الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2007 عـام استعادة الثقـة في سوق الأسهم المحلية

2 ديسمبر 2007 00:58
قطعت أسهم الإمارات شوطا مهما على طريق استعادة الثقة خلال العام 2007 بعد التراجع المؤلم الذي عانت منه في العام 2006 إذ تراجعت بنسبة 42% في 2006 وحده، وتمكنت الأسهم من استعادة بعض مما خسرته في العام الماضي، من خلال تحركات ايجابية قوية، خاصة في الشهرين الأخيرين، ومثل شهر أكتوبر أهم شهور السنة على صعيد مكاسب الأسهم، حيث قفزت أسهم سوق دبي المالي بنسبة زادت على 25%· واستفادت الأسهم من مقومات ايجابية عديدة في مقدمتها استمرار النمو في العديد من القطاعات الاقتصادية، وتوافر أسهم بأسعار منخفضة للغاية، ووصول مكررات الربحية الى مستويات جذابة، تعد من بين الأكثر جاذبية على مستوى الأسواق الناشئة وبلغ معدل نمو المؤشر العام لسوق الإمارات حوالي 35% منذ بداية العام· وتمتعت الأسهم بتحسن مستويات السيولة، خاصة مع تدفق استثمارات الصناديق الأجنبية على السوق، الأمر الذي شجع المستثمرين المحليين بدورهم على العودة تدريجيا بما أسهم في استعادة جانب لا يستهان به من الثقة المفقودة· ويعتقد الخبراء أن الأسهم مؤهلة لتحقيق نمو جيد في المرحلة المقبلة، لكنه سيتجه نحو النمو المنطقي والعقلاني، قياسا بما كان عليه الوضع في فورة الصعود السابقة خلال العام ·2005 وأعرب المحللون عن تفاؤلهم في ضوء قدرة الشركات على تحقيق ربحية متنامية ومستدامة، الى جانب الحضور المتزايد للاستثمار الأجنبي، غير أن هؤلاء المحللين حذروا من الاندفاع خاصة على الأسهم مرتفعة مكرر الربحية، والتي سجلت أسعارها قفزات سعرية كبيرة لا تبررها ربحيتها، بينما تظل السوق توفر فرصا استثمارية أخرى على أسهم ينخفض مكرر ربحيتها· ووصف زهير الكسواني المدير الشريك في (الشرهان للأسهم) أن ما حققته السوق في الشهور الأخيرة بسوق جيدة، مضيفا:'' البعض يتخوف من الارتفاعات السعرية التي حدثت خلال فترة زمنية قصيرة بما يجعل الأسعار هشة أمام المضاربات خاصة مع سعي بعض المستثمرين والمضاربين لتفريغ حمولتهم من الأسهم وبالتالي يمكن أن تنخفض الأسعار، وعندها سيتحدث البعض من قليلي الخبرة عن أن ما حدث من صعود هو فقاعة، وهذا في رأيي غير صحيح، فكافة المقومات الأساسية للسوق قوية والاقتصاد ينمو بقوة وأسعار النفط تسجل أعلى المستويات، وأنا لا أخشى على المستثمر متوسط او طويل الأمد وإنما على المستثمر قصير الأجل الذي قد يدفع ثمن أي عمليات تسييل''· واعتبر الكسواني ردا على سؤال لـ ''الاتحاد'' حول ارتفاع مكررات ربحية العديد من الأسهم بصورة لا تبرر ما وصلت إليها من مستويات سعرية، أن نتائج العام 2007 ككل ستؤدي الى النزول بمكررات الربحية لأن الشركات مرشحة للإعلان عن أرباح أعلى، خاصة وان الكثير منها لديها محافظ أسهم ستستفيد مما يحدث في السوق وسيترك ذلك أثرا مباشرا على الإيرادات ومن ثم الأرباح''· وأكد الكسواني أن ما يحدث في السوق حاليا هو عملية خروج من عنق الزجاجة بعد ما يقارب العامين من الركود، وارجع الكسواني تحرك السوق الى 4 عوامل رئيسية تتمثل في دخول شركات جديدة عالية رأس المال الى السوق لم تكن موجودة آنذاك، وتتسم بسيولة عالية، ومنها ديار على سبيل المثال، وكذلك زيادة السيولة، وأخيرا الدخول القوي لمحافظ أجنبية، ومصارف أجنبية تعمل في المنطقة بدأت تتشجع للشراء في ضوء دراسات أكدت أن سوقنا واعدة وان الاقتصاد مرشح لمواصلة نموه الكبير بفضل استمرار ارتفاع أسعار النفط· وبوجه عام يرسم الخبراء صورة متفائلة لمستقبل أسواق المال الإقليمية في ظل الصعود القياسي لأسعار النفط العالمية، والتطورات الإيجابية التي تشهدها تلك الأسواق خاصة فتح الباب تدريجياً أمام الاستثمار الأجنبي، وتطور ''ثقافة الأسهم'' بين المستثمرين الإقليميين، وتحسن الأطر القانونية والتنظيمية الداعمة للأسواق، وتطور مستويات الإفصاح والشفافية، بما يسهم في اعتماد الأسواق على التحليل والمنطق والموضوعية عوضا عن الشائعات والعشوائية· ويرى الخبراء أن عالماً جديداً يتشكل في قطاع أسواق المال الإقليمية يزداد فيه حضور الاستثمار الأجنبي على حساب مستثمري التجزئة، وتحل فيه ممارسات الحوكمة والشفافية محل سيطرة الشائعات والمعاملات الداخلية، وتتعدد فيه الأدوات المالية لتشمل صناديق التحوط والأدوات المالية المهيكلة بدلاً من الاكتفاء بالأسهم ووصف الخبير المالي هنري عزام الرئيس التنفيذي لدويتش بنك مستقبل الأسواق المالية الإقليمية في المدى القصير بالبراق، مضيفاً أن أسعار النفط العالمية تتجه إلى المستوى 100 دولار، وهو مستوى لم يتوقعه أحد قبل فترة، كما أن الأسواق الإقليمية بدأت ترتبط بصورة تدريجية بمثيلاتها العالمية بعدما كانت الصلة مفقودة تماماً في الماضي بل إن دورة الأسواق الإقليمية كانت تسير عكس العالمية في كثير من الأحيان وأضاف عزام: ''بدأت الأسواق الإقليمية تفتح أبوابها جزئياً أمام الاستثمارات الأجنبية وهذا التوجه سيتعزز وهناك إمكانية لفتح أسواق مغلقة مثل السعودية بشكل أو بآخر في العام 2008 ، الذي سيكون عام الانفتاح أمام الاستثمار الأجنبي إقليميا''، على حد قوله· وأوضح عزام أن أسواق المال الإقليمية مرتبطة بصورة مدهشة بأسواق النفط، وبرغم تراجع معدل الارتباط نسبياً بعدما وصل في بعض الفترات إلى 80%، إلا أن وضع النفط يترك أثراً مباشراً وكبيراً على الأسواق المالية الإقليمية
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©