الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات أنجزت ثورة في حقل التراث

الإمارات أنجزت ثورة في حقل التراث
2 ديسمبر 2007 00:42
''من ليس له ماضٍ لا حاضر له ولا مستقبل'' من هذا المنطلق الإنساني العميق، ومنذ قيام الاتحاد اهتم مؤسس الدولة وباني نهضتها -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالتراث، ودعا إلى ضرورة إحيائه والمحافظة عليه كونه يمثل هوية الدولة، فالماضي يعكس صورة الأجداد، كما تشهد النهضة الشاملة على واقعنا، ويروي المستقبل تطلعات حاضرنا· لم يكن اهتمامه نظرياً وإنما نقله بوعي وحب إلى حيز التنفيذ والعمل، وركز في ذلك على أبناء الإمارات كي يستوعبوا تراثهم ويحفظوه في حياتهم بالأقوال والأعمال· تلاءم اهتمام زايد بالتراث، مع عشقه للأصالة وحبه للتعمق بثقافة الماضي منطلقاً من المبادئ الإسلامية، لأن النهضة العلمية والعصرية والحضارية التي باشرتها الدولة إبان قيام الاتحاد، لم تنفصل عن حضاراتنا القديمة، بل هي عمق وامتداد طبيعي لتراث الآباء والأجداد الذين تركوا لنا آثاراً بارزة في مجالات الأدب والفلسفة والعلوم · لذا كان الحفاظ على التراث هو حفاظ على الأصالة، وتعبير عن الوعي الوطني، وصورة جلية عن التقدم والحضارة· كرّست الإمارات إحياء التراث مادياً ومعنوياً، فافتتحت المتاحف في كل إمارات الدولة، وضمت في رحابها تراثيات المنطقة وتفاصيل وأدوات تراثية كثيرة تروي الحياة الاجتماعية والاقتصادية آنذاك، وتمّ تشجيع الرياضات القديمة (سباق الهجن والفروسية والصيد وسباق السفن والرماية والغوص)· وقامت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بتقديم برامجها التي عرّفت بالتراث المحلي بكل مجالاته، من بينها برامج للمسابقات التراثية ولمجالس الشعراء، وانتشرت المطبوعات التي تعنى بالتراث الشعبي من آداب وفنون وتفاصيل ترتبط بكل ما له علاقة بتاريخ المنطقة والأجداد، ولمعت أسماء إماراتية عدة في مجال البحوث والتأليف والنقد والشعر، وامتلأت الصحف بدراساتهم ومقالاتهم التي أشارت إلى قيمة تراثنا، كما نشطت الاحتفالات التراثية والندوات والمؤتمرات التي توضح أهميته وسماته، وانتشرت جمعيات ومراكز الدراسات لتوثيق التراث ونشره بين الأجيال، بحيث بدا الأمر كما ثورة تراثية شعارها حب الأرض والتعبير عن الاحترام الآباء والأجداد الذين كونوا شخصية الوطن· نادي تراث الإمارات جاء إشهار ''نادي تراث الإمارات'' في عام 1993 برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء متوجاً لجهود الدولة في مجال التراث، وحاضناً للجمعيات والفعاليات والمهرجانات التراثية، كما انبثقت عن النادي عدة مراكز للدراسات التاريخية والتراثية، وصدرت عنه كتب خاصة بتراثيات الدولة ودواوين شعرية ضمت نتاج مبدعين رحلوا عن دنيانا وآخرين معاصرين، تصدت لهذه الإصدارات لجنة مؤلفة من كبار الشعراء، ولاتزال تواصل إصداراتها دورياً إلى جانب مجلة متخصصة بشؤون التراث محلياً وعربياً· وانطلاقاً من كون التراث يشكّل مصدرا من مصادر المعرفة، وحرصاً على إبراز قيمه الجمالية، اتسع نشاط النادي وعمِل طيلة سنوات على تجسيد الماضي بكل قيمه الأصيلة، وأصالته العميقة، منطلقاً من القناعة الثابتة بضرورة ربط جيل الحاضر بالماضي للاستفادة منه ومن تاريخ الأجداد والتعرف إلى حياتهم ووقائع أيامهم السالفة، عبر مخيمات ورحلات برية وبحرية، تمارس خلالها أنشطة وفعاليات متنوعة· كما وجّه سمو الشيخ سلطان بن زايد رئيس ''نادي تراث الإمارات'' بتنظيم الجائزة العالمية ''جائزة زايد للتراث والتاريخ'' اعترافاً وتكريماً لحامي التراث وراعيه الوالد زايد، تمنح سنوياً لأفضل بحث في التراث والتاريخ· في المحافل الدولية ولأن تقدم الأمم والشعوب لا يقاس من خلال نهضتها في المجالات الاقتصادية والبنى التحتية فقط، بل وكذلك بمدى حفاظها على تاريخها وأصالتها وتراثها، ليس في الوطن وحده، إنما في الاعتزاز والتعريف به دولياً، واعتباره جزءاً من الثروة الوطنية والقومية، حرصت دولة الاتحاد على إطلاق مهرجانات للتراث والشعر الشعبي في معظم إمارات الدولة، تشارك في فعالياتها دول عديدة، وبالمثل كانت فرق فنون التراث الشعبي وأعضاء جمعيات التراث يشاركون في التظاهرات الاقتصادية الدولية من معارض ومهرجانات، محملون بتذكارات ولوحات تحكي تراث المنطقة، من سيوف وسفن وحنّاء وأزياء شعبية ومجسمات للإبل والصقور ومنتجات يدوية من سعف النخل وبطاقات للقلاع والبراجيل والمساجد القديمة، كما قام شعراء الأدب الشعبي بإحياء أمسيات شعرية في العواصم العربية للتعريف بالإبداع الشعبي القديم والمعاصر، وتمّ تنظيم عدة مسابقات دولية في الشعر الشعبي، من ضمنها جائزة ''اللغز'' وأحدثها مسابقة ''شاعر المليون'' التي تصدت لها هيئة الثقافة والتراث، إضافة إلى برامج دوراتها التعليمية المتواصلة -للناشئة- في ''مركز المواهب والإبداع'' في التراث ومجالاته من رياضات وفنون شعبية وتقاليد أصيلة· أخيراً، يبقى عشق التراث والسعي الحثيث لرفعة شأنه والحفاظ عليه، يتواصل ويتصاعد كما الدم في الشرايين، في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حيث تتواصل النهضة التراثية مع النهضة الشاملة دون توقف، وتنبثق أفكار رائعة لفعاليات تراثية واسعة يحرص صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- على تكريسها لأن التراث نبراس ينير الأفكار والحياة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©