السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد العامري: نحارب «الظلاميين» بالفكر المستنير

أحمد العامري: نحارب «الظلاميين» بالفكر المستنير
19 ابريل 2016 22:48
سيف الشامسي (الاتحاد) أسفرت مشاركة هيئة الشارقة للكتاب في معرض لندن للكتاب عن توقيع ثلاث اتفاقيات تبادل ثقافي جديدة، لعل أبرزها الاتفاقية مع المكتبة البريطانية، والتي تتيح الفرصة لأدباء الإمارات لتنظيم أسابيع فكرية في بريطانيا، في إطار تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. ولتسليط الضوء أكثر على المشاركة في معرض لندن للكتاب، والدور الذي تلعبه هيئة الشارقة للكتاب، كان لابد من لقاء أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وكانت البداية مع أسباب المشاركة في معرض لندن، والعائد الذي تم تحصيله من الوجود في عاصمة الضباب؟ يقول العامري: الوجود في معرض لندن مهم للغاية، حيث توجد في لندن أغلب دور النشر المختصة بالكتاب التعليمي، كما أن بريطانيا هي الشريك الاستراتيجي للنشر في دولة الإمارات من حيث الإصدارات، وليست الولايات المتحدة الأميركية، وحتى لو كان الكتاب صادراً من دار نشر أميركية فإن النسخة البريطانية هي التي تصلنا. أما الاتفاقية بين مكتبة الشارقة والمكتبة البريطانية فتعزز التبادل الثقافي من خلال إقامة معارض مشتركة للمخطوطات الموجودة في المكتبة البريطانية وعرضها في مكتبات الشارقة، وعرض المخطوطات الموجودة في الإمارات في المكتبة البريطانية، فضلاً عن تنظيم أسابيع فكرية للأدباء والمفكرين الإماراتيين في بريطانيا، والعكس صحيح خصوصاً في الشارقة. وأضاف: كما أن الوجود في معرض لندن على مدى عشر سنوات ساهم في زيادة المشاركة البريطانية في معرض الشارقة، وزيادة المحتوى المقدم، قبل عشر سنوات كانت المشاركة البريطانية تقتصر على دار أو دارين نشر، أما الآن فإننا نتحدث عن مشاركة أكثر من 150 داراً، وذلك انعكاس لوجودنا الدائم في المعارض الدولية وتواصلنا المباشر مع دور النشر. رقابة على الأسعار وعن الفارق بين المعارض الدولية والمعارض العربية التي يرى البعض أنها تتميز بفارق الحرية، أكد بن ركاض أنه لا توجد رقابة في معرض الشارقة للكتاب، وقال: الرقابة الوحيدة التي نمارسها هي على الأسعار وعلى الملكية الفكرية، وما يخدش الحياء. وتوجهات صاحب السمو حاكم الشارقة واضحة وصريحة في هذا المجال بمحاربة الفكر الظلامي بالفكر المستنير، لذلك لا يوجد لدينا رقابة على أي كتاب في المعرض، وحتى تلك الكتب التي يمكن أن تحمل بعض الأفكار الهدامة والظلامية بين طياتها، فأفضل وسيلة لمحاربتها هو أن لا تمنعها. عندما تقوم بمنع كتاب أو فكر فأنت بذلك تمنحه القوة والتسويق بشكل غير مباشر، وتدفع الناس للتهافت على هذا الفكر والبحث عنه. نحن نحارب الفكر الظلامي بالفكر المنير والمعتدل، كما أن الكتاب والمعرفة ينيران دروب الظلام، ويجففان منابع الجهل والتخلف، وهذه سياسة دولة الإمارات القائمة على الانفتاح على كل الأطراف. وأضاف بن ركاض: «الرقابة لدينا تكون فقط على حقوق الملكية الفكرية والأسعار، فنحن في معرض الشارقة الدولي للكتاب لا نسمح بأي قرصنة أو سرقة لحقوق الملكية وقد قمنا خلال السنوات السابقة بإغلاق مجموعة من الأجنحة المشاركة نتيجة اكتشاف سرقاتهم لحقوق نشر دور أخرى». تراجع الكتاب الرقمي وفي ما يتعلق بتأثير النشر الإلكتروني، على مستقبل معارض الكتب، مع انتفاء حاجة القارئ للذهاب إلى المعرض لاقتناء كتاب، أكد بن ركاض أن الكتاب المطبوع مازال يحافظ على تألقه، ويعتبر الاختيار الأول عند القراءة على الرغم من التطور الحاصل في وسائل النشر الإلكتروني. ويقول: «قد لا يعلم الكثيرون أن سوق الكتاب الرقمي كما تبين الأرقام في هبوط مستمر، لأسباب عدة، أبرزها عزوف دور النشر الأجنبية الكبرى عن إصدار الكتب في شكل رقمي، باستثناء بعض الكتب التي تحقق نجاحات كبيرة، والسبب يكمن في قلة هامش الربح الذي يمكن تحقيقه من الكتاب الرقمي مقارنة بالكتاب الورقي، فإذا كان هذا ما يحصل على المستوى الدولي، والذي يشهد زخماً في العادة في إصدار الكتب الأجنبية الإلكترونية، فإن الوضع يبدو أكثر صعوبة على المستوى العربي، والذي يشهد من الأصل ضعفاً في مستوى النشر الإلكتروني». أضف إلى ذلك أن معرض الشارقة للكتاب وبقية المعارض تمنح الفرصة أمام القارئ لتصفح الكتاب وملامسة أوراقه، وهي بالتالي تخلق رابطاً روحياً. والأهم الكتاب العربي الموجود في معرض الشارقة للكتاب لن تجدوه في أي مكان آخر من ناحية الإصدارات الجديدة، والتي يخص بها معرض الشارقة، أو من خلال الكتب النادرة والمخطوطات التي لا توجد إلا في معرض الشارقة للكتاب. بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من دور النشر المصرية والبنانية التي تخص معرض الشارقة للكتاب بإطلاق إصداراتها الجديدة، كما أن بعض كبار الكتاب يختارون تأجيل إصدار أعمالهم، لغاية معرض الشارقة، وعلى سبيل المثال الكاتبة أحلام مستغانمي على مدى السنوات الماضية كنت تطلق كتبها في معرض الشارقة، كما أن أغلى الروايات تطلق في المعرض. جديد معرض الشارقة وحول جديد معرض الشارقة للكتاب قال بن ركاض: «يمثل معرض الشارقة نقطة أساسية لالتقاء المفكرين والأدباء من مختلف أنحاء العالم، لذلك سيكون هناك عدد كبير من الأدباء الذين سيحضرون للمعرض هذه السنة، وسنعلن عن قائمة المشاركين والندوات المقامة تباعاً». وأضاف: «في المعرض القادم سوف نستقطب بشكل خاص الكتاب الفلبيني نظراً لوجود جالية فلبينية، وبالمناسبة تم بيع 80% من مساحة المعرض لغاية الآن، على الرغم من أن لدينا طلبات تفوق حجم المساحة المتاحة. معرض السنة الماضية شهد مشاركة 1360 دار نشر، ونتوقع أن يتجاوز العدد في الدورة القادمة 1500 دار نشر، وهو في الحقيقة يمثل تحدياً كبيراً لأن المساحة المطلوبة تتجاوز ضعف المساحة المتاحة في المعرض، وللتغلب على ضيق المساحات قمنا السنة الماضية بإنشاء خيمة لزيادة مساحة المعرض خصصت لأنشطة الطفل، كما ستكون هناك زيادة في مساحات معرض إكسبو، سوف يتم الإعلان عنها في حينها». 20 مليوناً الأرباح وكشف العامري عن قيمة الأرباح التي يحققها المعرض، بالقول: يحقق المعرض نوعين من الأرباح، مباشرة وغير مباشرة، بالنسبة للمباشرة فإنها تبلغ نحو 20 مليون درهم سنوياً، والأرباح غير المباشرة تتمثل في عدد الزوار، والذي وصل إلى مليون ونصف كما حصل في الدورة الماضية منهم 30% يأتون من الخارج، وهناك زوار يأتون من الهند، لمتابعة الندوات المقامة للكتاب العالميين المشاركين في المعرض، وأيضاً هناك الزوار الذين يأتون لمعرض المكتبات. وأضاف: ليس لدينا نية لرفع الأسعار، لأن صاحب السمو حاكم الشارقة لديه توجه واضح بتثبيت الأسعار، ومنح الفرصة للناشر العربي بالاحتكاك بالناشر الأجنبي، وكذلك لتوفير الكتب بأسعار مناسبة للزوار، ولا ننسى أن دور النشر تعاني في هذه الفترة وتحتاج إلى من يساعدها. وذكر أن سعر المتر المربع يبلغ 500 درهم، وهو سعر مناسب بالمقارنة مع الأسعار الدولية، وعلى سبيل المثال، يبلغ سعر المتر المربع في معرض لندن للكتاب الذي نوجد فيه حالياً نحو 3 آلاف باوند استرليني (حوالي 17 ألف درهم). عام القراءة تتصدى للأفكار الهدامة ثمن بن ركاض مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص عام 2016 عاماً للقراءة، معتبراً أن الفكرة تنسجم مع أهداف هيئة الشارقة للكتاب في نشر المعرفة والثقافة والتصدي للفكر الظلامي، وقال بن ركاض: مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لا تقتصر على عام واحد، ولكن هدفها أكبر من ذلك بغرس حب القراءة في النفوس وتخريج أجيال مثقفة وواعية تعرف كيف تنشر المعرفة وتتصدى للفكر الظلامي، نحن نسعى إلى نشر المعرفة والثقافة بما يتوافق مع قيمنا وعادتنا، ويساهم في حماية مجتمعنا من كل الأفكار الخاطئة والهدامة. لا نفكر في منع كتب الطبخ وتفسير الأحلام أوضح بن ركاض أن الهيئة انتقائية في ما يخص المشاركة لكي تضمن مشاركة دور نشر فاعلة، تملك ما يضيف إلى المعرض، ويمكننا التحقق من نوعية المشاركة من خلال سؤال دور النشر عن العناوين التي تقدمها والكتب الجديدة التي ستطرحها. وأضاف: صحيح ان بعض الدور تقدم نفس العناوين باستمرار مثل الكتب التراثية والطبخ وتفسير الأحلام وغيرها، لكن لا ننسى أن هذه الكتب مطلوبة، ولديها قطاع من القراء يحرصون باستمرار على اقتنائها، وهناك من يأتون من خارج الدولة لاقتنائها، أضف إلى ذلك أننا لا نمارس أي نوع من الرقابة على المحتوى، لذلك لا نمنع هذه الكتب ولا نفكر في تقليلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©