الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمل الإماراتية لا يتناسب وطبيعة المجتمع .. قول عفى عليه الزمن

عمل الإماراتية لا يتناسب وطبيعة المجتمع .. قول عفى عليه الزمن
2 ديسمبر 2007 00:36
مما لاشك فيه أن المرأة الخليجية بصفة عامة والإماراتية بصفة خاصة قد تغيرت صورتها عما كانت عليه من قبل، واستتبع ذلك تغييراً في الأدوار والمراكز المنوطة بها، فالمرأة تمثل أحد المحاور الهامة التي شغلت اهتمام العلماء والمفكرين، وربما كان من بين الأسباب التي شكلت دعائم هذا الاهتمام تلك الفروق التي يمكن ملاحظتها بين الجنسين في عدد من الخصائص والاتجاهات والسمات العامة بعضها معرفي وبعضها وجداني· وتعتبر دراسة اتجاهات كل من الجنسين نحو كل منهما ازاء القضايا الاجتماعية المختلفة التي من بينها مركز المرأة في الأسرة والمجتمع بمثابة البوتقة التي تتجمع فيها كل العوامل الاجتماعية المحددة لهذه الاتجاهات، كما أن دراسة هذه الاتجاهات لدى الجنسين تيسر الوقوف بموضوعية على مدى الاتفاق أو الاختلاف بينهما· فقد حظيت المرأة الإماراتية بدعم واهتمام حكومي بعد قيام دولة الاتحاد قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود ونصف بما يجسد استراتيجية مبدئية لمكانة المرأة ودورها في المجتمع، وقناعة التوجه الرسمي للدولة تجاه المرأة، وتكريس كل المعطيات للنهوض بواقعها مما أثمر في النهاية بتعديل وتغيير وتطوير اتجاهات أفراد المجتمع تجاه المرأة، فضلاً عن قناعة الرجل الإماراتي بأهمية هذا الدور، وهو ما رأيناه في نتيجة '' استطلاع الرأى'' بالنسبة لاتجاهي التعليم والعمل· تشير ميثاء الحبسي مديرة برنامج ''تكاتف'' بمؤسسة الإمارات إلى ما حظيت به المرأة الإماراتية من دعم واهتمام حكومي يجسد استراتيجية مبدئية لمكانة المرأة ودورها في المجتمع، وقناعة التوجه الرسمي للدولة تجاه المرأة، وتكريس كل المعطيات للنهوض بواقعها مما أثمر في النهاية بتعديل وتغيير وتطوير اتجاهات أفراد المجتمع تجاه المرأة، فضلاً عن قناعة الرجل الإماراتي بأهمية هذا الدور، فالمرأة الإماراتية أم، وأخت، وزوجة، وعاملة أو موظفة جزء حيوي من النسيج الاجتماعي، وما طرأ على المجتمع من تطور أسهم بشكل مباشر في تغيير اتجاهات الذكور والاناث معاً، وإدراك أهمية التعليم في التنمية البشرية، وأهمية العمل أيضاً في المشاركة الايجابية على مختلف الأصعدة التنموية، وليس من المنطقي أن يحدث كل هذا التطور دون إحداث تغير حقيقي في اتجاهات الشباب نحو المرأة، بدءا بتغير اتجاهات المرأة الى نفسها أولا، حتى يمكن أن تتغير اتجاهات الرجل نحوها بعد ذلك· الصورة النمطية ·· وداعاً الإعلامي عبدالرحيم البطيح يؤكد على زوال النظرة النمطية إلى المرأة الإماراتية، ولم يعد مناسباً الآن أن ننظر إليها كمخلوقة خلقت للخدمة المنزلية والواجبات الأسرية والانجاب، وتربية الأبناء فقط، بل أصبح لدى الشاب الإماراتي قناعة وحس وطني بأهمية دور المرأة في المشاركة الفاعلة في الحياة، وتحمل مسؤولياتها الاجتماعية والتنموية، بل ومشاركتها في تحمل أعباء الحياة الاقتصادية جنباً إلى جنب مع الرجل، وهذا لن يتأتى إلا بتعلمها، وخروجها إلى العمل، ولم يعد ذلك مقصوراً على مرحلة دراسية أوعمل أو وظيفة معينة، بل نجحت المرأة في أن تطرق كل مجالات التعليم ومستوياته، وكافة مجالات العمل، وأنها قادرة على ذلك، وأصبحت اتجاهات الشباب نحو المرأة الإماراتية جزءا من قناعة ذاتية، وثقافة عامة، وأن التمسك بالقيم والعادات والتقاليد والثوابت لا يتناقض على الإطلاق مع القناعة التامة بأهمية التعليم والعمل، ونجاح المرأة في التوفيق بين مسؤولياتها الاجتماعية وبين عمله· من جانبها، تؤكد ندى البناي ''طالبة''، على أهمية تفهم تلك الصلة الوثيقة بين نظرة الرجل تجاه المرأة، ونظرة المرأة إلى نفسها، وأن ما حدث من تغير ثقافي، ووعي مجتمعي، كان له عظيم الأثر في تكوين صورة الفتاة الإماراتية في ذهن أخيها الشاب، فالانفتاح والوعي والتواصل وحركة المجتمع والاتصال بالعالم الخارجي، عوامل فرضت نفسها، ومن هنا كانت القناعة المتبادلة بأهمية تعلم وعمل المرأة الإماراتية· وتضيف زميلتها حنان المرزوقي ''طالبة'': على المرأة الإماراتية أن تساعد نفسها قبل غيرها في إزالة أي صور أو أفكار سلبية كانت موجودة من قبل، وذلك من خلال اصرارها على اقتحام كل مجالات التعليم والعمل، واثبات نجاحاتها، فما تحقق خلال العقدين الأخيرين أحدث نقلة نوعية في تغير الأفكار والاتجاهات السلبية ازاء المرأة، وأنا كمواطنة إماراتية أفخر بما تحقق من تغير وتقدم وزوال للأفكار والاتجاهات التي كانت تسيطر على فكر الشباب، ولعل ميدان التعليم والعمل، أهم المجالات التي يمكن للمرأة الإماراتية أن تحقق من خلالهما نجاحاتها واسهاماتها، وتعزز دورها التنموي في المجمع· أما عبدالله عمر عبدالله ''موظف'' فيقول: أشجع تعليم المرأة إلى حد كبير، لكن أفضل أن تختار الفتاة التعليم المناسب لها ولإمكاناتها وظروفها، وليس لديّ مانع من عمل الزوجة قبل أو بعد الزواج، وإن كنت أفضل أن يكون ذلك في مكان غير مختلط ''في قسم النساء مثلاً بأحد البنوك، أو أن تعمل معلمة، وأرى أن عمل المرأة أصبح ضرورة اجتماعية واقتصادية· ويرى أحمد محمد السويدي ''موظف'' أن هناك تغيراً ايجابياً من قبل المجتمع بأسره تجاه المرأة، وأن النظرة المجتمعية قد اختلفت تماماً عن ذي قبل، وأن الثقافة التقليدية القديمة قد ولت، وإذا كانت المرأة تمثل نصف المجتمع· عليها أن تحظى بكافة حقوق وواجبات هذه المكانة، لكن يفترض أن يكون التعليم والعمل مناسبين لإمكاناتها وقدراتها الذاتية، دون قيود مجتمعية، وبعيداً عن أي نظرة ضيقة· التعليم والعمل ·· وقود عجلة التنمية الدكتورة هند القاسمي، النائب الأول لمجلس سيدات أعمال الإمارات والخبيرة الاجتماعية والتربوية تؤكد أن للتعليم دورا كبيرا في تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع بشكل عام، وأنه ''وقود'' عجلة التطور التي دفعت المرأة الإماراتية إلى العمل خارج إطار الأسرة والمنزل، وصقل دورها نحو الإسهام بفاعلية في دخول ميدان الحياة العامة، والمشاركة كفاعل أصلي في التنمية الشاملة المستدامة، كما أن العمل يعد الشق الثاني من جوانب تغير ثقافة المرأة الإماراتية، ويعد مصاحباً لتغير الاتجاه نحو أهمية تعليمها، والتعليم والعمل وجهان لعملة واحدة، أسهما في تحسين وتطوير مكانة المرأة الإماراتية· وما من شك أن اتجاهات الشباب ''الذكور'' نحو المرأة الإماراتية وعملها وتعليمها قد تغيرت في الاتجاه الايجابي، ومن السهولة أن ندرك ونتلمس ذلك، فالواقع الاجتماعي تغير بصورة كبيرة، كما أن هناك عوامل داخلية وخارجية قد فرضت نفسها، فالعالم الآن أصبح قرية واحدة بفعل ''العولمة''، والعالم تغير من حولنا، إلى جانب التغير والتطور الذي حدث في المجتمع الإماراتي من الداخل بفعل استراتيجيات التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة في كل اتجاه، والطفرة الحاصلة على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، ودعم الدولة لتعليم المرأة وعلمها وافساح المجالات أمامها لتصبح شريكاً فاعلاً في التنمية، واتاحة الفرص أمامها للتعلم والعمل في كل المجالات، ولم يعد عمل المرأة نوعاً من الترف، بل أصبح ضرورة اجتماعية واقتصادية، وأملت أعباء الحياة والتزاماتها على المرأة أن تخرج إلى العمل، وتقتحم مجالات لم تكن موجودة من قبل، وتنامي دورها الأسري والاجتماعي والاقتصادي، وكل هذه العوامل تضافرت وألقت بظلالها بشكل مباشر على تعديل وتغيير اتجاهات الشباب نحو المرأة، وتغيير اتجاهات المرأة الإماراتية نفسها، ووعيها بحقيقة دورها في المجتمع بدءاً بأهمية التعليم والعمل، بل أصبحت المرأة الإماراتية مطالبة أكثر من الرجل بتغيير اتجاهاتها السلبية نحو نفسها ''إن وجدت'' لتواكب وترافق المتغيرات المجتمعية والعالمية من حولها· سعاد الحوسني رئيسة اتحاد طالبات كلية التقنية العليا في أبوظبي ترى أن هناك الكثير من الأفكار والاتجاهات السلبية ''البالية'' تجاه المرأة قد تغيرت، والواقع الاجتماعي والحضاري للمجتمع ساعد على تغيير الصورة النمطية للمرأة بوجه خاص، ولم يعد الواقع الاجتماعي يتقبل مثل هذه الأفكار السلبية، بل أصبحت مستهجنة ومرفوضة، فكل المؤشرات تؤكد أن التعليم، وآفاق المشاركة والاسهام في العمل والعطاء اصبحت مشرعة أمام الفتاة الإماراتية على مختلف الأصعدة، ولم يعد التعليم أو العمل وصمة عار، أو أمراً ينتقص من قدر الفتاة الإماراتية وإنما أصبحا عاملين من عوامل اثراء مكانتها ودورها، ولم يعد مقبولاً أن تقف الإماراتية موقف المتفرج، فالوعي تنامى، ولم يعد للأفكار الرجعية محل، وأن تغير الاتجاهات بمفهومها الايجابي تجاه المرأة أمر منطقي، وحالة ملموسة نتوقع لها المزيد من التطور والتقدم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©