الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التواصل الاجتماعي».. بوابة الشباب إلى الثقافة والمعرفة

«التواصل الاجتماعي».. بوابة الشباب إلى الثقافة والمعرفة
21 ابريل 2016 11:45
أحمد السعداوي (أبوظبي) تلعب التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة دوراً كبيراً في تشكيل وعي ووجدان الأجيال الجديدة، لما تقدمه من وسائل إبهار ومواكبة لكل ما هو جديد لحظة بلحظة، ومن هنا تحمل مواقع التواصل الاجتماعي عديداً من النواحي الإيجابية يستفيد منها الشباب في مقتبل حياتهم، ومنها رفع المستوى الثقافي والفكري عبر الإطلاع على ما يحدث في أنحاء العالم لحظة بلحظة، وكذا نجاح مواقع التواصل في الارتقاء بسقف تعليم وطموحات الأجيال الجديدة، وما يتيحه ذلك من فتح آفاق واسعة في مجالات التعليم والمعرفة. تطور مذهل ويقول أحمد محمود الطالب بجامعة خليفة، إن لمواقع التواصل الاجتماعي آثاراً إيجابية في حياة الشباب والجيل الذي عاصر التطور المذهل بها، وهو بسن صغير، حيث إنها أتاحت الفرصة للتواصل المستمر بين الأشخاص وبعضهم، وأصبحت لها فوائد كبيرة لأصحاب المشاريع التجارية الكبيرة والصغيرة لكي يستقطبوا أعداداً أكبر من المستهلكين، إلى جانب أنها زادت سرعة انتشار الأخبار عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، فأصبح العالم أشبه بالقرية الصغيرة. هذه السرعة في تداول الأخبار في مختلف المجالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثرت وبشكل كبير عقول الشباب وبالأخص الفئة التي لا تهوى قراءة الصحف والمجلات والكتب. زيادة الوعي ويضيف محمود: «على المستوى الشخصي استفدت كثيراً بما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي فزاد وعيي لما يحدث من حولي، فضلاً عن المواضيع الثقافية التي وسعت مداركي، فاستطعت عن طريق متابعة بعض المفكرين في موقع «تويتر» و«سناب شات» أن أكون على دراية بما يحدث في العالم من تطورات مختلفة». وتابع، خلال الفترة الماضية كان لي اهتمام كبير بصناعة الخزف، فاتجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لأتعلم من كبار صناع الخزف حول العالم عن طريق متابعة تصاميمهم وطرق عملهم التي يطرحوها في حساباتهم، وبهذه الطريقة تعلمت أساسيات كثيرة مكنتني من قطع شوط كبير في تنمية هذه الهواية. تبادل الأفكار من ناحيتها، أكدت دانة الهنائي، التي أنهت دراستها الجامعية حديثاً، وتعمل منسقة إدارية بإحدى الجهات بأبوظبي، أن «التواصل الاجتماعي» تعد من أهم الوسائل الإعلامية لتبادل الثقافات والأفكار في العصر الحديث كونها تساعد على سهولة التواصل مع الآخرين من جميع أنحاء العالم، وبالأخص فئة الشباب لأنهم يقضون أغلب وقتهم على تلك المواقع، فتزداد معرفتهم بما يدور ومتابعة آخر العلوم والمبتكرات، ولذلك من الطبيعي أن تتسع مداركهم وتصبح شخصيتهم أكثر نضجاً وتلامساً مع كثير من جوانب الحياة. وتابعت: من البراهين الواضحة لدى كثير من أبناء الإمارات الذين أفادوا جيدا من مواقع التواصل أنها صارت مصدر ربح ومدخلاً للرزق للكثيرين في جميع المجالات، مثل صناعة أطباق الحلوى والمأكولات والمشغولات اليدوية المختلفة والتصوير، وغيرها من المجالات، ثم التسويق لها عبر مواقع التواصل، وإيجاد مساحة واسعة للانتشار، ما أسهم في نجاح تلك المشروعات وانتشارها بين الشباب الإماراتي. طريقة الاستخدام من واقع خبرته الطويلة مع الطلاب عبر عمله الأكاديمي، يقول الدكتور عبدالله سليمان المغني، الأستاذ بجامعة الشارقة، إنه لا يمكن تحديد تأثير مواقع التواصل الاجتماعيّ بوصف ذلك التأثير على أنه إيجابيّ أو سلبيّ، لأن طريقة استخدامنا هي التي تحدّد هذا التأثير، فهذه الوسائل مثلها كالكثير من المواضيع الحياتية الأخرى، فيها الضار والنافع، فالمسألة في الناتج لا في الفعل والعبرة بالمستخدِم لا بالمستخدَم، فكم من أناسٍ نقلتهم شبكات التواصل وارتقت بهم، وكم من آخرين أردتهم. وهذا لا يتعارض إيجابيات شبكات التواصل الاجتماعيّ، ومنها مد جسور التواصل مع الأقارب، والأصدقاء، وتسهيل الاتصال بين الطلاب، والمدرسين، يمكن من خلال الشبكات الاجتماعية الخاصّة تبادل المعلومات والملفّات الخاصّة، كما أنها مجال رحب للتعارف والصداقة، وخلق جوّ مجتمعيّ يتميّز بوحدة الأفكار والرغبات غالباً، وإن اختلفت أعمارهم وأماكنهم ومستوياتهم العلمية. منافع وسلبيات يقول محمد عبدالله عتيق الزعابي، الطالب بمدرسة عثمان برأس الخيمة:«إن مواقع التواصل مثل سائر الأدوات الموجودة في الحياة لها منافع وسلبيات، والحصول على المنافع وتجنب الأضرار يتوقف على الشخص نفسه وطريقة تربيته وأفكاره، وعلى سبيل المثال، هناك من يستخدم هذه المواقع في التعرف على معلومات عامة لا يجدها في الكتب الدراسية، وهذا من الأمور المهمة لأي شخص لأن العلم والمعرفة يسهمان في أن يكون الإنسان ناضجاً بشكل كاف، وبالتالي يصبح صالحاً لنفسه والمجتمع، كما يستطيع أن يتعامل مع المواد الدراسية بشكل سهل قياساً إلى غيره من الزملاء قليلي الإطلاع، سواء من مواقع التواصل أو وسائل المعرفة الأخرى من كتب وصحف ومجلات. ويلفت الزعابي إلى أن التعامل مع تلك المواقع لا يجب أن يكون بعيداً عن رقابة الأهل، فهو كثيرا ما يتشاور مع شقيقه الأكبر فيما يراه أو يقرأ عنه على هذه المواقع، التي يكثر استخدامه لها فقط أثناء العطلات المدرسية، وبعد أن يكون أدى كل ما عليه من فروض مدرسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©