الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياة الحوسني: زايد مزج بعبقرية بين الحداثة والهوية

حياة الحوسني: زايد مزج بعبقرية بين الحداثة والهوية
2 ديسمبر 2007 00:35
سيظل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ملء السمع والبصر بإنجازاته ودوره الرائد في نهضة الإمارات· ومؤخراً حصلت الباحثة الإماراتية حياة حسن الحوسني على درجة الماجستير بامتياز من جامعة الاسكندرية عن رسالتها ''شخصية دولة الامارات - دراسة في عبقرية القائد الكاريزمي''· وامتازت الرسالة بالمزج بين تطور مجتمع الامارات وتأثير فترة حكم الشيخ زايد من عام 1971 إلى 2004 على نهضة الدولة والمجتمع معاً· تقول حياة الحوسني إنها وجدت عند التأريخ للمنطقة العربية أن هناك ظلماً للشخصيات العربية وزعماء المنطقة، والذين أرخوا لهذه الشخصيات كانوا من الأجانب وكانت لهم وجهة نظرهم الشخصية، كما أن المصلحة الشخصية كانت غالبة على كتاباتهم مما أبعد معظم التحليلات والدراسات عن الموضوعية على الرغم من أن ما يتعلق بالسيرة الذاتية لقائد مثل الشيخ زايد -رحمه الله- كان مثار إعجاب المؤرخين الأجانب، لكن هذا لا يكفي لأن مآثر الشيخ زايد على أمته وبلده لا تعد ولا تحصى بما حمله من صفات شخصية كاريزمية مكنته من تحقيق تنمية في كل المجالات في الإمارات، بالإضافة الى رؤيته الثاقبة التي جعلته صاحب أهم مشروع وحدوي عربي في التاريخ المعاصر حين نجح في قيام اتحاد دولة الامارات· رجل الوحدة وأضافت أن كل هذه الأسباب جعلتها تدرس بعمق تجربة الشيخ زايد الذي نذر نفسه لوطنه ولأمته، وكان رجل الوحدة بلا منازع، فقد تحول مجتمع الامارات خلال فترة حكمه من التقليدية الى الحداثة عبر تغيرات اجتماعية واقتصادية أثرت على الافراد واتجاهاتهم في اعادة بناء الوطن وتحديثه، والأخذ بوسائل التكنولوجيا من أجل الوطن والمواطن وكان الفضل في ذلك للزعيم القائد الشيخ زايد الذي ساهم بشخصيته الكاريزميه في توجيه دفة التقدم والتنمية في الامارات بما يملك من صفات ومبادئ واجهت الروتين وقضت عليه· وأكدت أن فترة حكم الشيخ زايد كان لها أكبر الأثر على حدوث تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية في الامارات، والجديد في رسالتها أنها ربطت بين دور القائد الكاريزمي ممثلا في الشيخ زايد وإحداث التنمية والتغير في المجتمع والثورة على البيروقراطية· وقالت إن دولة الامارات وفق برامج التنمية انتقلت الى الأفضل مع الحفاظ على الهوية حيث اثبتت النتائج التي توصلت إليها في رسالتها أن الامارات نجحت في اقامة اتحاد يعتبر النموذج الناجح الأوحد في منطقة الخليج العربي منذ عام 1971 وحتى الآن، ولا يزال هذا الاتحاد قائما ويعطي القدوة للتفاهم والتنسيق السياسي والاقتصادي والاجتماعي· كما أكدت النتائج أن الشيخ زايد ''رحمه الله'' كان يتمتع بمكانة مرموقة بين شعبه الذي أحبه لحبه لهم والعمل على مصلحتهم وبين الحكام العرب الذين كانوا يستمعون لرأيه ويستفيدون من حكمته فضلاً عن مساعدته لكل المجتمعات العربية التي تعرضت لكوارث ومحن· صفات الزعيم وأضافت أن الشيخ زايد كان يتمتع بصفات شخصية كالذكاء الفطري وبعد النظر، واستشراف المستقبل، والطيبة، والكرم، والانغماس في الحياة الاجتماعية، ومشاركة الناس أحزانهم وهمومهم، بالاضافة الى تمتعه بصفات اكتسبها من نشأته في بيت الحكم حيث تعلم كيفية الحكم وسماع جميع الآراء، والحكم بالعدل ونصرة المظلوم· وكان لشخصيته تلك دور كبير في نهضة الامارات وقيام الوحدة، حيث فطن مبكراً إلى أن مستقبل بلاده، في الاتحاد وأن نهضتها في العدل· وقالت الحوسني إن الامارات ونهضتها وسمعتها الجيدة لم تكن بسبب ظهور النفط فقط، بل في حسن استخدام مقدرات الدولة النفظية وغير النفطية، في تطبيق برامج التنمية بنجاح على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونقل كل وسائل التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها لخدمة المجتمع الإماراتي· عدالة وديمقراطية وقالت حياة الحوسني إن مظاهر النهضة لم تكن لمصلحة فئة أو طبقة معينة بل كان الاهتمام بالمواطن الإماراتي أيا كانت طبقته وصفته هو الشغل الشاغل للمسؤولين حتى أصبح الكل يشعر بالانتماء وحب الوطن في جو يسوده توزيع الثروة بعدالة وسيادة الديمقراطية، وهذا أدى الى تغير الكثير من العادات والتقاليد القديمة وحلت محلها عادات تتفق مع العصر الذي تعيشه الدولة مثل: خروج المرأة للعمل، وظهور الديمقراطية في الأسرة، وتغير شكل السكن خاصة للجيل الجديد الذي أصبح يفضل السكن المستقل بعيداً عن الأسرة، كما تغيرت شخصية الإنسان الإماراتي وأصبح يعرف اكثر من لغة ويتعامل مع الكمبيوتر والانترنت ويسافر الى الخارج واصبح له رأي فيما يدور حوله ويعبر عنه، وبشكل عام تغيرت شخصية الامارات وأصبحت دولة عصرية لها طابعها الخاص من التقدم والحضارة من دون أن تفقد هويتها· عوامل النهضة ورأت حياة الحوسني أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية لنهضة الامارات هي القائد الكاريزمي ممثلا في الشيخ زايد ''رحمه الله''، والمواطن الإماراتي الذي آمن بزعيمه وأرضه ووطنه وشارك في التنمية، وثروة النفط التي كانت عاملاً مساعداً في نهضة الدولة· وطالبت الباحثة بإعادة ترتيب منظومة القيم والعادات والتقاليد بمجتمع الامارات بحيث يتم تدعيم القيم التي تتناسب مع التقدم والتحديث اللذين تشهدهما الدولة، وأن يقوم الاعلام بالمساعدة على نشر القيم التي تلائم برامج التنمية بحيث يساهم المواطن الاماراتي في تطبيق هذه البرامج، وأن يعي مفاهيم التنمية والتقدم والتحديث حيث لا تعني التغير في المظهر الخارجي واستخدام الأجهزة الحديثة فقط بل تعني ايضا ان الاتجاهات والقيم لدى المواطن قد ترجمت في السلوك المناسب الذي يعبر عن أن الثقافة تفاعلت مع الجديد واستوعبته بما يتناسب وقيم المجتمع وهويته· وقالت حياة الحوسني إن الاهتمام العنصر البشري في تجربة دولة الامارات من أهم العوامل الايجابية، ولولا حكمة الشيخ زايد ''رحمه الله'' وايمانه بالإنسان الإماراتي والعربي ما وصلت تجربة النهضة في الإمارات الى ما وصلت اليه، وبناء على هذا فإنها تعتزم استكمال رحلة بحثها العلمي عن تجربة الإمارات ومناقشة المشكلات الراهنة التي أفرزتها العولمة الثقافية والاجتماعية، وكيف تعاملت معها دولة الإمارات·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©