عون يؤيد سليمان رئيساً للبنان وفق شروط المبادرة

أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مساء أمس إرجاء الجلسة التي كان مقرراً عقدها اليوم الجمعة لانتخاب الرئيس اللبناني الجديد لمدة أسبوع من أجل مزيد من التشاور بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين· وقال بيان أصدرته الأمانة العامة للمجلس ''لمزيد من التشاور، توصلاً إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة إلى يوم الجمعة 7 ديسمبر في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر''· وهذا هو الإرجاء السادس على التوالي منذ بدء المهلة الدستورية يوم 24 سبتمبر الماضي لانتخاب رئيس خلفا للرئيس السابق إميل لحود المنتهية ولايته منذ 24 نوفمبر الجاري· في غضون ذلك تحول التشاور بين الأكثرية والمعارضة حول مسألة ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى جدل حول المخرج الدستوري اللازم، الى جانب امتناع أي من الطرفين عن اتخاذ أي قرار نهائي وحاسم بهذا الشأن· في وقت اشترط سليمان من جانبه لقبول المنصب تعهدا مسبقا من جميع الكتل النيابية بانتخابه ليكون مرشح إجماع كامل، معتبرا أن الوضع معقد للغاية وأن استمرار الفراغ والتوتر سيقود حتماً الى انفجار كبير، وأنه أبلغ وفق زواره جميع القيادات السياسية والروحية ''بأن بين أيدي الجيش قنبلة موقوتة يجب تعطيلها ومنع انفجارها''· وإذ أعلن وزير الاتصالات مروان حمادة لـ''الاتحاد'' أن فريق الاكثرية اتخذ قراراً مركزياً بتأييد ترشيح قائد الجيش بعد تعديل الدستور لانتخابه فترة كاملة لـ6 سنوات قال القيادي المعارض النائب ميشال عون إنه موافق على تعديل المادة 49 من الدستور التي تسمح بترشيح سليمان للمنصب، وأضاف ''أدعم ترشيحه وأتعامل معه بجدية ولا أعارضه ونأمل ان يكون مرشحنا بعد تذليل الصعوبات الدستورية''· مشيرا الى ان دعم ترشيحه سليمان سيكون وفقا للمبادرة التي طرحها والتي تقضي بتوليه المنصب لمدة عامين واعطاء المعارضة ''الثلث الضامن'' في الحكومة وتكليف رئيس وزراء محايد· ووصف عون قائد الجيش بأنه يمثل الخط الوطني وانه كان اقترح ترشيحه في مبادرته لكن الاكثرية رفضتها متذرعة بعلل دستورية، وقال ''هناك أشياء كثيرة بحاجة إلى بحث ، لاسيما مواد الدستور إضافة إلى مشكلة الحكومة اللاشرعية وقراراتها''· وأعاد طرح مبادرته للنقاش وأبرزها تقاسم الحكومة الجديدة وفق التمثيل البرلماني الحالي (أي 55 % للأكثرية و45% للمعارضة) وقال ان السيناريو المحدد يمكن بحثه مع سليمان، وأشار إلى ان المعارضة ستعود للاجتماع بداية الاسبوع المقبل لتحديد خطوات عملية سلمية لتحركها على الارض وإسقاط الحكومة في حال عدم حصول تفاهم على انتخاب الرئيس وفق المبادرة التي سبق وطرحها· وكان النائب سليم عون الذي ينتمي الى كتلة النائب عون اعتبر طرح الاكثرية اسم سليمان بأنه مناورة لأن أقطابها لم يعلنوا موقفا واضحا من هذا الطرح''· ووافق النائب المعارض محمد رعد (حزب الله) حليفه النائب عون على المبدأ، وتساءل : ''لماذا يقدم فريق الاكثرية على ترشيح سليمان بطريقة ملتوية؟، فيما قال وزير الحزب المستقيل محمد فنيش ان طرح سليمان هو لتسجيل نقاط أكثر مما هو لإيجاد حل وإن الاداء السياسي القائم بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي لا ينبئ بمؤشرات إيجابية لأن التعاطي معه يأتي في إطار المبارزة والكباش السياسي وسعي كل طرف إلى تسجيل نقاط على الطرف الآخر''· وقال النائب عن الاكثرية بطرس حرب ان طرح اسم سليمان اتخذ منحى جديا والموضوع قيد المتابعة، وان كان كرر رفضه تعديل الدستور الذي ينص على ضرورة استقالة موظفي الفئة الاولى من مناصبهم قبل عامين من تسلمهم مقاليد الرئاسة الاولى لمصلحة شخص انطلاقا من موقف مبدئي· ونفى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ما تردد عن تهديده بقطع يده قبل تعديل الدستور، وقال ''لم أقل أبدا هذا الكلام··إنهم يقوّلونني ما لم أقله''، وأضاف ردا على سؤال عما اذا كان يؤيد سليمان مرشحا توافقيا ''هذا موضع تشاور جدي وإن شاء الله نصل الى النتيجة التي تؤمن مصلحة لبنان واللبنانيين''· فيما قال السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة بعد لقائه بري ''سليمان رجل معروف بإخلاصه ومعدنه وأثبت التاريخ ذلك والمملكة ترحب به إذا توافق عليه اللبنانيون''· إلا أن زوار بري نقلوا عنه قوله انه لم يتسلم الى الآن أي إثباتات من الأكثرية تؤكد اقتراحها بشأن سليمان وان المطلوب وثيقة مكتوبة وموقع عليها تتضمن التفاصيل، وهو مستعد للسير مع أي توافق لايصال أي شخص الى الرئاسة الاولى وفق الاصول الدستورية· فيما أوضح النائب روبير غانم (الاكثرية) أن المخرج هو ان يتقدم 10 نواب باقتراح لتعديل الدستور يقر بثلثي أعضاء البرلمان ويرفع إلى الحكومة لإصداره بمشروع قانون، بشرط عودة الوزراء المستقيلين إلى الحكومة·