الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبير استراتيجي من لندن لـ «الاتحاد»: صفقات السلاح القطرية تصب لصالح إيران

خبير استراتيجي من لندن لـ «الاتحاد»: صفقات السلاح القطرية تصب لصالح إيران
2 مارس 2018 22:02
شادي صلاح الدين (لندن) قال المحلل الاستراتيجي المقيم في لندن الدكتور محمود يوسف، إن صفقات الأسلحة التي أبرمها نظام الحمدين القطري تصب لصالح الدول التي تقوم على حمايته، وخاصة إيران وتركيا، مشدداً على أن أغلب الجيش القطري من المرتزقة. وأثار إبرام النظام الراعي للإرهاب لصفقات أسلحة ضخمة الكثير من اللغط والتساؤلات حول جدواها، لاسيما بعد أن واصلت الدوحة عمليات تطوير وتكديس ترسانتها العسكرية، في الأشهر القليلة الماضية، ومن المستفيد الحقيقي من هذه الترسانة من الأسلحة الدفاعية والهجومية، وخاصة مع افتقاد الدوحة للكفاءات العسكرية والأفراد القادرين على تشغيل واستخدام هذه الأسلحة. وفي تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» من لندن، قال الخبير الاستراتيجي المعروف في تحليله عن الوضع في المنطقة أن النظام القطري يحاول من خلال إبرامه لصفقات أسلحة كبيرة خلال الشهور القليلة الماضية، تحقيق هدفين: الأول هو ضمان ربط مصالح الدول التي يبرم معها الصفقات باستمرار النظام والدفاع عنه، والثاني محاولة إظهار أنه يمكن أن يكون قوة إقليمية في المنطقة، وهو أمر يدعو للسخرية فلا توجد قوة إقليمية تحتمي وراء ثلاث دول (الولايات المتحدة وإيران وتركيا)، من بينها دولتان تمتلكان قاعدتين عسكريتين في الدوحة، لأن القوات التي تحميه تأتمر بأمر دولها وليس بأمر نظام الحمدين. وقال إن تعداد الجيش القطري يصل إلى نحو 12 ألف جندي، لافتاً إلى أن القطريين في هذا الجيش يبلغون نحو خمسة آلاف فقط، والباقي مرتزقة، مؤكداً أن أحلام النظام القطري في أن يصبح قوة إقليمية هي في الحقيقة «أوهام» وهو أمر يرفض النظام الراعي للإرهاب تصديقه. وفيما يتعلق بصفقات الطائرات التي أبرمها النظام القطري، أوضح الدكتور محمود يوسف أن النظام القطري لن يضع هذه الطائرات في قطر، بل لجأ إلى إيران لوضع طائراته هناك، مشيراً إلى أن الأجواء الإيرانية أصبحت هي المكان الوحيد الذي يمكن للطائرات العسكرية القطرية الطيران فيها بعد المقاطعة، وهو ما تستفيد منه طهران جيدا. وأبرمت قطر صفقات لشراء 24 طائرة طراز تايفون من بريطانيا، إضافة إلى 36 طائرة اف 15 من الولايات المتحدة، بجانب شراء 12 مقاتلة طراز رافال الفرنسية. كان موقع «فيرست بوست» قد ذكر أنه منذ الأزمة التي اندلعت في شهر يونيو الماضي، كان رد فعل الإمارة الصغيرة واضحاً للغاية من خلال استغلال ثروتها الضخمة في تمويل الإنفاق العسكري وبطريقة غير محدودة، مضيفاً أن قرار المقاطعة العربية للدولة الراعية للإرهاب، تبعه موجة كبيرة من إبرام العقود العسكرية، لافتاً إلى أن الدوحة أعلنت عن إبرام عقود عسكرية خلال الثمانية أشهر الماضية بقيمة تصل إلى 26 مليار دولار (20 مليار يورو). وقال الخبير الإستراتيجي الدكتور محمود يوسف، إن مساحة قطر لا تمنحها بعداً استراتيجياً لهذه الأسلحة، وهو ما جعلها تلجأ إلى إيران وتركيا لمنحها مجالاً جوياً لعمليات الإقلاع والتدريب وإمدادها ببطاريات الصواريخ، مشيرا إلى أن هناك اتفاقاً رسمياً مع تركيا لتوفير مجال جوي للتدريب إضافة إلى اتفاق أخر غير معلن مع إيران في نفس الإطار، وهو ما يجعل الدوحة «مخلب قط» للأطماع الفارسية في المنطقة. وأكد أن التعاون الإستراتيجي بين دول المقاطعة (الإمارات والسعودية ومصر والبحرين) أصاب النظام القطري بالقلق الشديد، فسعى بكل أمواله لشراء الأسلحة التي لن يتمكن من استخدامها هو وفتح بلاده لقوات وقاعدة تركية، وإطلاق تصريحات بأن «حلفاءه» سيعملون على حمايته. وأعرب الخبير الإستراتيجي الدكتور محمود يوسف عن قناعته بأن دويلة قطر بالنسبة لإيران في المنطقة أصبحت مثل إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة، مضيفاً أنها بوابة أخرى للتدخل الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن النظامين الإيراني والتركي يغرقان السوق القطري بكل ما يحتاجه ليصبح مجرد أداة يحركانها كما يشاءان. وفيما يتعلق بدعوة قطر لنظام إقليمي جديد يضم تركيا وإيران، قال الدكتور محمود يوسف إنها دعوة تظهر أن النظام القطري أصبح خارج محيطه العربي والخليجي، وهي دعوة تؤكد رفضه للعودة عن الطريق الذي يسير فيه، مشيراً إلى أنها دعوة غير منطقية وغير عملية لأن محاولة نظام الحمدين كسب تأييد النظامين الإيراني والأميركي غير مجدية بالنظر إلى التوجه الذي يسود إدارة الرئيس دونالد ترامب الحالية تجاه إيران. وتابع النظام القطري يحاول استرضاء الولايات المتحدة وكسب تعاطف أوروبا، وفي نفس الوقت يبرم تحالفاً معلناً مع إيران ويحتضن الإخوان وقياداته، ويعادي محيطه العربي والخليجي، مشدداً أن سياسات الدوحة وتصريحات مسؤوليها يسودها التخبط. وتساءل كيف يمكن تنظيم بطولة كأس العالم في دولة ترعى وتأوي الإرهاب، داعياً جميع الدول الرافضة للإرهاب والمتضررة من الفساد الذي استشرى بالاتحاد الدولي لكرة القدم بالتنسيق فيما بينهم لوقف هذه المهزلة. كانت مجلة «فوكس» الألمانية قد ذكرت أنه قد يتم تجريد قطر من استضافة كأس العالم 2022، بسبب انتشار العديد من الفضائح التي تتعلق بطريقة فوزها بحق استضافة البطولة، مشيرة إلى أن إنجلترا والولايات المتحدة قد تستضيفان البطولة بدلًا من الدوحة. وقال الدكتور محمود يوسف إن فاتورة المقاطعة العربية لن يسددها النظام القطري الآن، بل سيسددها على المدى البعيد، لافتاً إلى أن الدوحة تعتمد على الاحتياطات التي تمتلكها لاستيراد المنتجات التي تنقصها من إيران وتركيا، وهو ما تستغله طهران وأنقرة جيداً لاستنزاف خيرات الشعب القطري، مؤكداً أن النظام القطري يسير بشعبه إلى طريق الهاوية. وأضاف الخبير الإستراتيجي المقيم في لندن أن على الشعب القطري أن يعي بأنه لم يعد يتمتع باستقلال أو سيادة بعد أن فتح أراضي البلاد لقوات أجنبية، وخاصة إيران التي لها أطماع استعمارية في المنطقة، مشددا على أنه لأول مرة في التاريخ الحديث تدفع بلاد أموال وتسمح لبلاد أخرى باستباحتها من أجل حمايتها من أشقائها، مؤكداً أن الحماية التي يبحث النظام القطري عنها هي في الواقع شكل من أشكال الاستعمار الواضح للدول والشعوب. واختتم الخبير الاستراتيجي حديثه بالتأكيد أن قطر تعلم جيداً أنها بحاجة إلى جيرانها من دول المقاطعة، وأنها لن تستطيع الصمود طويلاً أمام المقاطعة والإجراءات السيادية البرية والبحرية والجوية التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة للإرهاب، مؤكداً ضرورة عدم التسامح مع أي دولة تستقبل الإرهابيين والمتطرفين على أرضها، وتمول الجماعات الإرهابية ويبرر مسؤولوها ورجال الدين لديها الهجمات الإرهابية بل ويحرضون عليها في بعض الأحيان، وتوفر منصة إعلامية لنشر الكرهية والعداء والفتنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©