ها هو التاريخ يروي قصة الإعجاز انطلاقاً من فكر الوالد زايد -طيب الله ثراه- وإنجازاته في تأسيس دولة عصرية تضاهي الدول المتقدمة في شتى المجالات، فكل شبر من هذه الدولة يحمل وسام النجاح ويذكرنا برمز الوطن ونبع الحكمة والعطاء·
هذا ما دفع كل من جمعة سالم الدرمكي وإبراهيم محمد العلمي أن يقوما بتجميع مقتنيات عدة تخلد إنجازات القائد المؤسس وراعي النهضة الشاملة، وقد استمدا من حكمته ونظرته الثاقبة أن الأمل يقهر كل مستحيل، فاستطاعا أن يكونا مكتبة ضخمة تروي قصة رجل وحّد القلوب تحت لواء الاتحاد·
يقول جمعة سالم الدرمكي: تقديراً لجهد أولئك الرجال الذين وضعوا الأسس وشيدوا البنيان وغرسوا راية الاتحاد، نسعى إلى تخليد ذكرى الوالد زايد الذي لا زال قوله يرن في أذهاننا حين قال: ''رسمنا خطة الاتحاد واتخذناه هدفاً عن إيمان بأن مصلحة المواطن والوطن لا تدرك إلا بالاتحاد''·
هذه التجربة الوحدوية التي تعد الأنجح في العالم العربي، ازدادت رسوخاً ومتانة بتكاتف وتلاحم حكامنا وأفراد شعبنا إيماناً منهم بأهمية مواصلة المسيرة التي أضاء طريقها سموه حتى غدت دولتنا واحة خضراء ومرتعاً للأمن ونموذجاً لعزيمة الإنسان·
ويضيف الدرمكي: تعمقت العلاقة بيني وبين إبراهيم العلمي واتفقنا أن يجمع كل منا مقتنياته على حدة لنكمل بعضنا البعض، ثم قمنا بتوزيع الأدوار بيننا وشكلنا فريق عمل يقوم بمهماته وفق خطة منهجية مدروسة، مع تخصيص ميزانية معينة تخولنا شراء المقتنيات النادرة الخاصة بالوالد الراحل من خارج الدولة عبر قنوات الاتصال المتعددة، وأيضا البحث في ثنايا الوطن عن كل ما يتناول حياته وإنجازاته، إلى أن حصلنا على قطع ومقتنيات نادرة تم شراؤها من الخارج، لأنها للأسف الشديد غير متوفرة في الدولة·
ويضيف الدرمكي: حاولنا جمع أكبر قدر ممكن من المقتنيات التي تخص مؤسسي الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد -رحمهما الله- وصار لدينا نحو 200 فيلم وثائقي-منها ما هو نادر- و3000 صورة فوتغرافية، و 300 كتاب وأكثر من 200 مجلة، وعدد كبير من الصحف القديمة التي دونت إنجازات زايد ، بالإضافة إلى الطوابع والمسكوكات النادرة التي تحمل صورته، واستطعنا استعادة بعض الكتب للمغفور له الشيخ زايد التي لم يعثر على أي نسخ منها في الدولة، فأعدنا بذلك جزءاً من تراثنا وحفظناه من الضياع، ليكون أمانة للأجيال القادمة التي يجب أن تلمّ بكل تفاصيل الاتحاد ومؤسسيه، ثم أنشأنا مكتبة ضخمة تضاهي مكتبة الكونجرس الأميركي فيما تضمه من كتب عن الشيخ زايد ''رحمه الله''·
ويشير الدرمكي إلى بعض الصعوبات التي تصادفه: في ظل غياب الوعي بأهمية دور هواة جمع المقتنيات في إثراء المخزون الثقافي للمجتمع، تمتنع بعض الجهات عن منحنا نسخة من إصدار ما بحجة أنها نسخه وحيدة أو إصدار خاص عن الوالد زايد ''رحمه الله'' ، ونحن لا نطلب سوى مساندة حقيقية ودعم من قبل الجهات والمؤسسات المعنية، ونتمنى أن يكون هناك مقر لجمعية هواة جمع المقتنيات أسوة بالدول الأخرى وتكون بمثابة مركز للتعارف وتبادل الخبرات، ننطلق عبرها عالمياً من خلال المشاركة في المحافل الدولية للتعريف بتراث وتاريخ أرضنا·
كما نأمل نحن الهواة أن يكون لنا زاوية في مكتبة الشيخ زايد المقرر إنشاؤها في جزيرة السعديات، وأن نساهم في هذا الصرح الثقافي من خلال عرض مقتنياتنا فيه، كما أود أن أدخل موسوعة ''جينيس'' للأرقام القياسية من خلال تنفيذ أطول كيلو متر بالعالم يحمل صور الوالد زايد ''رحمه الله'' ·
عدد اليوم
