رحب أهالي منطقة الوريعة بتحويل وادي الوريعة إلى محمية طبيعية، في حين لفتت رزان خليفة المبارك العضو المنتدب لجمعية الإمارات للحياة الفطرية أن المحمية ستنضم إلى قائمة أهم 200 منطقة بيئية في العالم• وفي هذا الإطار، رحب أهالي المنطقة بالخطوة التي اتخذتها حكومة الفجيرة لتحويل وادي الوريعة لمحمية طبيعية، ووصفوها بالخطوة الممتازة للمحافظة على المعالم الطبيعية لهذه المنطقة التي تتوفر بها الكثير من الخصائص الطبيعية والتضاريس المتعددة• ولفت سعيد راشد الذي يتردد على الوريعة باستمرار إلى أن هذا المشروع سيجعل الوريعة في مقدمة المناطق التي تحافظ على طبيعتها البكر وسوف تنجو من زحف المدنية والضوضاء وستكون ملاذاً للباحثين عن الطبيعة والجمال والهدوء• من جهتها، قالت رزان خليفة المبارك العضو المنتدب لجمعية الإمارات للحياة الفطرية إنه و''بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة وجدنا أن وادي الوريعة يتمتع بخصائص متعددة وأهمية بيئية متميزة أهمها وجود الحيوانات البرية النادرة مثل الزواحف والبرمائيات واللافقاريات والطيور والنباتات''• وأضافت المبارك أن محمية وادي الوريعة ستنضم إلى قائمة أهم 200 منطقة بيئية عالمية للصندوق العالمي لصون الطبيعة الأمر الذي يعني أهمية هذه المحمية وتأثيرها الإيجابي على البيئة والحياة الفطرية• من جانبها، أعربت كلثم الكوهجي رئيسة مؤسسة ''اتش اس بي سي'' لخدمة المجتمع عن سعادتها بمساهمة بنك ''أتس أس بي سي'' في هذا المشروع الحيوي من خلال تقديم الدعم المادي الذي يتجاوز المليون درهم ونشر التوعية البيئية لعملاء البنك والمستفيدين من خدمات المؤسسة التي تركز في المقام الأول على إيجاد ثقافة تهتم بسلامة البيئة• وكانت بلدية الفجيرة أعلنت في 27 أبريل الماضي اعتماد وادي الوريعة كأول محمية جبلية طبيعية على مستوى الدولة تمتد على مساحة 129 كيلومترا مربعا، وتقع على بعد 35 كيلومتراً شمال مدينة الفجيرة وتتميز بغزارة المياه والمناظر الخلابة والطبيعة البكر• وأوضح محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة خلال الإعلان عن الوريعة كأول محمية طبيعية في الدولة، خلال مؤتمر صحافي الاثنين الماضي، أن وادي الوريعة يتمتع وفق القانون رقم 2 في عام 2009 بالحصانة التامة في مواجهة جميع الأنشطة التي تهدد الحياة البرية والتنوع البيولوجي كالصيد والرعي وقطع الأشجار وما إلى ذلك من أنشطة تلحق أضرارا بالبيئة، وفي المقابل يشجع القانون ممارسة الأنشطة التقليدية التي كان ولايزال أهل المنطقة يزاولونها كجمع العسل والأعشاب ذات الاستخدامات الطبية، وتشجيع السواح لزيارة هذه المنطقة والاستمتاع بطبيعتها الخلابة• وأوضح الأفخم أن هذا المشروع يضاف إلى المشاريع الثلاثة المتعلقة بالمحميات البحرية والتي تم إنشاؤها العام 1995 في مناطق الفقيت وضدنا والعقة لتوفير الملاذ الآمن للكائنات البحرية• وكان صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الفجيرة أصدر في فبراير الماضي المرسوم رقم 2 لعام 2009 بتخصيص منطقة وادي الوريعة كمحمية طبيعية لتصبح بذلك أول منطقة جبلية محمية في الدولة وتمتد إلى وادي زكت وحتى وادي مقصد والسودية شمال الفجيرة• ونظمت جمعية الإمارات للحياة الفطرية بعد إعلان الوريعة محمية طبيعية رحلة شارك فيها الصحفيون لزيارة المحمية والاطلاع على معالمها الطبيعية، خاصة شلال الوريعة الذي تصب مياهه في البرك الطبيعية التي يصل عمق بعضها إلى 3 أمتار وتحيط بها أشجار ونباتات جبلية، حيث الماء لا ينقطع على مدار أيام السنة وتزداد كميته مع سقوط الأمطار، حيث تصل قنواته المتفرعة عن المصب الرئيسي إلى مزارع النخيل التي تبعد مسافة 10 كيلومترات عن الشلال• وأظهرت الأبحاث والدراسات التي قامت بها جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون من الصندوق العالمي لصون الطبيعة أن هناك 300 نوع من النباتات تعيش في هذه المنطقة، بعضها يعيش في المناطق الرطبة مثل نبتة الأوركيد، بالإضافة إلى 73 نوعاً من الطيور، و74 نوعاً من اللافقريات و17 نوعاً من الزواحف والبرمائيات، بالإضافة إلى أنواع متعددة من الحشرات، كما تعتبر المنطقة مأوى مثالياً لعدد من الحيوانات البرية النادرة مثل الطهر العربي•
عدد اليوم
