مشرف يخلع الزي العسكري ويدرس رفع الطوارئ

خلع الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف أمس بزته العسكرية مسلما قيادة الجيش لخلفه الجنرال اشفاق كياني، قبل أداءه اليمين الدستورية اليوم بصفته رئيسا مدنيا، مصرحا أنه يدرس رفع حالة الطوارئ· ورحبت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو بخطوة مشرف، كما رحبت الولايات المتحدة وألمانيا في أول رد فعل دولي، وجددتا المطالب بعودة الحياة الديمقراطية· في نفس الوقت أعلن الجيش الباكستاني استعادة السيطرة على وادي سوات معلنا مقتل 220 متمردا· وسلم مشرف قيادة اركان الجيش خلال مراسم خاصة اقيمت في مقر قيادة القوات المسلحة في روالبندي، بضواحي اسلام اباد· وقال امام أعضاء الحكومة والقادة اثناء حفل نقل مباشرة على التلفزيون ''لن اكون بالزي العسكري غدا''، مقرا بأنه سيكون ''حزينا بعض الشيء''· واضاف ''بعدما ارتديت الزي العسكري طيلة 46 عاما اقول وداعا لهذا الجيش''، مضيفا ''هذا الجيش كان حياتي ومحور اهتمامي، لقد احببته''· وقال عن خليفته وأحد حلفائه المقربين والذي كان يتولى رئاسة جهاز الاستخبارات العسكرية ''إنني أسلم القيادة لشخص أعرفه منذ عشرين عاما وأعرف تماما مهاراته الشخصية''· وعقب المراسم، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد صديق ان تقاعد مشرف لن يؤثر على سياسة باكستان الخارجية او التزامها بمكافحة الارهاب· وفي أقوى إشارة تدل على احتمال رفع حالة الطوارئ لاحقا قال المدعي العام الباكستاني مالك محمد قيوم لمحطة التليفزيون الباكستانية ''دون'' إن مشرف سيؤدي اليمين الدستورية غدا الخميس وفق دستور البلاد الكامل بدلا من النسخة المختصرة التي يجرى تطبيقها خلال حالة الطوارئ''· وقالت مصادر للمحطة التليفزيونية إنه من المقرر أن يؤدي الرئيس اليمين الدستورية في احتفال صباحي بالعاصمة إسلام أباد وسيقوم بالاعلان عن رفع حالة الطوارئ عبر التليفزيون· ونقل عن مشرف قوله لمستشاريه انه ''يرغب في رفع حال الطوارئ قبل الانتخابات''· ووفقا لمسؤول كبير في الحكومة الباكستانية رفض الكشف عن اسمه، إن حالة الطوارئ قد ترفع ''في الساعات الـ48 المقبلة''· وفي أول رد فعل لها رحبت بوتو بتخلي مشرف عن رئاسة أركان الجيش، وقالت من معقلها في كراتشي ''نرحب بكون الرئيس مشرف تخلى عن منصبه العسكري وذلك كان من مطالبنا الرئيسية''، واضافت ''لكننا لسنا على عجلة للقبول به رئيسا مدنيا وسنتخذ كل القرارات المناسبة بهذا الخصوص بعد مداولات نأخذ فيها بالاعتبار كل جوانب المسألة''· وقال نائبها مخدوم أمين فهيم من جانبه ''إنه قرار إيجابي وهو يمثل انتقالا سلميا للسلطة''· كما رحب الحزب المعارض الرئيسي الآخر وهو الرابطة الاسلامية الباكستانية -جناح نواز بهذه الخطوة، لكنه قال لقد شوهتها اجراءاته السابقة بما فى ذلك إلغاء الدستور واعتقال القضاة· وقال رجا ظفار الحق رئيس الحزب ''للاسف بالنسبة لباكستان ان مشرف لن يكون ذا ذكرى عطرة فى التاريخ فى المستقبل''· وفي أول رد فعل دولي رحب البيت الابيض ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بقرار مشرف التخلي عن منصب قائد الجيش· وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الابيض دانا بيرينو إن ''الرئيس جورج بوش يعتبر هذا بلا شك خطوة طيبة، لقد وفى الرئيس مشرف بوعده أن يترك منصبه العسكري''، غير ان بيرينو كررت الدعوة إلى رفع حالة الطوارئ في باكستان· من جهتها اعتبرت رايس تخلي مشرف عن قيادة القوات المسلحة الباكستانية بداية جيدة وقالت في حديث لمحطة ''ان بي سي'' التلفزيونية الاميركية ''انها مرحلة اولى وبداية جيدة في اطار واجبات الرئيس مشرف ووعده بالتخلي عن زيه العسكري''، واضافت ''لكن يجب الآن انهاء حال الطوارئ بغية السماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة''· إلى ذلك رحب وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير باستقالة مشرف من رئاسة الجيش قائلا إنها خطوة في الطريق الصحيح، ودعا لاتخاذ المزيد من الخطوات التي تؤدي لعودة النظام الدستوري بشكل دائم وضمان شفافية الانتخابات، وبضمنها رفع حالة الطوارئ· أمنيا أعلن الجيش الباكستاني أمس استعادة سيطرته على وادي سوات قائلا إن نحو 220 من المسلحين الموالين لحركة ''طالبان'' قتلوا منذ السيطرة على مناطق كبيرة من الوادي في أواخر أكتوبر الماضي· وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال وحيد أرشاد ''لقد أخلى المسلحون منطقة سوات ويلوذون حاليا بالفرار متجهين إلى الجبال غرب باكستان''· وأوضح أرشاد أن عمليات الجيش والوحدات شبه العسكرية ستتواصل حتى يخرج المسلحون نهائيا من المنطقة·