أصدر الرئيس المصري حسني مبارك أمس قرارا جمهوريا بتعيين رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر، خلفاً لشيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي توفي في السعودية ودفن بها يوم 10 مارس الجاري. وجاء اختيار د. الطيب كشيخ جديد للجامع الأزهر مفاجأة كبيرة له حيث تلقى خبر تعيينه شيخا وهو في قريته “القرنة” بالأقصر بصعيد مصر حيث اعتاد أن يمضي إجازة نهاية الأسبوع بين أهله وأبناء قريته. وفور إعلان الخبر بدأت الأفراح والاحتفالات في قرية القرنة حيث توافد المهنئون من جميع أنحائها إلى منزل الدكتور الطيب لتهنئته بالثقة الغالية للرئيس مبارك بتعيينه شيخا للأزهر.
وأعرب د.الطيب عن تقديره البالغ لتلك الثقة الكبيرة التي منحها إياه الرئيس مبارك بتعيينه شيخا جديدا للأزهر خلفا للدكتور سيد طنطاوي. وقال “إن هذا الشرف الكبير يلقي على عاتقه الكثير من المسؤوليات والتبعات، سائلا الله أن يكون عند حسن ظن الرئيس مبارك والشعب المصري والأمة الإسلامية في القيام بواجبات هذا المنصب الرفيع إسلامياً وعربيا ودوليا”. وأضاف أنه تلقى نبأ تعيينه شيخا للأزهر من خلال اتصال هاتفي عقب صلاة الجمعة أمس من الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والذي أبلغه بتعيين الرئيس مبارك له شيخا للأزهر، موضحا أنه كان بين أسرته وأهله في قريته بالأقصر ما أفرحه وأشاع سرورا كبيرا بين جميع أهالي قريته.
وقال الطيب إنه سيواصل جهوده من أجل استمرار الدور الذي قام به شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي ليستمر الأزهر منارة للعمل والدين الإسلامي الوسطي المعتدل. وأشار إلى أن الأزهر سيواصل نشر رسالته السمحة في كل أنحاء العالم، ليظل الأزهر الشريف الوعاء الأمين لدراسة شريعة الإسلام ولغة القرآن بالوسطية والاعتدال وبعيدا عن أي تعصب أو عنصرية بلهاء. وأكد على أن الأزهر هو جامعة المسلمين الكبرى والمحافظ على النهج الإسلامي المعتدل.
وولد د.أحمد محمد احمد الطيب شيخ الأزهر الجديد في السادس من يناير عام 1946 بقرية القرنة بالاقصر وله ولد وبنت. وحصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر عام 1969 والماجستير في العقيدة والفلسفة عام 1971 والدكتوراه في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر عام 1977.
وعمل معيدا بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ثم مدرسا مساعدا للعقيدة والفلسفة فمدرسا للعقيدة والفلسفة ثم استاذا مساعدا للعقيدة والفلسفة ثم أستاذا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر عام 1988 حتى الآن. وانتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا اعتبارا من 1990 حتى 1991 وعميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بأسوان اعتبارا من 1995 حتى1999 وعين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية باكستان في العام الدراسي 2000/1999.
كما شغل الدكتور الطيب منصب مفتي مصر من 2002 حتى 2003 ثم رئيسا لجامعة الأزهر حتى صدور قرار تعيينه شيخا للأزهر. ويتحدث اللغتين الفرنسية والانجليزية بطلاقة وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى العربية.
وللدكتور الطيب العديد من المؤلفات منها “مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف” و”أصول نظرية العلم عند الأشعري” و”مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية” و”مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف” و”مدخل لدراسة المنطق القديم” و”بحوث في الثقافة الإسلامية”.
عدد اليوم
