الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفلوجة تضمد جراحها بإعادة الإعمار

الفلوجة تضمد جراحها بإعادة الإعمار
29 نوفمبر 2007 01:02
تأمل الفلوجة ، ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار غربي العراق بعد عاصمتها الرمادي، في أن تستبدل قذائف المورتر بأحجار البناء في إطار سعيها لتضميد جراحها والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد أن كانت أكبر ملاذ لمقاتلي تنظيم ''القاعدة'' ومع وجود أعداد كبيرة من قوات الشرطة في الشوارع، هناك دلائل على أنها في طريقها لتحقيق ذلك· وأثناء النهار تزدحم شوارع الفلوجة بالناس والسيارات والحافلات الصغيرة· وأثناء الليل يسترخي الرجال في العراء على مقاعد يدخنون ويتحدثون ويلعب الأطفال كرة القدم على ضوء أنوار الشوارع التي تعمل بالطاقة الشمسية وتم تركيبها حديثاً ويستخدم الأهالي الدراجات لأن قيادة السيارات ليلاً مازالت محظورة· وبدأت المدينة مشروعات صغيرة وكبيرة في مجال الاشغال العامة وفي غربيها أقيم مسجد حديث مكان مبنى دمرته غارة جوية أميركية وهناك أيضاً مستشفيات وعيادات ومدارس جديدة وتحولت أماكن تجميع القمامة إلى حدائق في الأحياء وعلى مشارفها يضع عمال الأسس الخرسانية لمحطة ضخمة لمعالجة مياه الصرف· وتحمي الشرطة مواقع البناء ويؤكد السكان أن الأمن الذي توفره يدعم أعمال إعادة الإعمار· وقال سائق جرافة في مشروع إقامة طريق علوي ''تحسن الوضع الأمني يعني فرص عمل جديدة، ليس هذا فقط، بل أصبح بإمكاننا ان نعيش حياة طبيعية''· وشهدت الفلوجة أكثر المعارك دموية بعد الغزو الأميركي للعراق في عام ،2003 في حين كانت ثاني أكثر المحافظات العراقية الثماني عشرة عنفاً بعد بغداد قبل عام واحد واحتلت المرتبة الخامسة من حيث عدد الهجمات خلال الفترة من أوائل مايو حتى يوليو العام الحالي حسب تقرير فصلي لوزارة الدفاع الأميركية صدر في سبتمبر الماضي· وحدث التحول الأمني في الفلوجة بفضل تحالفات جديدة بين ''مجالس الصحوة'' التابعة للعشائر العربية السنية والقوات الأميركية، أدت إلى طرد مقاتلي ''القاعدة'' من الأنبار· وانتشر نموذج ذلك في مختلف أرجاء العراق وساعدت ''مجالس الصحوة'' الشرطة في خفض العنف بدرجة كبيرة· وقد تكون الفلوجة أنبوب اختبار لعملية إعادة الاعمار في أنحاء العراق إذا استمر الاستقرار· وعندما عين العقيد فيصل اسماعيل في منصب قيادي في شرطة المدينة العام الماضي، كان العنف والخوف من هجمات ''القاعدة'' قد قلصا عدد ضباط الشرطة هناك إلى 25 ضابطا فقط· لكنه قال إن القوة زاد قوامها منذ ذلك الحين إلى أكثر من 2300 فرد وإن الفلوجة آمنة بالكامل الآن· وذكر أن مقاتلي ''القاعدة'' كانوا يسيطرون تماما على جهود إعادة الإعمار ويأخذون المال من الشركات العاملة في المدينة· ويتخيل المهندس سمير نور الدين المشرف على إقامة الطريق العلوي الفلوجة باعتبارها مركزاً مستقبلياً لطرق المرور السريعة في العراق المتقاطعة مع طرق من سوريا والأردن إلى بغداد· لكن لا يزال العنف مستمراً رغم تراجعه، فالمتمردون يستهدفون الشرطة بانتظام، فيما شكا المسؤولون الأميركيون من أن مقاتلين أجانب شقوا طريقهم إلى العراق عبر حدود الأنبار مع سوريا
المصدر: الفلجة-العراق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©