الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكارت الأبيض»..البداية في دبي تنتظر التطبيق العالمي

«الكارت الأبيض»..البداية في دبي تنتظر التطبيق العالمي
12 فبراير 2015 22:00
أنور إبراهيم (القاهرة) مازال اقتراح تطبيق عقوبة «الطرد المؤقت» من خلال «كارت أبيض» يشهره الحكم في وجه اللاعب المعاقب، في طور التجريب عند مسابقات الهواة وبعض مسابقات الناشئين في أوروبا، وهي العقوبة التي يؤيدها بشدة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.. مجلة «فرانس فوتبول» طرحت على صفحاتها اقتراح تطبيقها في كرة قدم المحترفين من خلال تساؤل: هل الكارت الأبيض أو البطاقة البيضاء فكرة جيدة فعلاً؟، وهل كرة القدم يصلح فيها «الطرد المؤقت»، كما هو الحال في بعض اللعبات الأخرى؟ في البداية، ألقت المجلة الضوء على حقيقة هذه العقوبة التي تعطي للحكم الحق في توقيعها على اللاعب المخطئ بالطرد لمدة عشر دقائق وقالت إنه يجرى تجريبها بالفعل منذ سنوات وتحديداً من 2008 في مسابقات كرة القدم للهواة ودوري المناطق والأقاليم. واستطردت متسائلة: ولكن لماذا يريد ميشيل بلاتينى تطبيقها على مسابقات المحترفين؟، وأجابت أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أبدى منذ فترة طويلة اهتمامه بهذه الفكرة أو الاقتراح من جراء ما أثار حفيظته وغضبه الشديد نتيجة للتعارض الشديد في قرارات الحكام وتباينها من مباراة إلى أخرى، ومن حكم إلى آخر. ونقلت المجلة عن بلاتيني ما قاله لصحيفة «آس» الإسبانية من أنه سوف يغير لائحة فرض العقوبات في الملعب على لاعبي الكرة لتصبح مثلما هي في مباريات الرجبي بمعاقبة المخطئين بالطرد لمدة تتراوح بين عشر وخمسة عشر دقيقة، وهكذا يمكن للفريق المنافس أن يستفيد في الحال من هذا الطرد المؤقت أثناء سير المباراة، بدلاً من منح كارت أصفر فقط، مشيراً إلى أنه قد حان الوقت لانضاج هذا الاقتراح. وكان بلاتيني قد طرح الفكرة في ديسمبر الماضي خلال افتتاح المؤتمر الرياضي الدولي في دبي، مشيراً وقتها إلى أن البطاقة البيضاء تقلل التوتر بدرجة أكبر من مجرد منح بطاقات صفراء أو حمراء خلال المباريات، مشيراً إلى أن مدة الكارت الأبيض عشر دقائق وعلينا أن نقنع «الفيفا» الذي ما زال متحفظاً ومتردداً بهذا الاقتراح. والحقيقة أن الفكرة هي فكرة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يرأسه بلاتيني، وأنه سيتم تجربتها على بطولات الناشئين تحت 17 و19 سنة وأيضاً عند المنتخبات الأوليمبية، وفي مسابقات الدوري في الدول الأوروبية دون أن يتم تحديد جدول زمني لهذا التطبيق ودون أن يقدم الاتحاد الأوروبي طلباً رسمياً بهذا المقترح إلى الفيفا، وأن كان من المقرر أن تتم مناقشته مرة أخرى بالتفصيل داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي في الربيع المقبل. وألقت المجلة الضوء على كيفية تطبيقه حالياً على مسابقات الهواة، وقالت: غالبية الروابط المحلية والمناطق تتفق على الطرد لمدة عشر دقائق وهي تعتبرها عقوبة وقائية ورادعة، وأنها ليست بديلاً للإنذار بالكارت الأصفر أو الطرد بالكارت الأحمر، وإنما هي تلبي علاج مسألة التعارض الشديد في القرارات التحكيمية. وتقضى هذه القاعدة أيضاً بعدم جواز استبدال اللاعب المعاقب بها أو تغييره وإشراك لاعب بدلاً منه، ويظل اللاعب المطرود وفقاً لهذه القاعدة تحت سيطرة الحكم وهو جالس على دكة البدلاء ولا يمكن استبداله خلال فترة العقوبة، وبعد انتهاء العشر دقائق يكون لمدربه الخيار بين إنزاله الملعب مرة أخرى أو استبداله بلاعب آخر. وفي حالة العودة إلى ارتكاب نفس الخطأ أو خطأ مشابه يحصل اللاعب فوراً على بطاقة حمراء ويطرد نهائياً. كما أنه لا يجوز توقيع هذه العقوبة على أكثر من ثلاثة لاعبين من فريق واحد وإلا تطلب الأمر إيقاف المباراة. وعن كيفية استقبال خبراء كرة القدم لهذا الاقتراح قالت المجلة إن فريدريك أنطونيتي أحد كبار المدربين من خبراء اللعبة المخضرمين معجب بهذه الفكرة، ويؤكد أنها ستوفر المزيد من العدل والانضباط لأن اللاعب قد يحصل على إنذارين على خطئين مختلفين تماماً، أحدهما بسيط نوعا ما والآخر أقرب إلى الطرد ولهذا ينبغي أن تكون هناك عقوبة وسط بين الإنذار والطرد. وأضاف: كثيراً ما نختلف على خطأ ما، وما إذا كان يستحق إنذاراً أو طرداً، وقاعدة الطرد المؤقت بالكارت الأبيض تمنح الحكم أكثر من اختيار وأكثر من إمكانية لاتخاذ القرار الأقرب إلى الصواب. أما سيدريك باربوزا عميد لاعبي الدوري الفرنسي فيبدي استحسانه للفكرة ويقول إنها ستهدئ الأمور وستكون مفيدة في بعض المواقف، بينما البعض الآخر المعارض للفكرة يرى أنها ربما تمثل عبئاً إضافياً على الحكم، فالتحكيم اليوم لم يعد سهلاً واللعب أصبح أكثر سرعة وبعض قوانين اللعب معقدة وتحتاج إلى تفسيرات، ولهذا ربما يكون من الأفضل شرح قواعد التحكيم السارية للحكام حتى يفهموها جيداً أولاً. وواصلت المجلة طرح وجهة النظر المعارضة للاقتراح، بقولها إن تطبيق قاعدة «الكارت الأبيض» قد يدفع الفريق الذي قل عدده إلى إبطاء سير اللعب وتجميده لحين نزول اللاعب مرة أخرى، ولكن المؤيدين يردون بقولهم إن المبادرة تأتى من الفريق الذي يلعب كاملاً فعليه إسراع إيقاع المباراة والضغط على المنافس والاستفادة من تفوقه العددي، أما بالنسبة للفريق الناقص عددياً فإن الطرد لمدة عشر دقائق أفضل كثيرا من الطرد حتى نهاية المباراة. واختتمت المجلة تحقيقها بالإشارة إلى ما قاله «برونو ديريان» أحد المسؤولين في قطاعات الهواة التي طبقت هذه القاعدة الذي قال: أهم شيء أن يعود الهدوء إلى الملعب فاللاعب المطرود لعشر دقائق قد يسمح بالحد من العنف خلال المباراة. ورداً على تساؤل أخير عمّا سيكون عليه الموقف إذا ما حصل حارس مرمى مثلاً على هذه العقوبة، وما إذا كان يتعين أن يستبدل بصورة نهائية أم يحل محله لاعب من الفريق في حراسة المرمى طوال فترة الدقائق العشر، قال فريدريك أنطونيتي: على المدرب أن يحدد اختياره وله الحرية في ذلك.. وعلى أية حال فإن أي مبادرة تسهم في تطوير كرة القدم في الاتجاه الصحيح هي مبادرة تستحق أن نطبقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©