الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليفة: الأمة التي يوجهها الإسلام لا يمكن أن تتوجه للهدم أبداً

2 ديسمبر 2007 01:01
انخرطت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ استقلالها في العمل الدولي إيماناً منها بإمكانية خلق فضاء دولي خال من الحروب والأزمات، وفي هذا الصدد انضمت إلى الأمم المتحدة وساهمت بشكل ملموس في بلورة مبادئها وتحقيق أهدافها المرتبطة بتحقيق السلم والأمن الدوليين من خلال المشاركة في هيئاتها واتفاقياتها، ونذكر هنا على سبيل المثال الاتفاقية الدولية لقمع ومعاقبة جريمة التمييز العنصري واتفاقية القضاء على التمييز بجميع أشكاله، والمشاركة في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وانضمامها إلى العديد من الاتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات الدولية الحيوية· وقد لعبت الإمارات دوراً مهماً داخل مختلف المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، وعبرت عن دعمها لمعظم قضايا التحرر في العالم وخاصة في كل من روديسيا وجنوب إفريقيا وناميبيا· وأمام الانعكاسات السلبية للعولمة على مختلف الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وما تلاها من اتساع الفجوة بين مختلف الدول والشعوب، طالبت بنهج حوار بناء بين دول الشمال والجنوب بالشكل الذي يخدم المصالح المشتركة لكل الأطراف سواء الفقيرة منها أو الغنية· وترتبط الإمارات بعلاقات ودية مع مختلف دول العالم وتجد لها حضوراً دبلوماسياً وقنصلياً مكثفاً وفاعلاً في العديد من هذه الدول، كما تستضيف مجموعة من السفارات والقنصليات لمختلف الدول· فقد ارتفع عدد الدول التي ترتبط الدولة معها بعلاقات دبلوماسية الى 147 دولة مقابل 146 دولة في العام الماضي بعد إقامة علاقات دبلوماسية مع سوازيلاند في الثاني من نوفمبر الماضي· ويبلغ عدد السفارات المقيمة لدى الإمارات 73 سفارة إضافة الى 9 مكاتب لمنظمات دولية كما يبلغ عدد السفارات غير المقيمة 38 سفارة· وارتفع عدد القنصليات العامة في دبي الى 62 قنصلية عامة مقابل 56 في العام الماضي، كما ارتفع عدد سفارات الدولة بالخارج الى 52 سفارة مقابل 50 في العام الماضي بعد افتتاح سفارتين جديدتين لدى كل من تنزانيا وكازاخستان· وللدولة 8 قنصليات عامة في الخارج إضافة الى بعثتين دائمتين في كل من نيويورك وجنيف وفقاً لتقرير (وام)· عملت الإمارات باستمرار على تطوير برامج مساعداتها الخارجية للبلدان النامية وبما يتجاوز النسب المقررة من قبل مؤتمرات التنمية العالمية· وقدمت مساعدات تنموية كبيرة للدول النامية في شكل قروض ومنح وإعانات تجاوز حجمها 108 مليارات درهم، وبلغت قيمة المنح منها 74 في المائة عدا المساعدات الإنسانية للدول الشقيقة والصديقة التي تضررت من الصراعات والحروب الأهلية والإقليمية والكوارث الطبيعية· ودعت المجتمع الدولي الى الالتزام بآلية دولية ثابتة وفاعلة تؤمن تدفق المساعدات للدول النامية لتحسين أوضاع شعوبها· وحرصت الدولة منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر 1971 على تأكيدها التمسك بالمواثيق والمبادئ الدولية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، والعمل على تعزيز مكانتها الدولية عبر الانضمام إلى كافة الهيئات والمنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة، الأمر الذي انعكس على حضورها الدولي اللافت· كما حرصت على دعم أنشطة المنظمة الدولية والمنظمات المتخصصة التابعة لها، انطلاقًا من إيمانها بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والأعراف الدولية وقناعتها بأن الأمم المتحدة تمثل الضمير الإنساني في تعزيز العلاقات الدولية ومواجهة المشاكل العالمية، وحفظ السلم والأمن الدوليين، وتحقيق التنمية المستدامة· وقامت ثوابت السياسة الإماراتية على الاعتدال والتوازن والحوار والمصارحة والحرص على حسن الجوار وإقامة علاقات مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والجنوح إلى حل النزاع بالحوار والطرق السلمية والوقوف إلى جانب الحق والعدل والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين، والتسليم بأن من حق الشعوب العيش بأمن وسلام· ولذا فقد حظيت بمكانة مرموقة بين الأمم والدول لسياستها الحكيمة المتوازنة ومصداقيتها في التعامل مع مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية· وتنطلق السياسة الخارجية لدولة الإمارات من التزامها بانتمائها الخليجي والعربي والإسلامي وحرصها على تعزيز علاقاتها مع دول مجموعة الـ 77 ودول العالم الثالث، وتوسيع دائرة علاقاتها مع جميع الدول· المؤتمر الإسلامي و عدم الانحياز' مدت الإمارات يدها منذ قيامها في الثاني من ديسمبر عام 1971 بالمودة لدول العالم الإسلامي ليس من خلال عضويتها الفاعلة والمؤثرة في نطاق المؤتمر الإسلامي فحسب، بل ومن خلال علاقاتها الثنائية الداعية الى تعميق أواصر الإخاء وتوثيق عرى الصداقة مع كل الدول الإسلامية على إطلاقها وساهمت معها في أوجه التنمية الاقتصادية· وسعت بشكل دائم إلى تعزيز التضامن الإسلامي إيماناً منها بأن آلام المسلمين واحدة، وأنهم أبناء أمة واحدة ورسالتهم واحدة· وانطلاقاً من هذا الفهم، بذلت وما تزال جهوداً مخلصة في سبيل تحقيق غايات التضامن الإسلامي ليس بالقول وحده، وإنما بمشاركات رائدة في محددات التنمية الشاملة في دول عالمها الإسلامي· حيث يقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة: ''إن سياسة الإمارات الخارجية بنيت وفق فكر متفتح يؤمن بأن آفاق التعاون يجب أن تكون أوسع من أسباب الخلاف فتوجهنا صادقين نحو المنطقة لنبني مع دولها دوراً مؤثراً يعطيها موقعاً أقوى، وتوجهنا إلى أشقائنا في العالم الإسلامي بروح الإسلام الحنيف لنبني معهم علاقات سليمة مع دول العالم لنقول معاً إن الأمة التي يوجهها الإسلام لا يمكن أن تتوجه للهدم أبداً''· لقد أخذ التضامن الإسلامي حيزاً كبيراً من جهود وأنشطة الإمارات إذ اعتبرته واجباً يفرضه الإيمان بالقيم الإنسانية النبيلة التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف وبذلك غدت عنواناً مميزاً للتفاعل البناء بين الشعوب ومناصرة قضايا الحق والعدل والحرية والمساواة وتمثل ذلك في سعيها المستمر الى تدعيم وتوثيق أواصر الإخوة والتعاون بين دول وشعوب الأمة الإسلامية وتقريب المواقف ووجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا والتطورات المطروحة· وقرنت القول بالعمل فبذلت جهداً دؤوباً لمعايشة قضايا وهموم الأمة والسعي الى حل مشكلاتها المختلفة، وقدمت الدعم للدفع بعجلة التنمية في معظم الأقطار الإسلامية عن طريق مشاريع التعاون الثنائي والمساعدات، والإسهامات المادية والمعنوية في إنشاء ودعم المراكز التعليمية الإسلامية وغيرها· أما في إطار منظمة عدم الانحياز فقد أكدت الإمارات على أهمية تعزيز دور الحركة ووحدة مواقفها إزاء التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها، في خضم المتغيرات السياسية التي تفرض على دولها تطوير وإصلاح الحركة بما يمكنها من مواكبة هذه المتغيرات وتعزيز دورها في مواجهة التحديات الدولية بالالتزام الفعلي بمبادئها التي بنيت عليها خاصة احترام سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتسوية النزاعات وحالات الاحتلال الأجنبي بالطرق السلمية استناداً الى أحكام الشرعية الدولية· آمنت الإمارات إيماناً راسخاً بسياسة عدم الانحياز، ولذلك فهي عضو نشط في الحركة وتدعم جهود المنظمة الرامية إلى تخفيف التوتر العالمي، وإبعاد العالم الثالث عن سيطرة وتدخل القوى الكبرى· وقد انضمت إلى المنظمة في 9 أغسطس ·1972 وأكدت التزامها بمبادئ الحركة واستناداً إلى تلك المبادئ أقامت علاقات دبلوماسية مع الدولتين العظميين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي (سابقا) وحافظت على علاقاتها الطيبة مع دول العالم الأخرى· وكعضو فاعل في عدم الانحياز شاركت الإمارات في معظم مؤتمراتها منذ عام 1972 وتبنت الكثير من القضايا التي تدعو إليها الحركة، وبالأخص مبدأ حق تقرير المصير للشعوب التي لم تستكمل استقلالها السياسي أو تلك التي مازالت تتعرض للاضطهاد العنصري مثل شعب جنوب أفريقيا أو الاحتلال الأجنبي مثل الشعب الفلسطيني· ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى الضغط على حكومة الأقلية العنصرية في جنوب أفريقيا والقضاء على براثن العنصرية عن طريق استئصالها، وأكدت في اجتماعات الحركة أن التخفيض الكمي في مجال نزع الأسلحة لابد أن يرافقه تخفيض نوعي في الأسلحة كذلك وقف التجارب والأبحاث في هذا المجال وتمويل الموفورات المحققة من نزع السلاح إلى برامج التنمية وخاصة في دول العالم الثالث· باكستان وأفغانستان ترتبط الإمارات وباكستان بعلاقات مميزة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تعززت بفضل الدعم المستمر والمتواصل من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بعد أن أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على مدى العقود الأربعة الماضية· قدمت الإمارات لباكستان مساعدات ودعماً على مختلف الأصعدة، ولم تتوان في بذل المساعدات التنموية والمادية لضحايا الكوارث والحروب، فساعدت في إعادة بناء المنازل التي دمرتها الفيضانات والكوارث الطبيعية والبشرية· وكان لهذا الحرص على تقوية الوشائج وترسيخ علاقات الإخاء بين البلدين والشعبين دور فعال في الدفع بعجلة التعاون وتعميق التواصل بينهما، هكذا توالت الزيارات بين كبار المسؤولين في كلا البلدين· أما على صعيد أفغانستان فقد التزمت دولة الإمارات برعاية القضية الأفغانية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأولتها الكثير من الاهتمام حيث وقفت في طليعة الدول المساندة لدعم الكفاح الأفغاني، وقدمت في سبيل ذلك المعونات الغذائية والدوائية وأقامت المراكز العلاجية والمستشفيات والمدارس للاجئين الأفغان في الدول المجاورة· وسخرت علاقاتها الدولية على المستويين السياسي والدبلوماسي لإقناع العالم بعدالة القضية الأفغانية وساندت قيام الحكومة الأفغانية الجديدة، كما بذلت جهودا كبيرة لحسم الخلافات الناشئة بين القيادات الأفغانية ووجهت أكثر من نداء ومناشدة للزعماء الأفغان لدعوتهم لإيقاف الاقتتال فيما بينهم والتوجه لمرحلة بناء وتعمير بلادهم وعدم الاستجابة لدواعي الاختلاف التي تسعى بعض الأطراف الخارجية الى بثها بين صفوفهم· ومازالت الدولة تواصل جهودها لتصبح أفغانستان واحة سلم وأمن بالتعاون مع الدول الإسلامية والصديقة لتطويق الوضع وإدخال أفغانستان مرحلة السلام الشامل· وقد دأبت منظمات الإغاثة الإماراتية وبحماية من قوة أمنية إماراتية على تنفيذ العديد من برامج المساعدات الإنسانية في أفغانستان منذ عام 2003 وذلك في إطار الدعم الذي تقدمه حكومة الإمارات للحكومة الأفغانية، وقدمت ملايين الدولارات للشعب الأفغاني خلال محنته الأخيرة على شكل مساعدات وهبات· وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد وقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية عقد إنشاء المرحلة الثانية من مدينة الشيخ زايد في العاصمة الأفغانية كابول، والتي تشمل رصف الطرق الداخلية وتوصيل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي وبناء سور حول المدينة بتكلفة تبلغ 7 ملايين و500 ألف درهم· كانت الهيئة قد أكملت بناء المرحلة الأولى من المدينة التي تضمنت إنشاء 200 منزل ومدرسة للبنات وأخرى للبنين ومسجد ومركز صحي بتكلفة بلغت 16 مليونا و500 ألف درهم وتجري الاستعدادات حالياً لافتتاحها في ديسمبر المقبل· كما ساهمت الإمارات بمبلغ مليون يورو في الصندوق الخاص لدعم قطاع العدالة بأفغانستان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©