي، أو تلوذ ببرامج التوعية الأسرية لتضطلع بدورها، أو تستعين بوالدتها أو والدة زوجها أو شقيقتها أو صديقتها، ومنهن من يتقاسم زوجها معها هذه المسؤولية في شراكة حقيقية. هذا ما وقفت عليه مادة تحقيقنا من آراء ومشاعر مجموعة سيدات شابات “أمهات جدد” رزقن بمولود أنثى أو ذكر للمرة الأولى. يعدّ استقبال مولود جديد للوالدين الحدث الأكثر أهمية لهما، خاصة إذا كان هذا هو المولود الأول في الأسرة. فنجد الأم خاصة تسارع لمعرفة أمور كثيرة تتعلق بنمو الطفل وتطوره وتغذيته ونومه وصحته وما الذي تفعله عند بكائه، ومتابعة حالاته واحتياجاته وكذلك سلوكياته رغم صغر سنه. أسلوب التربية الأمثل بغية تحقيق التربية الحديثة السليمة، تلجأ الأمهات الجدد إلى الأطباء ومؤلفاتهم وكتبهم بشأن تربية الأطفال وصحتهم، والبعـض يخضن دورات تدريبية على يد طبيبات اختصاصيات لمساعدتهن على القيام بهذه المسؤولية لأول مرة وفق نظريات علمية تدعم استعدادهن لمشوار التربية بكل ما من شأنه إيجاد طفل موفور الصحة وسعيد وعارف وفطن ومدرك للصواب ينشأ وفق مبادئ التربية المثالية. في هذا الإطار تقول السيدة مي أبو الحسن/ والدة بترا صوايا: “تمر كل أم قبل ولادة طفلها الأول بمرحلة ترقب تفسح المجال أمام العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الأم ستؤدي مهمتها التربوية بشكل سليم، لكني أدركت بعد قدوم طفلتي “بترا” أن كل طفل يولد مجهزاً بمجموعة واسعة من الطباع والقدرات والمهارات الفردية، وأن المهمة الأساسية لدى الوالدين هي تطوير كل ما هو إيجابي من هذه الصفات، للوصول بها إلى حدها الأعلى، وتقليص الجوانب السلبية بها قدر المستطاع. أما الطريقة الأمثل للقيام بذلك فهي برأيي الاستعانة بآراء أهم أطباء الأطفال والأطباء النفسيين الذين قدموا لنا خلاصة دراساتهم وأبحاثهم وتجاربهم الشخصية في مجموعة رائعة من الكتب التي تغطي كافة جوانب التربية لدى الطفل، دون أن ننسى أن كل طفل حالة فردية وشخصية مستقلة مختلفة ومميزة عن بقية الأطفال”. وتسترسل أم بترا مضيفة: “من المجدي التعرف إلى مجموعة متنوعة من أساليب التربية ومن ثم تطوير الأسلوب الذي نراه الأنسب لأطفالنا، مستعينين بحدسنا الشخصي الذي كثيراً ما يدلّنا على التصرّف الأفضل. وعندما تصطدم تربيتنا لأطفالنا بحاجز الاختيار بين ما يناسبنا نحن كوالدين، وما هو أفضل لأطفالنا، فمن الضروري دائماً أن نضع مصلحة الطفل في المقدمة، وإن كان ذلك يعني القيام بمجهود إضافي، لأن ما نزرعه اليوم، وإن بدا أمراً غير ذي أهمية، سنحصده في المستقبل على شكل طباع غير مرغوب بها، أو خصال سيئة لا يمكن السيطرة عليها”. أجمل إنجاز شخصي تقضي بعض الأمهات الجدد معظم أوقاتهن مع المولود لرعايته والاهتمام به فهو بالنسبة لها ولأسرته سدرة المنتهى وحلم العمر، تقول السيدة فاطمة السويدي/ والدة دانة المهيري: “أعي جيدا أن الطفل في المجتمعات المتطورة ليس ملكية خاصة لوالديه، لكن بالنسبة لي لا أستطع إلا أن أعتبر دانة أجمل حدث في حياتي وأفضل إنجاز شخصي أحمد الله عليه باستمرار، لذلك سأقوم على تنشئتها حين تكبر وفق تعاليم ديننا الحنيف، وأنا على أحر من الجمر في انتظار أن تكبر، لذلك انتسبت إلى دورات التأهيل والتدريب التي يقيمها دوريا “الاتحاد النسائي العام” لتنعم الأمهات الجدد بأفضل الأساليب التربوية التي تعد المولود منذ ولادته لمستقبل واعد. لذا فإن أهم ما تركّز عليه الاختصاصية الاجتماعية في الدورة: التنبه إلى ضرورة وفاق الوالدين وتفاهمهما وتبادل المشاعر الودية واللطف فيما بينهما لأن الطفل يقوم بتقليد ما يقوم به أهله وفي نفس الوقت يحاول من خلال ابتساماته وإيماءاته وحضوره الطيب في حياتهما أن يعلمهما الفرح والعطف والحنان، مثلما يعلمانه السلوكيات الجيدة”. الاستعانة بخبرات الأمهات فور إنجابها ابنها (خليفة الهاملي) شعرت والدته شمسة الهاملي بسعادة لا تزال تغمرها بعد مرور عام على مولده، تقول في ذلك: “حين علمت بحملي بعد مرور عامين على زواجي سعدت كثيرا وظننت أن تلك هي الفرحة الأكبر، لم أكن أتوقع أن ثمة فرح أكبر بانتظاري، فحين إنجابي خليفة أمضيت أسبوعا كاملا من فرط سعادتي لا أنام لئلا يغيب عن عيني. وقد شاركتني أسرتي وبيت عمي هذه الفرحة”. تضيف الهاملي: “على الرغم من أن والدتي وزوجة عمي -أم زوجي- يكبراني بأكثر من 25 عاماً، وتختلف نشأتهما عن نشأتي وثقافتي وعلومي، لكنني في بداية أمومتي اعتمدت على خبرتهما ومعلوماتهما، إذ لا أنكر أنني كنت أخشى على وليدي حين أحمله أو أرضعه أو خلال اغتساله. لكنهما كانتا لي خير عون. كما أن زوجي يتقاسم معي هذه المسؤولية في شراكة حقيقية رغم ضيق وقته”. تناقض لا بد منه! تنتاب معظم الأمهات الجدد مشاعر متعددة، وأحياناً متضاربة، تقول في ذلك سنيتا كابور/ أم بيشانتي: “اتفقنا أنا وزوجي فور ولادة صغيري أن نقدم له كل ما يفيده ويجعله قادراً في المستقبل على مجاراة وقائع الحياة وظروفها. فلم نرغب أن تتدخل أسرتينا في تربيته، على الرغم من انتمائنا إلى مجتمع يمارس فيه الأجداد والجدات دور الوصي! واتخذنا خطوة لمصلحته، ثم أدخلت بيشانتي إلى روضة خاصة بالمواليد دون السنة من أعمارهم، كي يتاح لي العمل في صالون التجميل الذي أملكه.. ولعل هذه الخطوة التي قمت بها مرغمة جعلتني في حالة فرح وأمان من جهة، وفي خوف وقلق من جهة ثانية. حيث يلاقي ابني الرعاية والاهتمام في الروضة ويكتسب أسس التربية المعاصرة -رغم حداثة سنه- النافعة له. لكنني أظل على قلق وأتصل عدة مرات في اليوم الواحد على إدارة الروضة للاطمئنان عليه. بل أنهي يوم عملي متأرجحة في تناقض وتضارب المشاعر ما بين الإحساس بالأمان عليه وأنني اخترت له الأفضل، وما بين خشيتي أن ينشأ بعيداً عن عيني ويصيبه الأذى، لكنني أخيراً أستكين إلى أنني أدخلته روضة تتمتع إدارتها ومشرفاتها بالخبرة والكفاءة”. مشاعر لا تقدر بثمن تخوض بعض السيدات تجربة الأمومة في سن متقدمة نظرا لعدة ظروف منها الزواج في سن النضج، أو تأخر الإنجاب لسنوات. وقد خاضت الصيدلانية دعد ناصر/ أم عباس رامز، تجربة الأمومة في سن متقدمة (40 عاما) حول مشاعرها آنذاك تقول: “يصعب على كل أم بخاصة التي تختبر الإنجاب لأول مرة أن تصف أحوال ومشاعر أمومتها. لقد منحت نفسي إجازة طويلة وعشت معه دقيقة بدقيقة منذ ولادته خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وكانت الإيماءات التي تصدر عن وليدي عباس؛ تُذهب عقلي فرحا”. تضيف أم عباس: “استعددت جيدا لقدومه، فالطفل مشروع إنساني- اجتماعي عظيم للأسرة والمجتمع، ويفترض بالوالدين إعداده جيدا على كل صعيد: التربوي والأخلاقي والعلمي وتنمية المواهب، فيما تساهم الأم في أن يتحلى مولودها بالعواطف كونها أول ما يتلقاه من أمه”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©