السيارات في عيد الاتحاد·· عرائس على الطرقات

لمناسباتنا الخاصة وقع من فرح يوقظ الطفولة الغافية فينا، نتباهى بابتهاجنا النابع من القلب فينعكس هذا الحبور على كل ما تلمسه الأيادي، كل شيء يحيطنا يعكس فرحنا بدولتنا واتحادنا ونهضتنا الشاملة· للشباب وسائل تعبير عما يختلج في نفوسهم، يجدون فيها الطريقة الأنسب لعكس مشاعرهم وفرحتهم، وإذا كان نقش الحناء فرحة الصبايا التي تشي بها أياديهنّ، فإن السيارات المزينة هي انعكاس فرحة الشباب باليوم الوطني· يقول سلطان الكتبي: تزيين سيارتي في المناسبات الوطنية المختلفة من الأوليات التي لا أغفل عنها دوما، فقبل المناسبة بيومين على الأقل احرص على تزيين السيارة بالملصقات التي تحمل ألوان علم الإمارات، وفي يوم المناسبة أضيف الأعلام بالحجم الكبير على السيارة، وأعلق الشرائط على مقابض الأبواب فتبدو سيارتي ''كالعروس''! يجد الكتبي أن تزيين السيارة انعكاس لفرحة الشباب باليوم الوطني، خاصة إن ترافق الحدث مع تنظيم مسيرة للسيارات، فهو يحرص دوما على حضور المسيرات والتواجد فيها· الغالي للغالي ويوافق جمال محمد على ما قاله الكتبي ويقول: أبتهج حين أرى السيارات المزينة بأعلام الإمارات في اليوم الوطني، وأشعر بأن هناك شيئاً جميلاً يستحق الاحتفال يحصل في البلد· ألوان علم الإمارات تشعر الإنسان بالراحة، فكيف إن كانت هناك مناسبة تستحق الابتهاج فعلا؟ وبشكل عام يجد جمال أن الشباب يتنافسون فيما بينهم على تزيين سياراتهم بأجمل الملصقات وأفضلها، وقد يتكبد الشاب مبالغ خيالة من أجل الحصول على أفضل شكل فالبعض يلجأ لإعادة صبغ السيارة بألوان علم الإمارات مستخدما نوعا خاصا من الطلاء يزول بالغسل، وهذا الطلاء من الأنواع الغالية· وهناك أيضا من يصممون ملصقات خاصة توضع على نوافذ السيارة مثل (المخفي) تحمل عبارات الولاء وأقوال القائد الغالي و صور الحكام، وهذه الملصقات يرتفع سعرها كثيرا خاصة في المناسبات· مشهد ولا أحلى صالح عمر سالم من الشباب الذين يستعدون مبكرا أيضا لمثل هذه المناسبة، وهو يزين سيارته بيده ويحرص على كل ملصق يضعه عليها، يقول صالح: لأن المناسبة غالية فالفرحة تستحق العناء· أحرص على زينة سيارتي وعلى جمالية الزينة أيضا· أحب أن تكون السيارة مرتبة وألوان الملصقات متناسقة، وأعمل على تركيب الأعلام الكبيرة وتثبيتها على السيارة لأن لها لمسة خاصة على السيارة وأحبذها أكثر من الأعلام الصغيرة· النقطة السلبية الوحيدة التي يراها صالح تكمن في بعض السلوكيات الفردية التي يقوم بها الشباب المتهورون في المسيرات أو على الإشارات معرضين حياة الآخرين للخطر، ولولا هذه التصرفات الطائشة لما كان هناك أفضل من رؤية السيارات مزدهية بألوان العلم الغالي· ومثل أغلب الشباب يجد خالد الشيباني تزيين سيارته نوعاً من المشاركة في الاحتفال، يقول: قلة من الشباب هم المشاركون في الاحتفالات الرسمية أما الأغلبية فهم الجمهور، وبالنسبة لي أشعر أن تزيين سياراتي نوع من المشاركة في الفرح، وبهذه الطريقة أساهم في تعزيز الاحتفال بهذا اليوم، وأجعل من يشاهد السيارات الملونة يشعر أن هناك مناسبة مهمة في البلد وأن الكل يحتفل بها، وهكذا أشعر أنني جزء من الاحتفال والمحتفلين وأسهم أيضا في صنع الفرحة بالحدث·