الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستوطنات الضفة... بين وعود أنابوليس وشكوك الواقع

مستوطنات الضفة... بين وعود أنابوليس وشكوك الواقع
3 ديسمبر 2007 23:06
يوم الثلاثاء الماضي في هذه المستوطنة اليهودية الواقعة بالقرب من نابلس، كان عمال البناء منهمكين في وضع أساسات مجمع سكني جديد، ومعظمهم لا يعلم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ''إيهود أولمرت'' يتعهد في أنابوليس بولاية ''ميريلاند'' بتجميد نمو المستوطنات في الضفة الغربية· يقول أحد العمال، مشيرا غربا نحو إسرائيل: ''سيكون هذا أفضل منظر في المدينة''، مضيفا: ''سيكون جاهزا في غضون عام ونصف إلى عامين· ولكـــن من يعلم، فربما يقررون تجميد أعمال البناء؟''· الواقع أن وقف الاستيطان في الضفة الغربية ليس سوى واحد من الأمور التي سيُطلب من ''أولمرت'' أن يشرف عليها بعد مؤتمر السلام في ''ميريلاند''، وذلــك بهـــدف بــدء مفاوضــات بيــن الفلسطينيين والإسرائيليين تفضـــي إلى اتفــــاق ســـلام بنهايــــة 2008؛ فقد اتفق الجانبان على تطبيق مخطط السلام ''خريطة الطريق'' الذي تدعمه الولايات المتحدة، والذي يدعو إلى اتخــــاذ الجانبين لجملـــة مــن تدابير بنــاء الثقــة مــن قبيل وقف توسع المستوطنات الإسرائيلية ومنع الهجمات الفلسطينيــــة· يــرى العديـــد مــن المراقبيـــن أن ''محمــــــود عبــــاس و''أولمــرت'' -كليهمــــا يتعرضـــــان لانتقــــادات فــي الداخــل- سيتعرضان لضغـــوط قويـــــة مــــن أجــــل الوفـــاء بمـــــا التزمـــا بــه بخصوص الانسحابات العسكرية الإسرائيلية والإصلاحات الأمنية الفلسطينية؛ وفي هــــــذا الإطــــار، يقــــول: ''يوسي آلفر'' -رئيس تحرير الجريدة الإلكترونية الإسرائيلية الفلسطينية (bitterlemons.org): ''لقد وصفت خريطة الطريق بأنها ''رسالة ميتة'' نظرا لعجز الطرفين عن تنفيذ التزاماتهما، ولكن هاهي اليوم تعود من جديد؛ غير أنني لا أعتقد أن أيا من الطرفين قوي بما يكفي لتدمير الأمر''، مضيفا: ''فأولمرت لا يستطيع إزالة 30 مستوطنة عشوائية وتجميد المستوطنات، أعتقد أنه مكتوب عليها بالفشل''· ويُذكر أن خريطة الطريق انهــــارت قبـــــل أربـــــع سنـــوات لأن كـــل طـــــرف كـــان يتهــــــم الآخــر بســـوء النية بخصوص تنفيــــــذ التزاماتــــــه الأولــى· وفــــي وقـــت يجــــدد فيـــــه الفلسطينيون والإسرائيليون التزامهم بمفاوضـــات الســـلام، فإن الأسئلة بخصوص تجميد المستوطنات تبرز مدى الصعوبـــة التي ستواجــــه الزعيمين في تقديم التنازلات الضرورية لبناء الثقة بين الجمهور المتشكك جدا في هذه العملية الجديدة· وبالرغم من أن لإسرائيل القدرة على تجميد بناء المستوطنات، إلا أن ''أولمرت'' سيكون حذرا، كما يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ''مارك رجف''؛ وإذا كانت سياسة إسرائيل قد منعت منذ أوائل عقد التسعينات بناء مستوطنات جديدة، فإن ذلك لم يمنع السكان الذين يعيشون في المستوطنات الموجودة من النمو· ولذلك، يرى الخبراء أنه سيكون من الصعب إيقاف أنشطة البناء· في هذا الإطار، يقول ''رجف'': ''إن أي شخص يعتقد أن أيا من الطرفين يستطيع تطبيق كل التزاماته بالكامل في يوم واحد إنما يخادع نفسه''، مضيفا ''وإذا لم يقابَل فعل إسرائيلي بفعل فلسطيني، فإن ذلك سيجعل العملية أكثر صعوبة''· المستوطنون اليهود غاضبون، ''عريق يفيت'' -واحد من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنة في قطاع غزة قبل عامين- يلوم ''أولمرت'' ويحمله مسؤولية تأخير مفاجئ في الإعلان عن مناقصة لبناء نحو 40 وحدة سكنية للسكان الجدد؛ يقول ''يفيت'': -وهو رجل قوي البنية، ذو لحية كثيفة- إن تأخر الحكومة لن يستمر إلى الأبد: ''قطعا إن للأمر علاقة بأنابوليس، إننا نرى اللفتات الإنسانية تجاه الفلسطينيين على حساب جروحنا نحن''، مضيفا: ''إن أولمرت لا يملك القدرة (على تجميد المستوطنات)، ثم إن الناس لن يسمحوا له بذلك، بل إن أغلبية من أعضاء البرلمان من الائتلاف يعارضون ذلك''· وحسب عمدة مستوطنة أريل، ''رون ناكمان''، فإن سكان المستوطنة ازدادوا بأكثر من الضعف خلال السنوات الخمسة عشر الماضية من 8000 إلى ،18000 وهو ما يضعها وراء ''مودعيم إيليت''، و''معالي أدوميم''، و''بيتار عيليت''، وجميعها مستوطنات تحيط بمدينة القدس؛ ويقول عمدة المستوطنة: ''إنه قرار غير عقلاني لأنه لا يمكنهم أن يأخذوا أريل أو معالي أدومين أو مودعين عيليت ويقارنوها بمستوطنة عشوائية؛ أعتقد أن رئيس الوزراء التزم أمام (الرئيس) بوش لأنهما كانا يخشيان ألا تأتي البلدان العربية إلى أنابوليس''· تقول منظمة ''السلام الآن'' الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن ثمة أنشطة للبناء في 88 من مستوطنات إسرائيل المعترف بها، وحوالي 10 مستوطنات عشوائية؛ وحتى في حال أعلن ''أولمرت'' عن تجميد رسمي غدا، فإن ذلك قد لا يمنع الآلاف من الوحدات السكنية التي توجد في مراحل مختلفة من التخطيط، وفي هذا الإطار، يقول ''هاجيت عفران'' كبير مراقبي المستوطنات في منظمة ''السلام الآن'': ''قد يقولون إننا سنجمد جميع الوحدات السكنية المستقبلية، ولكننا سنكمل بناء الوحدات الموجودة؛ والحال أن وقف أنشطة الاستيطان يعني عدم وجود نشاط للجرافات، مضيفا: ''إذا كنت متجها نحو اتفاق سلام، فكيف يمكنك أن تستمر في البناء وأنت تعلم أنك ستقوم بالإخلاء؟'' جوشوا ميتنيك- الضفة الغربية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©