الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اسرق أقل.. رجاء» للإيطالي داريو فو بإخراج فلسطيني في رام الله

13 فبراير 2013 21:14
يتناول المخرج الفلسطيني فتحي عبد الرحمن واقع الفساد المالي والسياسي والاجتماعي في المجتمعات العربية في مسرحيته الجديدة «اسرق أقل.. رجاء» للكاتب الإيطالي داريو فو الحائز نوبل للآداب وترجمها إلى العربية السوري نبيل الحفار. وقد عرضت المسرحية مؤخراً على مسرح قصر رام الله الثقافي بمشاركة 13 ممثلاً وممثلة لعب الكثير منهم أكثر من دور. وكتب المخرج في نشرة وزعت قبل العرض: «اخترنا هذه المسرحية لأنها مبدعة وجريئة في مقولتها ولأنها تفتح العيون على اتساعها لرؤية الحقائق وتحفز على قول لا لمن يخدعون ويضللون ويستخفون بشعوبهم وبالكرامة الانسانية ولأنها تعزز الأمل وحلم العدالة والحرية». وتبدأ حكاية المسرحية التي يقدمها مسرح «الفن الشعبي» من قصة فساد تتناول الأموات من خلال سعي شركات استثمار لنقل مكان مقبرة لإقامة مشاريع عليها ودفع رشاوى من اجل ذلك. وتعالج المسرحية التي قال مخرجها إنها المرة الاولى التي تقدم بالعربية بعد 30 عاما على بدء تقديمها في عدد من العواصم الاوروبية فساد الافراد والمسؤولين كل حسب موقعه وسلطاته؛ من حفار القبور الى مدير المقبرة ومرورا بمدقق حسابات على علاقة بمسؤولين كبار في الدولة لهم علاقة بالكثير من الاعمال المشبوهة واستغلال النفوذ والمنصب. وأوضح عبد الرحمن انه أجرى بعض التعديلات الطفيفة على النص الاصلي ليتواءم مع البيئة الفلسطينية اضافة الى اختصار الوقت من ثلاث ساعات ونصف الى ساعتين. وأضاف: «اختصرنا الوقت لأن الجمهور الفلسطيني غير معتاد على مشاهدة مسرحية تمتد لثلاث ساعات، اضافة الى ان الفساد موجود في كل زمان ومكان.. بالتالي عملنا على إجراء تعديلات طفيفة دون المساس بالفكرة الأصلية للمسرحية لتناسب البيئة الفلسطينية». ويستحضر عبد الرحمن في بعض مشاهد المسرحية أحداث الربيع العربي والشعارات التي كانت ترفع فيه مطالبة باسقاط انظمة الحكم وعمليات القتل من خلال إطلاق أجهزة الامن النار على المتظاهرين. وينقل المخرج وصفا لتلك المشاهد من خلال حوار بين الممثلين العاملين في مقبرة مع وجود مجموعة من التوابيت يجلس الممثلون على أحدها ويتناولون طعامهم على آخر. تنتقل المسرحية تدريجيا بالكشف عن الفساد الذي يبدأ باعتراف مسؤول المقبرة عن تلقيه الرشوة وصولا الى ابراز وثائق تدين مسؤولين كبارا في الدولة. ويشاهد الجمهور استغلال السلطة لنفوذها لاخفاء فسادها وترسل كل من يدعي وجود فساد الى مستشفى للأمراض العقلية. الممثلة الشابة مرح ياسين قدمت الشخصية المحورية في المسرحية (مريم) حفارة القبور التي تتواصل مع الأموات. وقالت بعد العرض ان المسرحية تمثل الواقع الفلسطيني بشكل كبير. وأضافت: «الحلو في المسرحية انها تقدم الواقع بدون ذكر اسماء ولم يكن سهلاً تقمص اكثر من دور في مسرحية تمتد لساعتين». وتابعت: «انا مثلت إرادة المجتمع في هذه المسرحية وبدأت من فتاة لا تعرف شيئا سوى عملها في حفر القبور لتعرف الكثير عن الفساد وتصر على محاربته». وتختتم المسرحية التي تعددت الآراء حولها بمشهد تقرر فيه مريم العودة الى عملها الأصلي حفارة للقبور مع قولها لاحد وزراء الحكومة الفاسدين «انا سأعود الى عملي الاصلي ولكننا سنلتقي قريبا لادفنك تحت التراب». وقالت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي بعد مشاهدتها المسرحية لرويترز : «دعمنا هذه المسرحية لاننا نؤمن أن المسرح أداة للتوعية والتعبير ونحن مع محاربة الفساد في كافة أشكاله». واضافت: «رغم أن هذه المسرحية مترجمه الا أن الشعوب تتشارك في نفس الهموم وكلي أمل أن تكون لدينا نصوص مسرحية فلسطينية تنهض بالمسرح الفلسطيني». وعبر عدد من الحضور عن اعجابهم بالعمل المسرحي وقال الممثل عمر الجلاد بعد العرض: «شاهدت عملا ذا قيمة يشكل اضافة الى المسرح الفلسطيني». واضاف: «كنت أخشى من طول مدة المسرحية لكن المخرج نجح في استدراج الجمهور كي يتابع العمل حتى النهاية». ورأى المخرج المسرحي الفلسطيني كامل الباشا أن هناك قصورا في استخدام كافة طاقة الممثلين اضافة الى وجود فراغ على خشبة المسرح لم يتم استغلاله. وقال: «هناك الكثير من المشاكل في العرض سواء في استخدام الاضاءة او الالوان اضافة الى كيفية الانتقال من مشهد الى آخر. بالامكان أن يكون العمل افضل». أما مخرج المسرحية فقال: «نحن في المسرح الشعبي مسرح جوال، وبالتالي نحاول ان تكون المسرحية مناسبة للعرض في أي مكان نظرا لافتقارنا الى بنية تحتية لمسارح حقيقية». واضاف: «سنواصل العروض المسرحية على مدار الثلاثة اشهر القادمة في العديد من المواقع في الضفة الغربية وسيتم الاعلان عن البرنامج في وقت لاحق». أول عرض لمسرحية كتبها بريخت قبل مائة عام عرضت لأول مرة يوم الجمعة الماضي في مدينة أوجسبورج (جنوب ألمانيا) مسرحية ألفها الكاتب المسرحي الألماني الشهير برتولت بريخت قبل مائة عام. كان بريخت (1898-1956) كتب مسودة هذه المسرحية التي تحمل عنوان «الكتاب المقدس» قبل مائة عام عندما كان في عمر الشباب. وظهرت هذه المسرحية مكتوبة عام 1914 حيث نشرت في صحيفة للطلاب كان اسمها «الحصاد». وقالت يوهانا شال حفيدة بريخت التي قامت بعرض المسرحية في مهرجان عن أدب وفن بريخت أقيم بالمدينة : «عندما سئلت عن المسرحية لم أكن أعلم بأنها لم تعرض من قبل مطلقا على خشبة المسرح». وتدور أحداث المسرحية عن قوة عسكرية من الكاثوليك يحاصرون مدينة بروتستانتية في هولندا. ويطالب الكاثوليك أهل المدينة بالتحول إلى عقيدتهم الكاثوليكية، وبأن يقدموا فتاة منهم إلى قائد الجيش الكاثوليكي لليلة واحدة. وعندئذ يطرح السؤال نفسه على سكان المدينة: إلى أي مدى هم مستعدون لتقديم المزيد من التنازلات، لينقذوا مدينتهم؟. ورأت شال أن المسرحية لا تعبر بعد عن جدها بريخت في مرحلة النضوج، وعقبت بالقول: «من الملاحظ تماما أن كاتب هذا العمل شخص ما زال في طور التجربة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©