الهاملي: أوبك مستعدة لتوفير كميات إضافية من النفط

أكد معالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة الرئيس الحالي لمنظمة أوبك استعداد الدولة وبقية دول الخليج الأعضاء في المنظمة زيادة انتاحها من النفط الخام لتلبية احتياجات الدول الآسيوية من النفط· وقال: ''لا داعي للشكوك حول هذه المسألة ونحن على استعداد تام لرفع الانتاج حين وحيث يطلب منا ذلك كما قمنا به دائما''· وأضاف معاليه في كلمة له أمس أمام قمة الشرق الأوسط وآسيا للطاقة التي بدأت في سنغافورة تحت عنوان ''الحوار من أجل الاستثمار وأمن الامدادات لمستقبل الطاقة المستدامة·· ازدياد عطش آسيا للنفط هل يمكن للخليج أن يرويه؟ قائلا ''نعيش اليوم في عالم يعتمد فيه بعضنا على بعض ونشكل جميعا أطرافا لشبكة صناعة النفط العالمية وإن النفط يشكل عنصرا مهما لتنمية التطور الاجتماعي للدول المنتجة والمصدرة وعليه فإن المسألة ليست مسألة العرض فقط وإنما هي مسألة الطلب أيضا·'' ولفت معاليه في القمة التي ينظمها مركز الخليج للأبحاث ومقره دولة الامارات الى أن اقتصادات العالم تنمو وتتقلص ونتيجة لهذا فإن الطلب على النفط يتأثر بهذا التقلب وكلما شهدت الدول الآسيوية مثل اليابان والهند والصين تقلبات بقيت الامدادات النفطية من الشرق الأوسط مستقرة لتزويد الوقود لتنمية الدول في هذه المنطقة· وأضاف: ''كلما ازداد الطلب من الدول الآسيوية على النفط كانت هناك امدادات كافية والجزء الأكبر من الامدادات جاء من الخليج·'' ولفت معالي وزير الطاقة رئيس أوبك الى أن صادرات النفط من الدول الأعضاء في المنظمة الى دول آسيا يشكل حصة أكبر مما يصدر الى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا معا مشيرا الى ان حوالي 50 في المئة من صادرات دول أوبك من النفط تتجه نحو الدول الآسيوية· وأكد معالي الهاملي أن النفط سيستمر موردا رئيسيا للطاقة لعدة عقود قادمة وأن الموارد المتوفرة من النفط تكفي لتلبية الاحتياجات في المستقبل· وتوقع معاليه ازدياد الطلب على النفط في آسيا بنسبة أكبر مقارنة مع الدول الأخرى في العالم مشيرا الى أن الدول الاسيوية شهدت نموا اقتصاديا قويا خلال السنوات الماضية وهي قريبة من منطقة الخليج الغنية بالنفط اضافة الى أن ''أوبك'' تسيطر على نسبة 78 في المئة من الموارد النفطية في العالم والجزء الأكبر منها في منطقة الشرق الأوسط· وأكد رئيس أوبك أن الدول الأعضاء في المنظمة أعلنت عن خطط لزيادة طاقتها الانتاجية من النفط لتأمين الامدادات المستمرة وتلبية الاحتياجات المتزايدة بالاضافة الى توفير كميات احتياطية لمصلحة دول العالم· وقال: ''في المدى المتوسط تنفذ دول أوبك 120 مشروعا مختلفا في قطاع النفط بتكلفة تزيد على 150 مليار دولار بحلول عام 2012 لزيادة الطاقة الانتاجية بنحو خمسة ملايين برميل يوميا وذلك اضافة الى توسيع طاقات التكرير ومن بينها مشاريع لدولة الامارات في انشاء وتوسيع مصاف لتكرير النفط في كوريا الجنوبية وباكستان''· وأكد رئيس أوبك أن بعض العوامل تؤدي الى حدوث تضارب في التقديرات العالمية للطلب على نفط أوبك· وقال: ''إنه في حالة عدم وجود ضمانات على زيادة الطلب فلن تكون هناك حوافز للاستثمار لتوسيع الطاقة الانتاجية وهذا سيؤدي الى استثمارات غير كافية وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات''· وأكد معاليه أن الأسعار عنصر رئيسي في صناعة النفط لكنه شدد على أن ارتفاع الأسعار تأثر بعوامل مؤقتة اقتصادية وسياسية ولم يرتبط بحركة العرض والطلب· وأكد معاليه في ختام كلمته أن دول الخليج والدول الأخرى الأعضاء في أوبك قادرة على ارواء عطش آسيا من النفط· ولفت الى قمة أوبك التي عقدت منتصف الشهر الجاري في الرياض والاعلان الختامي الذي صدر عن القادة في دول أوبك أكد أن دول المنظمة كانت دائما توفر الامدادات الكافية والمتواصلة لدول العالم· ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين عدد من وزراء النفط في الدول الأعضاء بمنظمة أوبك ووزراء الطاقة والنفط في الدول الآسيوية وممثلي صناعة النفط في الدول الآسيوية وشركات لنفط الوطنية والعالمية· وقال سعادة عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث في افتتاح القمة إن قمة الشرق الأوسط وآسيا للطاقة ستناقش أحد أهم الموضوعات الملحة في العصر الحديث· وأشار الى أن ارتفاع الطلب المستمر على منتجات الطاقة في الأسواق الناشئة مثل الصين يشكل أحد أهم التحديات الكبرى التي تواجه قطاع امدادات الطاقة وهو يتطلب معالجة التوترات الجيوسياسية وادخال نقل وتخزيــــــن مبتكرة في قطاع الطاقة· وتتركز مناقشات المؤتمر حول عدة محاور تشمل الاجابة على التساؤل الكبير بشأن كفاية نفط الخليج لسد الطلب المتزايد والاستثمارات الخليجية والآسيوية من النفط والغاز والبتروكيماويات واستراتيجيات الامداد والتخزين وآفاق تجارة الغاز·