الاقتصاد الألماني يمتص زيادة سعر اليورو أمام الدولار

كان تغلب الاقتصاد الألماني على الأسعار القياسية للنفط وارتفاع سعر اليورو أمام الدولار بشكل غير مسبوق مفاجئاً للكثير من خبراء الاقتصاد في ألمانيا· ولكن ارتفاع أسعار زيت التدفئة والوقود والمواد الغذائية في ألمانيا دفع بالتضخم إلى بلوغ مستوى قياسي لم يحدث منذ عام 1994 وخلافاً لتوقعات الكثير من خبراء الاقتصاد في ألمانيا عاد مؤشر معهد ايفو للأبحاث الاقتصادية للصعود مرة أخرى في نوفمبر الجاري من 9ر103 نقطة في أكتوبر الماضي إلى 2ر104 نقطة خلال الشهر الجاري وذلك للمرة الأولى منذ نصف عام· كما بدت كبرى الشركات الألمانية راضية عن النشاط الاقتصادي في ألمانيا أكثر منه خلال الشهر الماضي· ولكن هذه الشركات تنظر لفرصها المستقبلية بعين الشك والترقب· ورغم انتعاش الحالة الاقتصادية في ألمانيا إلى أن خبراء النمو الاقتصادي يرون ضرورة أن تتحسب الشركات الألمانية لتراجع أداء الاقتصاد خلال عام 2008 وقال رئيس معهد ايفو ''هانز فيرنر زن'':'' إن النتائج التي توصل إليها المعهد تبين أن النمو الاقتصادي الذي وصل لمستوى مرتفع سيتراخى تدريجياً''· ووصل مستوى التضخم السنوي إلى أعلى مستوى له في ألمانيا منذ عام 1994 دفع الارتفاع الكبير في أسعار زيت التدفئة والوقود والمواد الغذائية في شهر نوفمبر الجاري معدل التضخم السنوي إلى أقصى نسبة له منذ عام 1994 في ألمانيا· أشارت الهيئة الألمانية للإحصاء بمدينة فيسبادن الألمانية إلى أن معدل الغلاء السنوي (التضخم) وصل في نوفمبر الجاري 0ر3% بعد أن كان 4ر2% في أكتوبر الماضي· وأضافت الهيئة أمس الأول في فيسبادن أنها اعتمدت في بياناتها الخاصة بالتضخم على نتائج رصد ارتفاع الأسعار في ست ولايات ألمانية· وأشارت الهيئة إلى أن مستوى التضخم ارتفع بنسبة 4ر0% خلال شهر واحد فقط· وكانت آخر مرة تصل فيها نسبة التضخم في ألمانيا إلى مستوى 3% في فبراير 1994 يشار إلى أن البنك المركز الأوروبي يسعى إلى الحد من التضخم في منطقة اليورو إلى ما دون 2%· ولا تتعدى نسبة التضخم في ألمانيا في تشرين ثان/نوفمبر الجاري 1ر2% إذا لم يأخذ ارتفاع أسعار زيت التدفئة والوقود· وكانت زيادة قيمة الضريبة المضافة أحد أسباب تسارع نسبة التضخم في ألمانيا إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية· وكان الكثير من الخبراء قد عبروا مراراً عن تخوفهم جراء ارتفاع نسبة التضخم في ألمانيا حيث قال يورجين شتارك، كبير اقتصاديي البنك المركزي الأوروبي وعضو مجلس إدارته في لقاء صحفي مساء اليوم الثلاثاء: ''لا يمكن أن نرضى بهذا التطور الحالي''· وتوقع شتارك ألا يتراجع ارتفاع الأسعار قبل حلول النصف الثاني من عام 2008 ويتوقع المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية المعروف بقربه من أرباب العمل في ألمانيا استمرار الوضع الإيجابي الحالي للاقتصاد الألماني حيث قال ميشائيل هوتر رئيس المعهد إنه يتوقع عدم حدوث تحول سلبي للوضع الاقتصادي في ألمانيا عام 2008 وأظهر استطلاع للمعهد أن 40% من الشركات في ألمانيا تتوقع زيادة إنتاجها خلال العام المقبل· وتبين من خلال نفس الاستطلاع أن 12% فقط من الشركات الألمانية تخشى تراجع مبيعاتها· كما كشف الاستطلاع أن 40% من شركات ألمانيا تعتزم استثمار المزيد من الأموال في مشاريع جديدة العام المقبل وأن ثلث الشركات التي شملها الاستطلاع تعتزم تعيين موظفين جدد· ولم تبد سوى 15% من الشركات التي شملها الاستطلاع والتي بلغ عددها ألفي شركة قلقها جراء ارتفاع سعر صرف اليورو بشكل قياسي أمام الدولار الأميركي· وأشار اختبار معهد ايفو للأداء الاقتصادي إلى أن التفاؤل يسود الشركات الصناعية الألمانية بشكل خاص بشكل أفضل مما كان عليه في شهر أكتوبر الماضي، ومشيراً الى ارتفاع سعر صرف اليورو أمام الدولار قال هانز جونتر روس، الباحث في معهد ايفو،:''إن ما يفاجئ بشكل أكثر هو تزايد التفاؤل بشأن فرص الصادرات الألمانية''· أضاف روس أن سعر اليورو أمام الدولار لا يكاد يلعب دوراً يذكر في ظل حساب أكثر من 80% من الصادرات الألمانية باليورو· وأشار روس إلى أن النمو الاقتصادي في الدول المستوردة قد أصبح الأهم بالنسبة لفرص الصادرات الألمانية وقال: ''هناك في الولايات المتحدة على وجه الخصوص مؤشرات على ضعف محتمل للاقتصاد''· ويعتبر مؤشر معهد ايفو أهم مؤشر على أداء الاقتصاد الألماني ويستطلع المؤشر آراء نحو سبعة آلاف شركة ألمانية شهرياً·