الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محاكاة القيادة·· طريقة عملية لاختبار السائقين

محاكاة القيادة·· طريقة عملية لاختبار السائقين
28 نوفمبر 2007 23:17
يقول أحد خبراء حوادث السيارات من خلال دراسات مفصلة إن أي حادث مروري مهما اختلفت طبيعته وتفاصيله لابد أن تعود مسؤوليته الأساسية إلى الأطراف غير المشاركة فيه· ومعنى ذلك أن المسؤول الحقيقي يكون إما العيوب التصنيعية للسيارات، أو رداءة الطرق والبنية التحتية المرورية، أو التساهل في منح رخص القيادة لمن لا يستحقونها، أو عدم كفاءة نظام المرور· وهناك الكثير من الدراسات التي يتم إنجازها الآن في هذا المجال بعد أن كثرت حوادث السيارات المؤلمة للدرجة التي دفعت البعض إلى وصف السيارة بأنها (صندوق الموت)· وبالرغم من صعوبة الحصول على رخصة القيادة في معظم الدول المتقدمة إلا بعد أن يثبت المترشح لها كفاءة عالية، فأن الحاصلين عليها يخضعون لامتحانات دورية لإعادة إثبات كفاءتهم وخاصة عندما يتقدم بهم العمر· ونظراً لأن عدد الحاصلين على هذه الرخص عادة ما يكون ضخماً، فقد اهتدى الخبراء الى ابتداع أنظمة محاكاة القيادة التي تسمح باكتشاف القدرة الحقيقية للسائق على مواجهة ظروف القيادة الطارئة وإمكاناته الإدراكية والذهنية للتصرف حيالها· وتتوفر في الأسواق العالمية الآن عدة أنواع من (محاكيات القيادة) المتطورة إلا أن أكثرها تطوراً على الإطلاق هو الذي ابتدعه خبراء (الإدارة الوطنية لأمن الطرق السريعة) التابعة لوزارة النقل الأميركية ويدعى (المحاكي الوطني المتطور للقيادة) المعروف اختصاراً بالرمز NADS والذي يوصف بأنه الأكثر تعقيداً وتقدماً في العالم من دون منازع· ومن أهم مميزات هذا النظام أنه مبرمج بحيث يحاكي كل طرازات وأنواع السيارات والشاحنات المعروفة في العالم، وهو يتألف من قبّة ضخمة تشبه عربات الفضاء· ويتم اختبار السائق على السيارة أو العربة التي يفضلها من خلال واجهة قيادة تتضمن عجلة التوجيه والدواسات والجير إلا أن الأحداث التي تدور في الطريق تكون افتراضية بحتة وتظهر على شاشة واسعة أمامه· والنظام مبرمج بحيث ينقل إلى السائق بطريقة إلكترونية كافة المؤثرات المرئية والمسموعة كما لو كان يقود سيارة حقيقية· وتسجّل المجسات الذكية ردود فعله إزاء الظروف الطارئة المفتعلة ليتولى الكمبيوتر الحكم على مدى قابليته الذهنية والصحية للقيادة· ويمكن استخدام محاكيات القيادة أيضاً في التدريب الافتراضي للسائقين الجدد؛ وهذا يزيد من هوامش الاستفادة منها· وأظهرت البحوث التي أجريت على هذه الأجهزة أنها تمثل أدوات فعالة في الرفع من كفاءة السائقين من ذوي البراعة المتواضعة والذين يتسببون في أعلى نسبة من حوادث المرور· وأجهزة محاكاة القيادة تختلف عن أنظمة اختبار السيارات بالرغم من التشابه الكبير بينهما· ولقد عرضت شركة تويوتا قبل أيام في المركز التقني للشركة بمدينة سوسونو اليابانية، نظاماً جديداً لمحاكاة القيادة المخصص لاختبار أنظمة السلامة في أحدث طراز من سيارات لكزس، وحيث يمكن للسائق الافتراضي الشعور بتسارع السيارة واهتزازها وصوتها أثناء القيادة؛ ويشبه هذا النظام ذلك الذي يستخدم لاختبار السائقين ويتألف من واجهة قيادة وشاشة دائرية ترتسم عليها صور الطريق الافتراضي والمناظر العامة وإشارات المرور وممرات المشاة والمحال المنتشرة قريباً من الأرصفة وجبل فوجي البركاني الشهير الذي يظهر في خلفية الصورة· وكل هذه المظاهر توظف في تعزيز الشعور بالقيادة الافتراضية حتى لتبدو وكأنها قيادة حقيقية· ويكمن وجه الاختلاف بين النظامين في أن نظام محاكاة اختبار أنظمة السلامة يهدف إلى إظهار مدى قدرة هيكل السيارة على الصمود أمام حوادث الاصطدام العنيفية ودرجة استجابة أجهزة السلامة فيها لظروف القيادة الطارئة التي تسبق وقوع الحوادث· ولقد أصبح نظام محاكاة القيادة وسيلة لا غنى عنها لتطوير المهارات القيادة عند السائقين الجدد والقدماء؛ وهي تساهم في تخفيض معدلات حوادث المرور بشكل كبير·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©