بوتين يجمد مشاركة روسيا في معاهدة القوات التقليدية

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع رسمياً أمس المرسوم القاضي بتعليق مشاركة روسيا في معاهدة خفض القوات التقليدية في أوروبا بعدما أقره البرلمان الروسي المؤلف من مجلس النواب ''الدوما'' ومجلس الاتحاد· وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الروسية ، طالبا عدم ذكر اسمه ''إن دخول القرار حيز التنفيذ لا يعني أن روسيا ستحرك فورا قواتها على حدودها، لكننا نحتفظ لانفسنا بحق تحريك قواتنا على أراضينا في أي مكان نرى انه ضروري''· واكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للمشاركين في الاجتماع السنوي لمنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا، في مدريد أمس أن تعليق مشاركة بلاده في المعاهدة سيدخل حيز التنفيذ يوم 12 ديسمبر الجاري ما لم تصادق دول حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' على صيغتها المعدلة· وفي أول رد فعل غربي، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز خلال مؤتمر صحفي على هامشالاجتماع ' إن روسيا ارتكبت خطأ بهذا التصرف الأحادي الجانب''· وفي بروكسل، قال المتحدث باسم ''الناتو'' جيمس اباثوراي '' إن حلف شمال الأطلسي يأسف للقرار الروسي ونأمل في أن لا تتخذ روسيا أي إجراء أحادي الجانب يهدد المعاهدة''· ويعتبر ''الناتو'' المعاهدة المبرمة بينه وبين حلف وارسو المنحل يوم 19 نوفمبر عام 1990 ''حجر الأساس لأمن أوروبا واستقرارها''· وقد دخلت حيز التنفيذ في عام 1992 وتم تعديلها عام 1999 في اسطنبول، لتتناسب مع الاوضاع الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وحكومات الدول الشيوعية الموالية له في أوروبا الشرقية وبالتالي زوال حلف وارسو· وكان هدفها إزالة كل قدرة للجانبين على شن هجوم مباغت أو واسع النطاق بعد انتهاء الحرب الباردة بينهما· وتؤكد المعاهدة مبدأ منع أي قوة أجنبية من الانتشارعلى أرض دولة موقعة عليها دون موافقتها وتسمح بنشر خمسة أنواع من الاسلحة الثقيلة في منطقة تمتد من المحيط الأطلسي غرباً الى جبال الاورال شرقاً، حيث حدود الشطر الأوروبي من روسيا· وادى تطبيقها إلى تدمير اكثر من 60 ألف دبابة وناقلة جنود وقطعة مدفعية وطائرة ومروحية وخفض عديد القوات المسلحة من 5,7 مليون رجل الى 3 ملايين عسكري· غير أن صيغتها المعدلة لم تدخل حيز التنفيذ بسبب خلافات بين ''الناتو'' وموسكو، فدول الحلف ترفض توقيعها قبل أن تسحب روسيا قواتها من جورجيا ومولدافيا طبقا لتعهدات قطعتها في اسطنبول، بينما ترفض موسكو الربط بين تلك التعهدات والمصادقة على المعاهدة المعدلة· وترفض روسيا أيضا توسيع نفوذ الحلف في أوروبا واقتراب الوجود العسكري الاميركي من حدودها عبر مشروع نشر الدرع الصاروخية الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا وتشيكيا وإقامة قاعدتين اميركيتين في رومانيا وبلغاريا