الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم يقود الإمارات إلى النهضة

2 ديسمبر 2007 00:56
كان التعليم في بداياته الأولى، وقبل ظهور المدارس النظامية، مقصوراً على بعض المحاولات الفردية التي يقوم بها بعض المستنيرين من القوم، حيث يخصصون مكاناً منعزلاً في بيوتهم لتعليم ''البنين والبنات'' لحفظ بعض آيات من القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة وعلم الحساب وما تيسر من المعارف الأخرى· وقد كان من الطبيعي أن يأتي ظهور بعض المدارس شبه النظامية في هذه الفترة كنتيجة حتمية لدور المطوع والمطوعة آنذاك، ومكملاً لهذه الجهود، وإن كانت الأمور قد بدأت تأخذ شكلاً أكثر التزاماً وقتها، ولم يكن ظهور هذه المدارس بالشكل المخطط له والمدروس، وفق ما تعرفه نظم التعليم، ولكنه كان يتم بمبادرات فردية أو اقتراحات، وربما ''إلحاحات'' من بعض وجهاء القوم وراغبي نشر العلم والمعرفة، ومن هنا كان ظهور المدارس شبه النظامية، يعني بالدرجة الأولى تدريس المواد الشرعية وأمور الدين من: (فقه وتوحيد وسير وعبادات)، ثم كان يأتي في المقام الثاني تدريس القراءة والكتابة والحساب ثم العلوم والتاريخ· ويرى الدكتور محمد مرسي عبدالله أن الإمارات قد شهدت عام 1903 افتتاح ثلاث مدارس في كل من الشارقة ودبي وأبوظبي· ويضيف أن المدرسة الأولى كانت ''التيمية المحمودية'' بالشارقة، وقد افتتحها التاجر علي المحمود في منطقة ''الحيرة'' وضمت ''مائتي'' طالب من الشارقة ومائة وعشرين طالباً من أبناء رأس الخيمة وعجمان وأم القيوين· وقد أقام طلاب هذه الإمارات الثلاث في القسم الداخلي للمدرسة حيث تحمل ''علي المحمود'' منشئ المدرسة نفقات تعليمهم· أما المدرسة الثانية - الأحمدية - فقد افتتحها التاجر محمد بن أحمد بن دلموك في دبي، وفيها تحمل الطلاب بعض المصروفات، وقام بالتدريس فيها علماء من الإحساء في السعودية والزبير في العراق، والمدرسة الثالثة هي التي افتتحها التاجر خلف بن عتيبة في أبوظبي وقام بتدريس طلابها عبداللطيف بن إبراهيم أحد أفراد عائلة آل مبارك من علماء الإحساء· (حسب ما أورده كتاب التعليم في الإمارات)· بينما يتحدث الكاتب محمد حسن الحربي عن بداية التعليم فيقول: إن تلك البداية قد تزامنت مع افتتاح المدرسة ''التيمية'' في الشارقة وكان ذلك عام 1900م، وقد سميت فيما بعد بمدرسة ''الإصلاح''· ويقول محمد مطر العاصي في مؤلفه ''مسيرة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة'' الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993م ''إن المدرسة التيمية المحمودية أنشئت عام 1905م على يد الشيخ علي المحمود التميمي، وكان مديرها آنذاك الشيخ عبدالكريم علي البكري والذي يأخذ بأقوال شيخ الإسلام - ابن تيمية - في العقائد والأحكام''· إمارة أبوظبي أخذ التعليم الحديث في أبوظبي - رغم بدايته المتأخرة نسبياً عن الشارقة ودبي - منحى آخر، اعتباراً من عام ،1958 وفي الوقت الذي اعتمدت فيه مدارس الشارقة ودبي على البعثات الكويتية والقطرية والمصرية، اعتمد التعليم في أبوظبي على البعثة التعليمية الأردنية، وتعود بداية التعليم النظامي إلى عام 58 - 59 بإنشاء مدرسة ''الفلاحية'' والتي أُغلقت لمدة عام، وأعيد افتتاحها في العام الدراسي 60 - ،61 وتزامن مع هذا افتتاح مدرسة (النهيانية) في مدينة العين تحت رعاية ممثل حاكم إمارة أبوظبي في ذلك الوقت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''· وفي عام 1966 تولى الشيخ زايد ''رحمه الله'' مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، فشهدت الإمارة في عهده تطوراً ملحوظاً في التعليم لم تشهده أي إمارة أخرى· ففي عام استلامه للحكم أنشأ الشيخ زايد دائرة التعليم تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد، وبدأت المدارس الإعدادية والثانوية بالظهور، وقامت الدائرة بتخصيص سيارات لنقل الطلاب، كما تم تخصيص منح شهرية للدارسين، وفي عام 1968 بدأت الدائرة بتطوير المناهج الأردنية مع قدوم البعثة التعليمية البحرينية· وشهدت إمارة أبوظبي نوعاً آخر من التعليم لم تعرفه الإمارات الأخرى من قبل· فقد قامت دائرة التعليم بافتتاح فصول ليلية، خاصة بالكبار من الرجال والنساء الذين أقبلوا على التعليم· وبذلك يكون قد تأسس ما يسمى بتعليم الكبار كنشاط تربوي منظم عام 1968 في إمارة أبوظبي· وبلغت ميزانية التعليم المسائي في عام 1971 حوالى 40,000 دينار بحريني، كما بلغ عدد الدارسين في تلك المراكز (1896) دارساً بينهم (93) من النساء· وتجاوزت أعمار بعض الدارسين الخمسين عاماً، أما أعمار معظم الدارسين فكانت دون الخمسة والعشرين عاماً· وكانت إمارة أبوظبي الرائدة في مجال رياض الأطفال، فقد بدأت دائرة التعليم بافتتاح رياض الأطفال عام ·1968 وما أن حل عام 1971 حتى كان عدد الأطفال في تلك المدارس 1114 طفلا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©