الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كياني ... هل يفتح باكستان أمام مراكز قوى متنافسة؟

كياني ... هل يفتح باكستان أمام مراكز قوى متنافسة؟
2 ديسمبر 2007 23:55
بعد استقالته من منصبه كقائد الجيش وأدائه اليمين القانونية كرئيس مدني، فمن المتوقع أن تتقلص السلطات التي كان يمسك بها الجنرال، وهو ما سيترك واشنطن أمام باكستان أكثر تعقيدا بكثير مما كانت عليه، ويزيد إلى حد كبير الصعوبات التي تواجهها في التعامل مع تلك الدولة التي كانت تعتمد عليها في حربها ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان· فبعد أن مورست عليه ضغوط داخلية وخارجية هائلة، اضطر السيد ''مشرف'' -على مضض- إلى التخلي عن دوره العسكري الذي استمر طيلة السنوات الثماني الماضية، ونقل سلطاته العسكرية لخلفه الجنرال ''إشفاق برويز كياني'' (55 عاما) الذي شغل من قبل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية التي تعد أقوى أجهزة الاستخبارات على الإطلاق في هذا البلد· هذه الخطوة -الفصل بين منصب قائد الجيش ومنصب الرئاسة- ستفتح الباب على مصراعيه لظهور مراكز قوى متنافسة في باكستان، خصوصا بعد عودة زعيمي المعارضة ''بينظير بوتو'' و''نواز شريف'' من المنفى· وإذا ما حدث هذا، فإن المرجح أن يؤدي إلى تعقيد سياسة إدارة بوش في مكافحة الإرهاب، وهو شيء كانت أميركا -كما يقول بعض مسؤولي إدارتها- تأمل في تلافيه، وكان سببا رئيسيا من ضمن الأسباب التي دفعتها لدعم مشرف لفترة طويلة· يقول بعض المسؤولين العسكريين الغربيين، إن مشرف كان مشغولا للغاية خلال الشهور الماضية بمحاولة إنقاذ حكمه، لدرجة صرفته عن محاربة التمرد الذي يزداد اتساعا في وطنه· وعلى الرغم من أن سلطات مشرف ستتقلص، إلا أن المرجح أن يظل الرجل مع ذلك قادرا على الاحتفاظ ببعض السلطات بفضل المرسوم الذي اتخذه بفرض حالة الطوارئ، في الثالث من نوفمبر الحالي، وبفضل حقيقة أنه عمل على تأمين نفسه مستقبلا في منصبه الرئاسي من خلال وضع الموالين له على قمة السلطة العسكرية· على الرغم من ذلك، فإن الشيء الذي لا شك فيه أن الجنرال الذي دفع البلاد إلى أتون الاضطراب والفوضى السياسية من خلال فرض الأحكام العرفية، والذي خيب إلى حد ما الآمال التي كانت واشنطن تعقدها عليه كشريك يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الإرهاب، سيكون شخصا مختلفا عن الشخص الذي كان عليه، على الأقل من حيث تقلص سلطاته وقدراته، على أساس أنه سيكون مجرد رئيس في بلد كانت السلطة الحقيقية فيه تاريخيا تستقر في يد رؤساء الوزارات، أو في يد القادة العسكريين الذين كانوا كثيرا ما يطيحون بهم، والذي يعتبر الجنرال مشرف نفسه واحدا منهم حيث جاء إلى الحكم على إثر انقلاب ضد رئيس الوزراء السابق ''نواز شريف''· على الرغم من أن الجنرال ''كياني'' الذي خلف الجنرال مشرف في منصبه يعتبر من الموالين له، فإن الأمر المتوقع حدوثه بعد أن انتقلت خيوط القوة الحقيقية في البلاد إليه، هو أن يعمل على إبعاد الجيش عن بؤرة العملية السياسية لأنه، وكما قال أحد هؤلاء المسؤولين ''ليس مواليا لمشرف فقط ولكن أيضا لباكستان''· وعلى الرغم من أن واشنطن قد ساندت مشرف كثيرا، إلا أنها سترحب دون شك بوجود قائد متفرغ للجيش طوال الوقت، على عكس ما كان عليه الحال مع مشرف· وهناك دلائل مبكرة على ذلك منها أن بعض المسؤولين في إدارة بوش، قد امتدحوا الجنرال ''كياني'' ووصفوه بأنه شخص يمكن لهم التعامل معه· والجنرال ''كياني'' -كان قد شغل من قبل منصب قائد سلاح المشاة- هو من خريجي كلية القيادة والأركان العامة في ''فورت ليفن ورث'' في ولاية كنساس الأميركية، التي درس فيها خلال عامي ،1987 و،1988 ويعتبر على حد وصف بعض الدبلوماسيين الغربيين والمسؤولين العسكريين، من المشهود لهم بالكفاءة والقدرة العسكرية· وقد تم ترقية الجنرال ''كياني'' الذي لعب دورا بارزا في إطار التعاون مع الولايات المتحدة، إلى رتبة الفريق أول وتعيينه نائبا لقائد الجيش في أكتوبر الماضي، وعقب تعيينه مباشرة قام الجنرال بزيارة للوحدات التي تخدم في مناطق القبائل الباكستانية وأدلى بكلمة قال فيها: إن التغلب على المصاعب الموجودة في مناطق باكستان الغربية يمثل أولوية قصوى بالنسبة له -حسب مسؤول عسكري غربي-· ويقول المسؤولون العسكريون الغربيون إن من بين أبرز التحديات التي سيواجهها مشرف، ذلك التحدي الذي يتوقع أن يمثله كل من زعيمة حزب الشعب الباكستاني ''بينظير بوتو'' وزعيم حزب الرابطة الإسلامية ''نواز شريف''، في الانتخابات البرلمانية المحدد لها الثامن من يناير المقبل· وكان كلا السياسيين قد دعيا لاستقالة مشرف، وإلى إجراء تعديلات في الدستور الباكستاني للحد من سلطات الرئيس وخصوصا تلك السلطات التي تمكنه من التحكم في البرلمان؛ وبالنظر لشعبيتهما وكونهما رئيسين لحزبين من أكبر أحزاب باكستان، فإن أيا منهما يمكن أن يقود الحكومة القادمة كرئيس وزراء، وهو ما سيؤدي إلى إطالة أمد صراعهما مع مشرف الذي سيكون هذه المرة مجرد رئيس فقد الكثير من سلطاته هذه المرة· وعلى رغم أنه من المرجح أن يحرص العسكريون تحت قيادة ''كياني'' على مساندة مشرف في منصبه كرئيس، إلا أن الأمر الأكثر ترجيحا هو أنهم لن يهرعوا لإنقاذه في أي اختبار مستقبلي للإرادات، كما يقول الجنرال السابق والمحلل السياسي ''طلعت مسعود''· ومن الإشارات المبكرة التي تدل على أنهم قد يتصرفون على هذا النحو، تلك الرسالة التي أرسلها 20 جنرالا سابقا وقائدا من قواد القوات الجوية بمن فيهم السيد ''مسعود'' إلى الجنرال مشرف هذا الأسبوع طالبين منه الاستقالة من منصبه كرئيس للدولة وكذلك كقائد للجيش، وإلغاء حالة الطوارئ، وإعادة العمل بالدستور، ورفع القيود المفروضة على وسائل الإعلام الخبري، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، لأن إقدامه على فرض الأحكام العرفية من موقعه كقائد للجيش يسيء إلى سمعة الجيش الباكستاني-كما قالوا في تلك الرسالة-· كارلوتا جال - جين بيرليه محررا الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©