الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخطاب النسوي في أفقه الجديد

الخطاب النسوي في أفقه الجديد
18 فبراير 2013 16:41
هل استطاعت المرأة أن تؤسس خطابها الثقافي الخاص، بعيداً عن النسق الذكوري المهيمن؟ وإذا كان الأمر كذلك؛ فما هي مميزات ذلك الخطاب، هل أبدع سمات أنثوية خاصة أم ظل يتحرك في أفق جنس الخطاب المنتمي إليه إبداعياً؟ ثم هل لذلك تجليات على مستوى الخطاب النسوي العربي، بصفة عامة والخليجي بصورة خاصة؟ في تناول الخطاب النسوي والحديث عن أفقه الجديد، ثمة نقاط ارتكاز أساسية لا بد من التأكيد عليها، تشكل في مجملها مهيمنات أو نقاط استناد تقدم صورة شبه عامة عن الطريقة التي ينظر بها إلى الخطاب النسوي. د. أمينة ذيبان ينقسم الخطاب الكوني أو الوجداني أو العالمي إلى مسألتين، في عرفنا، ليس بينهما اتصال، وهما: الخطاب الأنثوي في مقابل اللا- أنثوي وتعني لا نسويه أو لا أنوثة، ثم نبني أفقياً المحصلة التالية: الخطاب الذكوري أي عكس الخطاب الأنثوي. ولا تعني النقيض فقط وإنما الضد، بمعنى نسوية الطرح تقابلها لا نسويته، أما الذكورة فهي الضد تماماً. والفلاسفة في علاقتهم بالأنوثة والذكورة ليسوا سواء. فقسطنطين، المفكر اللاتيني، مثلاً؛ ليس مهتماً بالمرأة وإنما بالحوار المهني، وعلى شاكلته أدباء أوروبا من الرجال منذ بداية مشروع التنوير الثقافي. وثمة في هوامش بعض المفكرين من يرى أن أراغون الفرنسي لم يتغزل في زوجته وحبيبته إلسا أو إلزا، وهي من المغبات السائدة، فنفسية الفرنساوي تعني حبه لوطنه الأم وهي الأرض الجميلة مثل وادي الألب وحجر زوايا المسيسبي القديم في قصص الأميرة أوراني، أو كما هي في كتب الفجور الصغيرة؛ كأن نكتب عن زوايا البيت مثل الدمية، الوردة، زوايا الغرفة، الأخلاق الداخلية في البيت.. أو نقرأ للمسيسبي من زوايا العبودية للمرأة، وهكذا مع أغاني البوب أو حديث السيادة الصغيرة في متاهة السلك في المسيسبي، وأيضاً في مدرسة الأطفال صغير يتألم من الضعف في قراءة الجمل الصغيرة ويعبر عن ألمه، كل هذه نسويات وأوهام صغيرة.. ولكن الألم في حقول الموت الأنثوي (ونعني به مفاصل القراءة الجديدة والقديمة للإنسان الآخر مثل الحب والصداقة وغيرها)، فَقَدَ ما يعرف بالرديف أو المستوى النفسي الداخلي للإنسان كما في نصوص الينزر أو كما يقول ليز أو دريدا مفتعل الرؤى التفكيكية الحديثة.. ومنها أن نقول «سقوط الآخر المختلف» أو «نفسي تسقط و أراها في ممشى الطريق»، ومنها أيضاً «أزهار الشر»، وأعتقد أنها لمثير أو لمدرسة الأوهام الحقيقية مثل بودلير. من ثم، ندخل عبر الخطاب النسوي، في جلباب أو عباءة القارة السوداء، لنرى مئوية الحدث في سقوط ما يسمى بالحدث الإنساني أو الوهم العرفي للإنسان (الأنثى) في مجزرة العبودية والرق والبيع والشراء، وتحول الطفولة إلى شحنات من البواخر تسافر ولا تعود؛ في تلك التجربة الرهيبة يفصل الرضيع عن أمه في عمليات تنسيق مع تجار الرقيق، ليجري ترحيله إلى القارة البيضاء في أوروبا وأميركا وحتى إسبانيا وإيطاليا عبر الجزائر قديماً التي لم تنفصل عن هذا المشروع، ناهيك عن مرافئ الرقيق في كندا والولايات المتحدة لخدمة الأساطيل والفنون، وكلها عورات حقيقية في الإرث الإنساني الغربي.. ثم يأتي من يقول إن النسوية هزيمة وليست قوة. إن النسوية في الحقيقة تتموضع بين هذا كله، بما في ذلك استنزاف الحريات العالمية باتجاه الاتجار بالمرأة والصغير والأنثى والرجل من حضن والدية إلى سوق البيع والشراء وكأنه حيوان. هناك أيضاً مئوية الدرس الآخر التي تتحقق بمعرفة ما يمكن أن يسمى «نسوية الذكور» في قضايا بيع الرقيق بقصد الدعارة أو الاتجار بالوهم، والخلل في الفنون والمراسيم الوطنية مثل إغراق الفن بالطاقة الإفريقية.. ولنا في أسرة جاكسون خير دليل، فهو ابن امرأة سوداء قيد وهو طفل إلى حلقة القمار ثم الفن ثم الرقص ثم الموت صغيراً... رقّ في رقّ في رقّ... وهذه هي النقطة التأسيسية الأولى. مشروع واضح ثانياً: رؤية المشروع النسوي في أصولها متطورة وهي أنثوية بدرجة عالية؛ كالقول إن المرأة تقف على وتد منخفض وتسعى إلى النهوض أو التجارة بما هي عليه في أزمنة الإنسان المعروف بالمرحلة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، والأخرى هي أيضاً متطورة أو غير ذلك.. وهكذا يتفق الرأي على مرحلة الإنسان المتطور أو غيره ونحوه وبه ومنه، كأن نقول هناك إنسان لا يعرف حضور التاريخ العربي في مقارنه الأوروبي أو السائد وهناك من يعرف الاثنين. ثمة هيمنة ينطوي عليها مثل هذا الخطاب؛ الأولى هيمنة إسلامية والثانية عالمية أو هكذا نقرأ في مفاصل الحدث اليومي في النهار والليل أو في كل وقت من هذا العام الهجري والميلادي والأخير أقوى. أيضاً، الوضوح في المشروع الأنثوي النسوي يقوم على مفاصل الحياة الحديثة والتطور اليومي في حدثه، سواء نظرياً أو إنسانياً أو غير ذلك، مثل: تطور النقود يقود إلى مفاهيم السرقة والنفوذ، والإنسان هنا بين همّ الحفاظ على الحقيقة أو النفاق. فتبقى النسوية فساد في بعضها بياض في الآخر، وهكذا هناك جانب واضح وجانب غامض في تطور النسوية مثل النقود أو العملة. هي متطورة كل يوم ولكن بها قذارة أو اتساخ. خطاب التماثل ثالثاً: التماثل في علاقة المرأة بالنساء؛ بمعنى الانتصار لمفاهيم القرآن أحياناً ومفاهيم الغرب أحياناً أخرى. والحديث في مسألة التواصل الإنساني بين الأديان قديم ولكن الجديد هو محصلة الفضائل في كل ما هو ديني. في الإسلام، مثلاً، هناك مفهوم مثل تغطية الرأس وهناك مفهوم القراءة الأولى للحجاب على أساس أنه لم يفرض أو فرض.. ليس هذا هو المهم، المهم قدرة هذا الغطاء على تحقق النخبوية في العلاقة مع الإسلام كأن أقول لا يوجد نساء أو لا توجد قراءة حقيقية للإنسان بعد هذا الرأي.. وهكذا يبقى الاتساع مرمى الريادة ونحوه من فضائل متطورة أو منفصلة عن اليقين الأول وليس النبوة فقط، وإنما ذكورة الكائن في الإسلام وتفضيل الرجل عشرين درجة على المرأة أو المساواة في الطعام والكلام واللغة والفرص والنتيجة والقيام للمساجد أو البقاء في المنزل أو نحوه. كلها أسئلة يدشنها القرآن لعشاق المجادلة أو أصحابها. إذاً فكرة الخطاب أو نحوها ليست سجادة الصلاة، وإنما هي في انتصار الحرف أو اللغة أو حتى المخاطبة أو لغة التضاد من جهة ثانية. والحال إن المسألة تقف في اللغة الإنسانية لمحاورات وقضايا المرأة، وهي كذلك عند معظم مفكري العرب ومنهم: فتحية العسال رضا لأسطى، ونوال السعداوي في قضايا النساء، وصبري حافظ في تحليله للخطاب النسوي العربي الغربي الأسطوري والجاد والحدث اليومي، ومريم نافع، وعلى مستوى قوي، زكي طليمات وهدى بركات. لا ننسى أيضاً المغرب بنضال نماذج مثل فاطمة المرنيسي... وغيرهم. في أوروبا، يقيناً، لم يتقدم الخطاب النسوي أكثر من انديانا أو نحو ما هو متقلب في المسألة النسوية. الخطاب النسوي لم يأت منفصلاً وإنما متصلاً مع حركات الشعوب نحو التحرر والاشتراكية وهي من عناصر المساواة وغيرها وهكذا.. من القمع إلى اليقين رابعاً: هناك رؤيا للخطاب المنفصل أو الذكوري العميق والقوي والقائم على الفكر المتحكم القمعي المناهض للاستعمار. والخطاب الذكوري في الأصل مرادف لليقين المؤمن بالقمع؛ قمع المرأة في المدرسة والجامعة والمنزل و السوق والعمل بكل أشكاله و وجدانيته، و قمع ما هو متطور أو غير متطور ونحوه، وقمع المشاكل الأنثوية، واتخاذ العبيد ونحوهم في ضلالات القوة والنصر أو الانتصار والظمأ والخطاب الذكوري منفصل تماماً عن الخطاب النسوي أو أحادية التعميم والاكتتاب (أهم مثال هنا يقدمه لنا عهد ستالين الذي يمثل الخطاب القمعي الكامل). أما خامساً، فهي أن الخطاب النسوي ضدي، عكس التيار، صعب، مهمش، غير متطابق مع الأفكار السائدة والتقليدية.. ثم إنه غير مُدرَك شفهياً، وغير مقنن، ثم أيضاً هو غير مدروس ومستبطن أي يعتمد على فكرة المقولة وليس التواصل الدراسي. مثال: من يريد أن يدرس في اطروحة فكرية قضية مثل: المرأة تعرية أو غطاء؟ الجواب لا أحد!. وفي حال رغب المرء في استعراض آراء بعض من تحدث في هذا الاتجاه مثل سيمون دي بوفوار. يجد أن هجمة المثقفين هجمة المثقفين، ومنهم سيمون دي بوفوار، لا تشكل إلا تناقضاً حقيقياً لدور المرأة، وهي غير ذلك في لبها، لأنها تنطلق من كونها فيلسوفة وليس امرأة، بمعنى أنها تمتلك أو تتوافر على تقنية علمية مدركة كغيرها من دعاة الخطاب الوجودي والفلسفي الحقيقي. حوار سيمون دي بو فوار متطور وليس نسوي، فهي لم تجد نفسها في المرآة. في حالة المثقفين، يمكنني القول إن سيمون دي بو فوار تقود ارتجالاً عالمياً باتجاه المعرفة العلمية الوجودية للمرأة بكل أشكالها كطاهية للبن أو قارئة في المدرسة والجامعة أو امرأة متفلسفة أو متثقفة، فـ (المثقفون) هي رواية موت الثقافة وكتاب المعرفة الواحد في حقيقة العلم الإنساني والوجودي، كما أنها ظلال سارتر. خارج الحصن المعرفي سابعاً: الخطاب الديني والعربي قويان، ولكنهما خارج الحصن الحقيقي للمعرفة؛ بمعنى أنها شرائع محكمة ولكن لا تشكل انتشاراً، فما يقرأ في الأزهر هو ما يقرأ في مكة المكرمة والعكس صحيح، وكلاهما قيود متطورة وأمثولة غير متقنة في معرفة حقائق الوفاق العربي ونحوه. وثمة مثال متطور من مصر في عصر الرافعي، وهو الكاتبة اللبنانية أو الفلسطينية مي زيادة، تقول: «في المرأة (معرفة ودجل). أكتب رسائلي إلى جبران من وحي (الحرف العمومي) وهو غير ما يكتب الرجل. ومنه: «حبيبي البعيد لو اقتربنا لكنت أقرب إلى من نفسي ومن وحي المعرفة وأنت بعيد، هو السر في امتناني وبقائي وتماثلي للمعرفة والمدرسة والبيت... وما هذا إلا «حب». في النثر السابق تحديد لحالتين هما: الحقيقة أو الكذب لامرأة تناضل بالكلمة العامة والحرف من أجل قضيتها، وهي هجر حبيبها لها أو عدم رغبته في العودة أو اللقاء، وتلك قضية. ومي زيادة، تعرّف بأنها امرأة وهبت نفسها لصديقها المسافر الغريب المهاجر الذي ربما لا يعود جبران خليل جبران، وهو من صنف الكتاب أو مثلهم، وعرفته بأنه المنقذ لآلامها والقريب منها. وهو أحادي منهمك في نفسه وتطويرها. وهي قريبة منه بطبيعتها كامرأة وغيرها ثم تبحث عن نفسها في لغته وعلمه وكلمته، وهو خطابها المعرفي. الرجل الذي هجرها أو تدانى وابتعد وحالها كثير في تلك الفترة مثل جبران نفسه الذي هاجر وعاد وكتب بالعربية النهج المختلف وغيره كثير. وخطاب مي نسوي متدفق ومعرفي عميق. أما نزار قباني، فكان، رحمه الله، مسكوناً بحديث الغياب والحضور أو متطوراً مع منظور الصدفة العذرية، البكارة، الكشف، المرأة الجسد، وهو غير ذلك.. لكنه شاعر بمعنى الكلمة مثل قيس، وقيس ليس متدلهاً بالنساء، وخطابه للمرأة حضاري وأصولي شفاهي وليس ملتزم.. لكنه إنسان جميل. الدراسات النسوية.. قادرة في مسألة الدراسات النقدية النسوية والدراسات الثقافية، تبدو الدراسات النقدية النسوية قادرة على المثول قبل الدراسات الثقافية والخطاب الثقافي. الدراسات النقدية النسوية هي ما تقدمه بعض الفصول واللغات في مناهج المدارس المتفاوتة من علاقات: علاقة بين الإنسان وذاته والإنسان والآخر في علوم متفاوته (الفلسفة أولاً وعلم الأفكار والمنطق وعلم الجذور أي الأنساب وعلم الثقافة الحرة وعلم الاجتماع والانثربولوجيا والسسيولوجي وحرفية الآداب واللسانيات ونحوها والأدب المقارن وليس الروائي أو الشعر وقواعد اللغة وعلم اللغات).. وهنا أرى انسلاخاً متكاملاً ومرئياً بين علوم العالم برمته، بما في ذلك التاريخ والسجع وعلوم أو دراسات النقد الأنثوية، ولا علاقة مدركة بين الاثنين، وهكذا... أما بخصوص الخطاب النسوي، فيستفيد من المناهج السائدة كالماركسية وهي قديمة، والاقتصاد الحر والمنهج الليبرالي، وهو منهج رأسمالي في أساسه، منسق وطويل. في علم البنيوية الاتجاه منهجي وعقيم مثل تحليل الفضاء إلى نجوم وقراءة القصيدة منفصلة عن مناخها، ويقابله المنهج الشمولي الرجعي وهو عقيم أيضاً.. وهناك مناهج التدوين، أي كل ما يكتب ويحلل وليس المشافهة.. ومثلهما المنهج التفكيكي الذي لا يستطيع هو الآخر أن يفك بُنى النساء ولكن يشبه إلى حد ما عصا تستطيع قراءة الداخل بالضرب المبرح. الخطاب النسوي.. مجالات التطبيق النسوية هي إدراك وتناظر، وهي تقلب في التطور الفكري والنظري وربما العيني لما يسمى باضطهاد المرأة، في غالبٍ من التراجع الذي يقود إلى عذاب المرأة منذ طفولتها أو نشأتها حتى نهاية أمرها. النسوية هي ما يمكن أن يقال عنه؛ التفريق بين أطروحة المرأة و ربما قضيتها وفكرة القبول بالواقع. نرجسية الفكرة، وتعني أصول تطبيقها أو قراءة مسودة الحديث عن الفكر النسوي المتطور في بعض دول العالم ومنها: أميركا و بريطانيا، ودول العالم الأول ومنها: فرنسا و روسيا و السويد التي تعتبر الأكثر تطورا في قوانين الاضطهاد ضد المرأة. أجد أن قراءة النسوية في فرنسا، مثلاً، أكثر جدوى من معرفتها في أميركا بشقيها؛ الشمالي والجنوبي، وهي أيضاً متطورة في بقاع أوروبا والأردن وبعض مدن الشمال الأوروبي مثل السويد. الخطاب النسوي، إن شئنا، أو النسوية، هي امتعاض الراهن والرغبة في التطوير. والحديث هنا ليس في الفكرة وإنما هو افتراض يقوم على أن دراسة الشعوب الحديثة و المتطورة تقود إلى قراءتين للموسوعة النسوية أو الخطاب النسوي: الأولى؛ تفترض أن النسوية هي ما نراه ضد التفرقة والعنصرية والاضطهاد، كأن نقول إن المرأة في البيت تساوى الرجل أو الذكر في الحقوق والواجبات، أو إن التعليم متشابه وفرص العمل ممكنة للإثنين وأن الحياة متساوية في الجنس والشعائر والملابس والحريات والدخول والخروج والمسؤوليات البيتية مثل قراءة فرص الملكية و الملكية المضادة و هكذا. أيضا يمكن القول إن المرأة في تطورها و تشعب أفكارها ليست أنثى مطلقة وإنما هي تعبير كوني عن فداحة الحرية وليس الاغتراب وإنما انطلاق نحو ما يمكن أن نسمية قراءة المرحلة الدونية من عمر النساء في عصور الظلام أو معرفة الخلل الحالي المدرك في علاقات الدول بالنسوة في كثير من المجتمعات البدائية في إفريقيا وآسيا. في الهند على سبيل المثال هناك بعض الفئات تحكم على النسوة بالعمل الدوني كالتنظيف أو حرق أجسادهن في حالة فقدان الزوج و العائل أيضا العهر وبيع الأجساد الرخيصة القتل الاغتصاب الإباحية القاتلة و هكذا. في رأيي لا توجد امرأة إلا وتبكي وضعها في بوميي فكيف بمناطق الهند ألأكثر اضطهاداً وجهلاً وتفشٍ للأمراض ونحوه. مكمن القوة إن المرأة بشفافيتها عكس ما يطرح وهي بقدرتها عكس ما نقول، وهكذا يمكن تسليط الضوء على ثلاثة نقاط جانبية: 1- الفكرة الحرة في قضية المرأة و بالتالي مشروعية تطورها أو تزاحمها أو تجذرها تكمن في فكرة تأسيسها، وفي التأسيس، وفق فوكو، يبنى خطاب المعرفة و في غيره يمزق خطاب الذاكرة المعرفية، بمعنى أن التأسيس في المعرفة رهن التطور المعرفي والعكس صحيح. مثال ذلك القول إن في القرآن حجة أو العكس، فعلى هذا القول نؤسس أو لا نؤسس معرفياً.. كذلك هو الحال في الفكرة الحرة نحن أمام طرح مزدوج أو معنى قمعي أو فلسفي أو انتهازي أو ملهم أو غير ذلك.. أي أن فلسفة العلم هي النهوض و عكسه التردي، وهكذا يتطور الطرح أو يقترب من تداعي المستحيل لأن الصدفة لا تخلق برهاناً وإنما هو ما تخلقه الحقيقة، وهي حقيقة الذاكرة وليس الفراغ. في قيم المعرفة والرؤى الحقيقية بخصوص النساء نقول إن الخطاب النسوي في جملته مضطهد، و هو ما يعرف بخطاب الفراغ، إن شئنا، وسط علمية الطرح و مروعة التفكير في كل ما يمكن أن نسمية بالفكرة التي تتطور باتجاه التأسيس، و هي فكرة حرة وغير مستبعدة. إن النسوية فكرة متحررة في اصلها مستغلة في مجملها. وهي ترى أن البعد الإنساني غير مجهد وغير مذكور، كالقول في قراءة المحاسبة ،مثلاً، إن الرقم (6) لا يعني كثيراً، وهو كلام لا أصل له، ثم القول في موضوعة المرأة إن المرأة في المحصلة تبقى ذكراً في حوارها المتطور أي أنها تخرج إلى العمل ليس بظفيرة ولا قبقاب وإنما بزي رسمي لنقل إنه البذلة الرسمية في أوروبا حيث يتأسس الخطاب النسوي. انتصار لا هزيمة المرأة وخطابها انتصار وليس هزيمة لمعرفية القراءة أو المعرفة الدونية في علم الحداثة. على صعيد الحياة الحديثة هي ماهرة في التصنيع وشاطرة في الدراسة ومتطورة وحاصلة على كل ما هو مدرج وغير ذلك.. وعليه، ليس من الطرح الفكرى والمعرفي أن نتصور أن المرأة نصف الرجل أو أن عقلها مسطح، ولكن معرفياً وإدراكياً هي في حدود التواجد أو في غيره. ثمة نقطة مضافة هنا، هي أنه لا يوجد في علم النساء وعالمهن ما يمكن أن يؤدي إلى مماطلة الدرس النسوي، أي معرفية القراءة لا تعني الجودة أو الرفعة وإنما هي الممارسة الحرة للأفكار أو النهوض بمدرسة العلم المتحرر من الأخطاء (التابو ليس له علاقة بالخطاب النسوي وقد نفسره فيما بعد بالتحرر الكامل في الجنس والممارسة الفكرية.. الدين مستبعد لأن الدين ليس ضد المرأة ولكنه مستبعد تماما من عقلية الرجل. أما السياسة فهي في قلب الخطاب النسوي (الحضاري) أي كل أنواع السياسة حتى علاقة مارجريت تاتشر بالعرش أو الوزارة أو التسلط هي متمكنه لكنها تستغل قدرتها في القيادة. إذن تاتشر كانت امرأة تصارع من أجل السيادة، وهي في طرحها السياسي تطرح نسويتها وهكذا). في العالم العربي، فإن الخطاب النسوي دون المستوى، وهو مرتكز على شعارات الجودة القديمة، وعلى إرث النسوية المضطهدة في علاقات الزواج المتكرر، والدونية المستوردة في علاقات العمل من حجج التطور كالقول إن الآلة رفيقة المرأة أو الخياطة. وهي أيضاً أسيرة الانحراف النابع من الفقر أو دونية العيش والزوج المشترك والبغاء وبعض الممارسات العنصرية و هكذا. في أوروبا، المرأة مستهجنة بقدرتها على الصراع اليومي، وهي عكس نساء العالم العربي أو حتى العالمي، فالمرأة تكتب بحرية وتتواجد في كل مكان وتصارع من أجل الحياة وليس العيش. وحتى في الخطاب النسوي تبدو النسوية مهمشة كفكرة قوية تطبيقياً، وهي عكس ما يعتقد الخطباء؛ من أنها تعني أن النساء في متاهة أو مقلوبة الفكرة التي تدعو إليها على سبيل المثال حليفة النساء الطاغية اونانسيس كيندى مثلا في فكرة المقولة إن المرأة ليست مدرجة في ما هو مذكور في الدساتير؛ فالحرية هي أن نستبعد المرأة الصغيرة و نستغل المرأة الأكبر منها وهكذا... لذا فمعظم النساء في نموهنَّ الفكري دون الوعي الحقيقي لمقولة الفكرة النسوية الكبرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©