الشراكة بين موانئ أبوظبي و دبي العالمية نموذج للتعاون الاتحادي

كان لتطور دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات الماضية أكبر الأثر على قطاع الشحن والموانئ، وكان للتطور الاقتصادي والنمو الكبير للقطاع التجاري أثره الإيجابي الكبير على المؤسسات العاملة في هذا المجال ومنها شركة موانئ أبوظبي، والتي حققت العديد من الإنجازات ووضعتها ضمن مصاف كبرى المؤسسات بالمنطقة· كما كان لتفعيل مبادئ التكامل الاتحادي في المجال أثره الكبير حيث تمت ترجمة هذا التعاون من خلال الشراكة الاستراتيجية بين موانئ دبي العالمية وشركة موانئ أبوظبي، فقد جنت الشركتان من خلال هذا التعاون ثمار النجاح، وتابعتا سيرهما في خطى التميز والانفراد بمركز متقدم بين أهم الموانئ والشركات العالمية· وتم هذا التعاون ضمن خطط إمارة أبوظبي لإعادة هيكلة بعض القطاعات في الإمارة ومنها قطاع الشحن البحري، وجاءت فكرة الخصخصة على وجه الخصوص بعد دراسة حكومية أنشئت على أثرها شركة أبوظبي للموانئ والتي كان الهدف منها تطوير قطاع الموانئ والمنطقة الصناعية، وفي ضوء تلك الدراسة تم الاتفاق بين شركة أبوظبي للموانئ وشركة مبادلة للتنمية على إنشاء شركة تهدف إلى إدارة المرافئ البحرية في أمارة أبوظبي فتم إنشاء شركة مرافئ أبوظبي· وخلال فترة وجيزة من عمر الشراكة ظهرت حصيلة النجاح، وتمثل هذا النجاح في طريقة عمل الميناء، فقد تمكن الميناء من زيادة قوة إنتاجيته بنسبة تصل إلى نسبة 50% وذلك خلال فترة 8 أشهر من تولي الإدارة العمل في الميناء، وهي نسبة ضخمة جداً فيما لو تم مقارنتها بعمر العمل في الميناء، كما أن هناك زيادة مسجلة في إنتاجية مناولات الحاويات حيث ازدادت المناولات من 16 مناولة في الساعة إلى 25 مناولة في الساعة · كما سعت شركة أبوظبي للموانئ لاستقطاب الكفاءات المواطنة المؤهلة والتي تملك الاستعداد الكامل لإحداث التغيير المطلوب،وقامت الشركة برفع نسبة التوطين، بتعيين عدد كبير من المواطنين في مختلف إداراتها وأقسامها، ومن النتائج المشرفة في هذا الجانب، بلغت نسبة التوطين على مستوى الإدارة العليا 100%، بينما بلغت نسبة التوطين في الإدارات المتوسطة 50%، وهناك نية لزيادة عدد الموظفين المواطنين خلال السنوات الثلاث القادمة ولكننا نحرص قبل كل شيء على استقطاب الكفاءات المؤهلة ، والتي تحمل الرغبة الملحة في التميز، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف فإن الشركة شاركت في كل معارض التوظيف المقامة·