الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قصر الحصن» ملتقى للبيئات التراثية يرسم ملامــــح الزمن القديم

«قصر الحصن» ملتقى للبيئات التراثية يرسم ملامــــح الزمن القديم
21 فبراير 2014 12:08
أشرف جمعة (أبوظبي)- يستعيد قصر الحصن وجوده التاريخي في أذهان الناس من خلال الاحتفال به للعام الثاني فتتجمع في ساحته كل البيئات المعروفة فالمشاهد التي تتراءى للعين عبر الواحات التي تتكاثف فيها أشجار النخيل والتي تجمع الناس في لقاءاتهم الحميمية عبر مجالسهم الشعبية التي تدار فيها أكواب القهوة العربية وكذلك البيئة الصحراوية التي تتفرق فيها الخيام وتنتصب حولها الدكاكين الشعبية بمعروضاتها التراثية إضافة إلى البيئة البحرية بكل خواصها القديمة وحركتها الدائبة في صناعة المراكب والشباك وأماكن تجمع الصيادين ومروراً بجزيرة أبوظبي التي تتناثر في أرجائها خيام الطبخ الشعبي وصناعة الحناء والتلي والسدو لتشكل في النهاية لوحة تتشابك فيها الخيوط وتتداخل في ثنايها الألوان لترسم بدقة ملامح الزمن القديم. ويتيح مهرجان قصر الحصن لزواره هذا العام فرصة مشاهدة القصر عن قرب ومن ثم التعرف على أعمال الصيانة والترميم التي تجرى له في هذه الأيام وهو ما يجعل للمهرجان نكهته المتجددة التي تستحضر تاريخ إمارة أبوظبي في حضرة أقدم بناء في الجزيرة باعتباره شاهداً على أحداث تاريخية مهمة ومن ثم التفاعل مع الأنشطة التفاعلية وورش العمل المختلفة وعروض الفنون الشعبية التي تعبر عن القيم والعادات والتقاليد الإماراتية السائدة قديماً في الاحتفالات والمناسبات الخاصة. تتجلى بيئة الواحات في قصر الحصن بشكلها التقليدي المتعارف عليه في الدولة إذ إن المياه العذبة المنتشرة في الصحراء شكلت موطنا رحباً لتجمع العائلات والأفراد، خاصة البدو الذين يعتمدون على المياه في الزراعة، وتربية المواشي والاتجار بها وتتلخص مهمة النساء في نقل المياه وتجميع الحطب وتصنيع الأواني الفخارية وعمل المنتوجات اليدوية أما الرجال فكانوا يخرجون من الواحة للعمل في الغوص وصيد السمك في مواسم معينة، وفي إحدى الخيام جلست الوالدة أم محمد المنصوري منكبة على صناعة البراقع والكنادير ومعها في الخيمة ذاتها شما حسين الطالبة في كلية التقنية إذ تقوم بعمل ورش تبين دور المرأة وطبيعة عملها في الواحة قديماً، وفي الخيمة المجاورة كانت مريم عبيد علي تعكف على صناعة السدو وتستخدم خيوط الحرير وكذلك القطن في غزل منتوجاتها التراثية المتنوعة على نولها وتذكر إنها منذ 27 عاماً وهي تمارس هذه المهنة التي أصبحت جزءاً من حياتها وتجد من خلالها سعادة بالغة، خاصة حين تعطي لمحات خاطفة للفتيات الصغار حول الغزل بطرقه القديمة. مساكن أهل البادية تميزوا بعلاقات اجتماعية وروابط قوية الثقافة الإماراتية بتقاليدها العريقة نبتت في ظل الصحراء تمثل الصحراء عصب الحياة في الماضي لدى أبناء الإمارات إذ إن الثقافة الإماراتية بتقاليدها العريقة نبتت في ظل الصحراء بكل ما تكتنزه من علاقات اجتماعية وعلاقات وروابط بين الناس وبعضهم بعضاَ فالصحراء تجمع مساكن أهل البادية الذين يعيشون ضمن جماعات ويشتركون في ميزة تربية الإبل وتأجيرها لنقل البضائع والمؤن من مكان إلى آخر ولأهل الصحراء قدرة كبيرة على معرفة الطرق ومسالكها ودروبها الخفية وهو ما يمثله مهرجان قصر الحصن الذي جمع خصائص البيئة الصحراوية في ركن خاص عبر جلسات القهوة العربية والإبل التي تنقل البضائع وكلاب الصيد المعروفة بالسلوقي ومهارات الصيد بالصقور وطيور الحباري وحفلات الطبخ الشعبي والفنون المرتبطة بالعيالة والرزفة الحربية فضلاً عن عادات وتقاليد البدو. فرق شعبية وفي وسط ساحة البيئة الصحراوية تمركزت الفرق الشعبية لتؤدي معزوفاتها الخاصة بإيقاعات تراثية محببة يصحبها حركات متقنة يؤديها مجموعة من أعضائها بصورة لافتة الألعاب الشعبية ومن بين هذه الفنون كانت الرزفة الحربية لها حضورها الخاص مع قائد الفريق الشعر خميس راشد الذي جمع صفين متقابلين وكان يوجههما بعصاه وهو يدندن أشعاره الارتجالية وفي الوقت نفسه كانت تصدر عن الصفين أصواتاً تخرج في شكل أهازيج مع تحريك عصا كل فرد إلى أعلى وإلى أسفل وبين الصفين كان هناك أداء منتظماً لضاربي الطبول الذين استطاعوا أن يعزفوا أروع النغمات عبر الإيقاع الصاخب المتميز ويؤكد خميس راشد المقبالي قائد الفريق أن عدد أعضاء الفرقة نحو 45 فرداً وهم مدربون على أعلى مستوى وسبق لهم المشاركة في مهرجانات تراثية كثيرة ويلفت إلى أنهم يقدمون أربعة عروض في اليوم ومدة كل عرض نحو 15 دقيقة. أسر منتجة من ضمن الأسر المنتجة الذين اتخذوا أمكانهم في بيئة الواحة بالمهرجان سلامة القبيسي التي عرضت منتوجاتها من البهارات والزنجبيل والكركم بأنواعه والزعتر والفلفل الأحمر تحت رعاية الاتحاد النسائي في أبوظبي وتقول مسؤولة الأسر المنتجة بالاتحاد النسائي العام غليطة المهيري الاتحاد يدعم الأسر المنتجة ويوفر لها البيئات التي من خلالها يمكن أن تعرض منتوجاتها كنوع من التشجيع لكي تستمر هذه الأسر برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وما من شك في أن المهرجان يعد فرصة ذهبية للترويج لمنتوجات العديد من الأسر المنتجة الإماراتية. يعيش أهلها في منازل مصنوعة من سعف النخيل جزيرة أبوظبي.. قرية صغيرة يسكنها 5 آلاف نسمة في أحد أركان المهرجان وقفت جزيرة أبوظبي شامخة ، تلك الإمارة التي نمت في القرنين الثامن والتاسع عشر من قرية صغيرة مكونة من منازل مصنوعة من سعف النخيل إلى مدينة يحل بها نحو 5000 ساكن كانوا يمارسون حياتهم فيها بشكل طبيعي وكان السوق هو مركز الحياة في المدينة الذي يقصده السكان والزوار من الصحراء، من أجل شراء البضائع المحلية والمستوردة وكذلك شراء الفحم والخضروات وهو ما تمثله الركن الخاص بالجزيرة في ساحة قصر الحصن ضمن أنشطة وفعاليات المهرجان حيث وقفت زمزم المرزوقي الطالبة تشرح للراغبين في التعرف على صناعات التقليدية طريقة عمل التلي والسدو. ومن بين اللواتي جلسن لمواصلة عملهن في الغزل زاهرة سالم المري وموزة المري وعائشة الرميثي ومدية المنصوري وعفراء المحربي وتقول عائشة إن التلي من أشغال الزينة المعروفة في دولة الإمارات ويستخدم في تزيين ملابس النساء من عند أكمام الثوب ورقبته، وتستعمل في صناعتها ستة بكرات من خيوط الحرير الصافي والخوص الذي يضفي الأناقة على الملابس النسائية كافة وتلفت مدية إلى أن السدو عبارة عن نسج يغزل من القطن أو الصوف وهو من أهم الحرف اليدوية الشعبية الإماراتية، ورغم أنه يشبه النول للوهلة الأولى إلا أنه يختلف في التقنية والإنتاج، إذ تستعمل فيه خيوط الصوف الملونة فتسدي طولاً وعرضاً بوساطة «المدرة» لحياكة قطع جاهزة عديدة كالبساط أو الأغطية، ولقد تمت إضافة «حرفة» السدو إلى قائمة منظمة اليونسكو للممارسات الحرفية التي تحتاج إلى حماية فورية وذلك في العام 2011 . مدرسة قديمة ومن اللافت أنه وسط جزيرة أبوظبي تمركزت إحدى المدارس القديمة التي كانت تعتمد على حجرات من مصنوعة من الخشب وسعف النخيل وتمتد في مقابها فناء مدرسي يوجد به ألعاب تقليدية كان يمارسها الصغار في قديماً والجميل أن المدرسة كانت تعمل بكامل طاقتها والمعلم يحفظ الطلاب الأناشيد وهم يرددونها بصورة جماعية وهو في يده الخيزرانه الغليظة التي كانت توضع في الزيت أياماً لتكتسب صلابتها وتماسكها وعندما يضرب جرس الفسحة يخرج الطلاب إلى الفناء لمواصلة ألعابهم وتناول الطعام، ولكي تكتمل الصورة كان المسجد يطل بشكله البسيط والذي كان ولم يزل يقصده المسلم لأداء صلواته الخمس في ثقة ويقين واطمئنان ولم تكن مساحته كبيرة إذ إنه كان يمثل المساجد التي كانت تقام في الفريج. الحناء والطبخ الشعبي ولا يقل ركنا الحناء والطبخ الشعبي أهمية عن الأركان الأخري في الجزيرة حيث إن الحناء كانت من الأشياء التقليدية المعتادة قديما ولم تزل تكتسب خصوصيتها في هذا الزمان أيضاً وترى ميرة الرميثي التي كانت تضع أمامها كميات من الحنة الطبيعية أن الحناء من أهم الأساليب التي تعتمدها المرأة في زينتها، كما تلعب دوراً مهماً في زينة العروس يوم زفافها حين تضع الحناء أيضاً على شعر العروس، مما يضيف لمسة جمالية على إطلالتها، وتؤكد أن أصل مواد الزينة القديمة تنطلق من أوراق نبات «الحناء« التي تقوم المرأة بطحنها وتنعيمها وخلطها بالماء، ثم تترك بعض الوقت كي تتخمر قبل وضعها على اليدين أو الشعر الذي يكتسب لمعاناً وحيوية مميزة، وعلى الرغم من تعدد نقوش الحناء بين «الغمسة» و«القصة» و«الروايب» و«أبو البيطان»، إلا أن تغطية أطراف الأصابع بالحناء مع رسم دائرة في وسط الكف يبقي الأشهر لدى النساء. شرطة أبوظبي وفي زيه الشرطي القديم وقف العريف أحمد بالخير أمام مخفر الشرطة في ساحة المهرجان من أجل القيام بواجبه إذ إن شرطة أبوظبي أسست عام 1957 وتألفت آنذاك من نحو ثمانين فرداً في أول مركز لها في الجزء الشمالي من الحصن، وكان من مهامها حراسة الحصن والأسواق القريبة من الشاطئ، إضافة إلى السفن والمصارف،وكان يرتدي أفرادها الزي العسكري الرمادي اللون والغترة البرتقالية والعقال الذي يحمل شعار الشرطة في قلب قطعة معدنية دائرية الشكل، وكان الكند سلاحها الأساسي وهي بنقدية ذات عشر طلقات، أما المركز فتألف من ثلاثة مكاتب للقائد ونائبه ومساعده بالإضافة إلى مخزن وزنزانة صغيرة. الإبل والبدو تعد الإبل من أهم النعم التي تجلب الجاه والثروة لمن يقتنيها من البدو نظراً لما تتمتع به من خصائص مثل اللحم واللبن والجلود، كما أنها أصبحت مدعاة للمشاركة في الفعاليات الخاصة والمسابقات التي تبرزها ومن بين الذين يقدمون عرضاً للقافلة بشكلها العربي القديم حمد سعيد خميس الذي يبين أن عروض القافلة تتمثل في أن يحمل على الجمل العتاد في إشارة إلى أنه كانت الإبل تستخدم قديماً في أغراض كثيرة مثل نقل البضائع وحمل الأمتعة لذا فإنها تمثل أهمية قصوى للبدو في حلهم وترحالهم وسفراتهم القريبة والبعيدة وفي حمل أغراضهم والتنقل بها من مكان إلى آخر ويضيف خميس على الرغم من أن للحضان سرجه، فإن للمطية شدادها ويسمى الجزء العلوي البارز منه «الكاموخ» والجزء الذي يوضع على ظهر المطية «المحوي» ورغم اختلاف مصادره وطرق صناعته فهي تختصر في نوعان شداد الركوب وشداد الرفاع، وتصنع من أكثر الأخشاب برودة وخفة لظهر المطية وهو خشب السدر الذي يتمتع بالمتانة والقوة لفترة طويلة دون أن يصاب بالتلف، والبدوي بطبيعة الحال يجيد شد عتاد المطية. أكواب القهوة في واحدة من الجلسات الحميمية التي جمعت عددا من الرجال الذين اتخذوا شكلاً دائرياً كانت تدار أكواب القهوة العربية التي لها آدابها وتقاليدها الخاصة القهوة بطيعتها هي زينة المجالس الإماراتية لما تتميز به من نكهة خاصة وطريقة معينة في إعدادها ومن ضمن الحضور عبيد مصبح الكعبي وخلفان المقبالي وأحمد القبيسي والذي يوضح أن القهوة العربية تحمص على النار ثم توضع في «النجر» وتضرب بطرقة صغيرة حتى تطحن بشكل تام ويلفت إلى أن القهوة العربية تعد من الثوابت في الجلسات وفي المهرجان تم إنشاء الحظيرة على النسق القديم الذي تميزت به وهي تقدم واجب الضيافة وتنمح الحضور فرصة للتعرف على صناعتها عبر ورش خاصة تفصل العديد من دقائقها بخاصة أن الجيل الجديد لديه شغف لمعرفة الكثير من أسرار الماضي. كلاب الصيد في أثناء مرور سليمان مسعود بعدد من الكلاب السلوقي استوقفته إحدي الفتيات الإماراتيات من أجل التعرف على دور هذه الكلاب في الصيد بالطرق التقليدية في البيئة الصحراوية في اللحظة ذاتها أورد مسعود أن لديه ما يقرب من نحو 40 كلباً يتجول بهم في ساحة المهرجان من أجل أن يعطي للجمهور إضاءة كاملة حول أهمية هذه الكلاب في صيد الأرانب والغزلان ومدى قدرتها على الإيقاع بالفريسة ومن ثم الإمساك بها، ولفت إلى أنه موجود طوال أيام المهرجان وفي صحبته هذا العدد من كلاب السلوقي. البيئة البحرية فنون ومهارة.. وتجارة اللؤلؤ مصدر أساسي للرزق أشرف جمعة (أبوظبي)- عبر مجموعة من المظلات المتجاورة والتي تسمى بـ «السبلة» تجمع العديد من الصيادين والحرفيين، الذين يعملون في البحر حول شباكهم يديرون شؤونهم ويتحدثون مع بعضهم بعضاً وهم بالفعل من الذين بديهم ارتباط كبير بالبحر وجاءوا للمشاركة في المهرجان إحياء للحرف البحرية التقليدية التي تعبر عن الموروث الشعبي للدولة، حيث يذكر إبراهيم الشحي أن الدولة لديها شريطاً ساحلياً لذا شكّل صيد الأسماك وتجارة اللؤلؤ والتجارة البحرية في الماضي جزءاً مهماً من الاقتصاد وفي كل عام، كانت مئات السفن تبحر عبر الخليج العربي وخليج عُمان في رحلات طويلة للتجارة مع الهند وأفريقيا، وكانت آلاف اللآلئ تجمع بوساطة الغواصين، وضم مهرجان قصر الحصن مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية والمهارات المرتبطة بالحياة البحرية والشواطئ في نسخته الثانية. ويلفت إلى أن صيد السمك يعد من المهن القديمة، وتختلف تقنياته وتتعدد خصوصاً عند استعمال الشباك، فصيد السمك بوساطة الشباك يتم عن طريق رمي الشباك في في المياه ومن ثم سحبها محملة بالأسماك، ولذلك طرق متعددة منها «الضغوة» وهي تقنية تقوم على إمساك طرفي الشبكة من قبل شخصين أحدهما على الشاطئ والآخر في البحر، ثم يتم رمي الشبكة عند ارتفاع المد وبشكل يشبه الحدوة، فإذا ما انحسر المد جارا المياه بعيداً عن الشاطئ، بقيت الأسماك معلقة بالشباك، كما أن هناك «الهيال» أيضاً، ويتم عبر إلقاء الشبكة في البحر والسفينة مبحرة فتغرف ما يواجهها من الأسماك.. كما يمكن اشتراك أكثر من سفينة في ذلك. ولا يخفي إبراهيم الشحي الذي كان والده نوخذة أنه تربى في أحضان البحر لذا تعرف عن قرب على صناعة السفن التي ازدهرت في منطقة شبه الجزيرة العربية عامة والإمارات خاصة نظراً للدور الكبير الذي يلعبه البحر في حياة السكان سواء في أسفارهم وتجارتهم أو في بحثهم الدائم عن مصادر للرزق من السمك واللؤلؤ بعيداً عن الوطن، وقد عرف صانع السفن أن ذلك «بالجلاف» وصناعتها بـ«الكلفات» وما تتضمنه من سد شقوقها وإدخال المسامير والزيت والقار، كما أطلق اسم «الوشار» على عملية بناء تلك السفن وهو لفظ اشتق من كلمة «المنشار» الذي يحمل دلالة على العمل نفسه. الشاشة وشباك الصيد تستخدم المراكب الصغيرة (الشاشة) لصيد الأسماك التي تكون على مقربة من الشاطئ، وقد اتقن الحرفيون صناعة تلك المراكب من سعف النخيل، الذي يمد فوقه ما يشبه الغطاء أو شاشة استخرجت أجزائها من أشجار النخيل، ثم تربط تلك الأجزاء بالحبال لتحقيق المتانة المطلوبة، وعند اكتمال هيكل المركب يملأ بلحاء شجر النخيل وألياف جوز الهند ثم أغصان وكرب النخيل لمساعدته على الطفو وتعتبر الشباك الأداة الأساسية لصيد الأسماك، ولهذا السبب اتخذت صناعته أهمية قصوى لدى الصيادين وسكان الشواطئ الذين اعتمدوا على البحر كمصدر للرزق والغذاء، ورغم تعدد أنواع الشباك بتعدد العقد واختلافها مثل «الهيال» و«السالية» و«الياروف»، إلا أن صيادي الأسماك حرصوا على اتقان خياطتها بأنفسهم مستخدمين أدوات بسيطة تختصر بلوح خشبي بكرة، عصا خشبية وخيط. الحياة البحرية في أبوظبي كان الغوص هو المصدر الرئيسي للرزق وخاصة في المدن التي تنعم بواجهة بحرية، ومع الوقت أصبح لهذه المهنة تأثير كبير في القطاع الاقتصادي للبلاد، نظراً لما تستقطبه من صيادين وغواصين وأصحاب حرف ذات صلة بهذا المجال. وخلال فترة رحلات الغوص تنتقل أسر الغواصين إلى الأرياف والواحات لكي تتزود بالتمور والأغذية الأخرى ثم تعود بعد ذلك أدراجها قبل موعد عودة الغواصين بشهر كامل. الأشرعة والقراقير تعتبر خياطة الأشرعة عملاً بسيطاً ولكن يحتاج إلى دقة واتقان، فبداية يقص قماش الشقيق ويفرد على الأرض مثبت الأطراف، ثم يخاط إليه نوعان من الحبال من داخله ويدعى «المح» ومن خارجه ويدعى «الداسي» ليعاد بعد ذلك قص الزوائد الجانبية عند الشفرة واليوش كي يصبح الشراع جاهزاً وتختلف أحجام الأشرعة باختلاف أحجام القوارب.أما«القرقور» هو الأصغر بين أقفاص صيد السمك، الأوسط منها بـ«الفردي» والأكبر حجماً بـ«الدوباية»، تعتبر الوسيلة الأفضل لصيد الأسماك.. القراقير هي كروية الشكل أو نصف كروية مصنوعة من الحديد المجلفن أو من جريد النخيل ولها فوهة تسمح بدخول السمك إليها دون إمكانية خروجه، كما تتمتع دائرية مدعمة بسيقان النخيل أو الجنا، تثبت في قاع البحر باستعمال أثقال من الحجارة ويمتد من أعلاها بعوامة فوق سطح المياه لتحديد مكانها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©