الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التوازن مطلوب بين الاكتتابات الأولية والتداولات اليومية

التوازن مطلوب بين الاكتتابات الأولية والتداولات اليومية
28 نوفمبر 2007 23:20
غيرت سوق الأسهم مسارها سريعا من المكاسب اليومية الملفتة خلال أكتوبر الماضي والأيام الأولى من نوفمبر الى الضعف والانكماش والتراجع في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي افقد المؤشر العام للسوق 7% قياسا الى أعلى مستوياته المسجلة في 6 نوفمبر الماضي، وكانت حدة التراجع اشد نسبيا بالنسبة لمؤشر سوق دبي المالي الذي تراجع قرابة 9% من أعلى مستوياته في اليوم ذاته الأمر الذي يطرح التساؤلات حول سر تغيير السوق لمسارها، ولماذا تحولت فجأة من تعاظم قوة الدفع واشد حالات التفاؤل، الى تلاشي الزخم وعودة المستثمرين الى التحفظ من جديد؟· ويرى الخبراء أن فترة النشاط الكبير التي شهدتها السوق في أكتوبر والجلسات الأولى لشهر نوفمبر، والتي شهدت تسجيل أرقام فلكية لأحجام وقيم التداول وصعودا سعريا كبيرا، كان من الطبيعي أن تتلوها فترة تصحيح، تأخرت نسبيا هذه المرة لان عودة المضاربين ومعهم بعض المحافظ الى جانب دخول الاستثمار الأجنبي بقوة أطال أمد الصعود وأخر التصحيح وجني الأرباح نوعا ما، أضف الى ذلك أن المستويات الحالية لأحجام وقيم التداول هي الأقرب للحقيقة والمنطق كون المستويات التي سجلتها السوق سابقا كانت ناتجة عن عمليات تدوير لرأس المال وشراء على المكشوف حسبما يؤكد العديد من الخبراء· ويعتقد الخبراء أن افتقاد السوق لقوة الدفع في الآونة الأخيرة يأتي على خلفية غياب التطورات التي من شأنها التأثير إيجابا في حركة النشاط، وضعف الاستثمار الأجنبي الذي كان الشرارة المحفزة لفورة النشاط التي شهدتها الأسواق قبل فترة، حيث تشجعت الاستثمارات المحلية عندما رأت مؤسسات مالية أجنبية تضخ سيولة كبيرة، ومن ثم شاهدنا الأسهم تتجاوز مستوى مقاومة تلو الآخر الأمر الذي ترك أثرا هائلا على المؤشرات وساعدها على جانب لا يستهان به من خسائر العام ،2006 أضف الى ذلك أن عمليات التسييل لجني الأرباح التي قام بها مضاربون ومستثمرون في الفترة الأخيرة فرضت ضغوطا كبيرة على العديد من الأسهم، وشمل ذلك أسهما استفادت وصعدت بصورة كبيرة خلال طفرة أكتوبر مثل دبي المالي، وأخرى لم تستفد على النحو المنتظر ولكنها تدفع ثمن التراجع الحالي وخاصة سهم اعمار العقارية· ويقول زياد الدباس مستشار مجموعة السوق الداخلي في بنك ابوظبي الوطني إن السوق سجلت أداء مميزا في أوائل نوفمبر غير أنها مالت الى التراجع في آخر أسبوعين، وهذا أمر طبيعي في ظل الارتفاع ''العمودي'' الذي حققته الأسهم مؤخرا والذي لابد أن يتبعه فورا جني أرباح وتصحيح، موضحا أن الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق أسهم في عودة مضاربين كبار ومحافظ الى السوق وتعزيز الاستثمار الأجنبي، ومن ثم فان الفترة التي كان يتعين فيها حدوث التصحيح جاءت متأخرة، وينبغي هنا الأخذ بعين الاعتبار وجود ما يزيد على 100 وسيط، وهذا العدد لم يكن موجودا في العام ·2005 واضاف: شجعت أوضاع السوق هؤلاء الوسطاء على التجاوب مع المضاربين بصورة كبيرة والشراء على المكشوف والقيام بعمليات تدوير سريعة للسيولة خلال الجلسة الواحدة وكل ذلك كان له الدور الأكبر في الوصول بأحجام وقيم التداول الى المستويات الهائلة التي شهدتها، وهي غير واقعية في رأيي، فمثلا عندما كانت قيمة المعاملات في سوق دبي 9 مليارات فان السيولة الحقيقة لا تزيد على المليارين· ويوضح الدباس وجهة نظره بالقول: إن الصعود الكبير الذي سجلته أسعار العديد من الأسهم خلق فجوات كان يتعين سدها، وعندما بدأ المضاربون البيع ومعهم المحافظ حدثت حالة من الخوف وبدأ الناس يتساءلون عن منطقية الأسعار وهل هي معقولة ومن ثم حدث البيع العشوائي الذي ضغط على السوق، مضيفا: ''إن ما حدث في السوق خلال الأسبوعين الأخيرين له ضحايا معظمهم من صغار المستثمرين الذين لا يحسنون غالبا اختيار توقيت الدخول والخروج· ويتوقع الدباس أن يتحسن السوق بصورة جيدة في المرحلة المقبلة، معتبرا أن ما حدث من تحسن طفيف في سوق دبي أمس هو إشارة جيدة، مضيفا إن موضوع مستقبل الدرهم واحتمالات إعادة تقييمه قد تغري المستثمرين خاصة من الأجانب الذين قد يستفيدون من أمرين الأول هو صعود الأسعار والثاني هو ارتفاع قيمة العملة المرتقب أضف الى ذلك أن أرباح الشركات في الربع الأخير ينتظر أن تكون مميزة، وأسعار الفائدة قد تنخفض أكثر ومضاعفات الأسهم جذابة وكل ذلك مقومات ايجابية تعزز التفاؤل بمستقبل السوق في المرحلة المقبلة· ويختتم الدباس بالقول: ''أتصور أن فترة الضعف الحالية لن تطول، لكن علينا النظر الى طبيعة الاستثمار الأجنبي المؤسسي، لنتعرف على طبيعة حضور تلك المؤسسات في السوق خاصة أنها تحدثت طويلا عن قيم سعرية أعلى بكثير للعديد من الأسهم، وسوف يكون حضور تلك الاستثمارات دليلا على اقتناعها بجاذبية المستويات السعرية الحالية· وتعتقد شركة اتش سي للخدمات المالية أن سوق دبي مرشح لتصحيح يأخذ المؤشر الى منطقة تتراوح بين المستوى 5250 نقطة و5000 نقطة، وترسم اتش سي سيناريو متوقعا للمرحلة المقبلة يرتكز على أن المؤشر سيعاود الصعود من جديد في محاولة للوصول الى مستوى الستة آلاف نقطة، مضيفة: إن المحدد النهائي بشأن تحقق هذا السيناريو هو قدرة المؤشر على كسر حاجز 5726 نقطة· ومن جهته يقول حمود عبدالله مدير عام الإمارات الدولي إن السوق تأثرت في الفترة الأخيرة بالتزامات من جانب بعض المستثمرين إزاء اكتتاب موانئ دبي العالمية، حيث اضطر بعضهم الى التسييل في السوق المحلية لسداد التزاماته في البورصة العالمية، او في اقل تقدير توقف بعضهم عن الشراء في السوق المحلية الأمر الذي اثر كثيرا على الطلب، ومن ثم بدأ الكثيرون يبيعون عندما وجدوا الطلب في أدنى مستوياته· ويضيف عبدالله ردا على سؤال لـ ''الاتحاد'' حول سبل تحقيق التوازن بين الاكتتابات الأولية ونشاط سوق الأسهم المحلية خاصة وان هناك اكتتابات على الأبواب بعضها من الحجم الكبير مثل اكتتاب طيران الإمارات، ان هناك العديد من الحلول لكن أهمها من وجهة نظري الحد من التمويلات المصرفية للاكتتابات التي تسحب الكثير من السيولة ويكون البنك هو المستفيد الأكبر، ومعه بدرجة ما الشركة المصدرة، ويمكن الحد من هذه الظاهرة التي ترفع إجمالي الطلب على الاكتتابات الى أرقام قياسية من خلال رفع الحد الأدنى للتخصيص الى 20 ألف سهم مثلا· أما الحل الثاني، حسب حمود عبدالله، فيتمثل في إمكانية أن تصدر الشركة سهمها بعلاوة إضافية قد تكون 10 فلوس مثلا بحيث تستفيد الشركة من تلك المبالغ وتعوضها عن مبالغ العمولة والفائدة التي تغريها بها المصارف الممولة، كما يمكن أن تكتفي الشركات بنسبة معينة من قيمة الأسهم ولا يتم الدفع بالكامل مرة واحدة، على أن تحصل الشركة على بريميوم في مقابل ذلك· ويرى عبدالله ردا عل سؤال آخر أن التقييمات المبالغ فيها من جانب جهات غربية للعديد من الأسهم أضرت السوق، وهي قامت على أسس غير منطقية واتسمت بالمغالاة الشديدة، وعندما بدأت موجة البيع تضررت الأسهم بوجه عام وفي مقدمتها تلك التي تحدثت التقارير عن قيم عادلة مبالغ فيها بالنسبة لها· ويعتقد عبدالله أن الأسهم بحاجة الى الاستقرار في هذه المرحلة، وسيكون ذلك مقدمة للتحسن، لكنه يخشى في الوقت ذاته من ازدياد حالة الخوف وبالتالي إطالة أمد الحالة التي عليها الأسهم إذا ما استمر الضعف، خاصة إذا اطل اكتتاب جديد من حجم اكتتاب طيران الإمارات· ويشير التحليل الفني لشركة المستثمر الوطني الى أن ما يحدث لأسهم الإمارات في الفترة الأخيرة يأتي في إطار اتجاه عام يسيطر على الأسواق الخليجية، موضحا أن أسهم الإمارات تراجعت 7% قياسا الى أعلى مستوياتها المسجلة في 6 نوفمبر الماضي· في الوقت نفسه تشير شركة برايم للخدمات المالية الى أن الفترة الأخيرة تتسم بضعف المعاملات بوجه عام، وبتأثر الأسهم بعمليات بيع شملت العديد من الأسهم ومنها دبي المالي والعربية والخليج للملاحة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©