الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المسرح يعطي مساحة من الحرية لأطفال مخيم جنين

المسرح يعطي مساحة من الحرية لأطفال مخيم جنين
2 مايو 2009 02:08
تأخذ بيسان دورها على خشبة المسرح بكل الجدية التي يمكن لفتاة في الثالثة عشرة أن تتعامل بها مع عمل مسرحي توازي المشاركة فيه استعادة لبراءة الطفولة والخروج من السجن الكبير الذي يشكله مخيم جنين، في الضفة الغربية المحتلة• وتقول الفتاة إن التمثيل ساعدها على امتلاك ثقة أكبر بالنفس والتحرر من القلق• وتضيف وهي تواصل التدرب على دورها في مسرحية ''عازف ناي هاملين''، ''في الماضي، كنت أعاني مشاكل في النطق وكنت أسرع في الكلام• أما الآن فتعلمت الإصغاء والصبر''• ويقع ''مسرح الحرية'' في مخيم جنين للاجئين بازقته المغبرة والفقيرة• ويوفر المسرح للأطفال مساحة للتجربة والتعبير عن أنفسهم واستعادة الثقة، في منطقة تعيش في قلب الاحتلال• ويشير نبيل الراعي (32 عاما) وهو ممثل ومنسق المسرح إلى أن الأطفال ''يعشقون المسرح• إنه المكان الوحيد حيث يمكنهم استخدام خيالهم ومشاعرهم• ففي وسعهم هنا، أن يشعروا أنهم أحرار''• وإلى جانب التمثيل، يستطيع الأطفال أن يحصلوا على دروس في المعلوماتية أو الصحافة، وأن يفيدوا من الكتب والأقراص المدمجة (سي دي) وأفلام ''دي في دي'' الموجودة في المكتبة والنادرة في المخيم حيث يسود الحرمان• وهذه النشاطات كلها ممولة من التبرعات أو الجمعيات• وحصد العرض الاخير ''مزرعة الحيوانات'' للكاتب جورج أورويل، نجاحاً لافتا وحضره آلاف الأطفال من جنين ومحيطها• واستوحيت الفكرة من ''مسرح الحجر'' الذي أسسته أرنا مير-خميس (1930-1995) في جنين، إبان الانتفاضة الأولى في عام •1987 وأرادت هذه الإسرائيلية المؤيدة للسلام، إيجاد مساحة آمنة حيث يمكن للأطفال الابتعاد قليلا عن عنف الاحتلال والصراع القائم• ويؤكد نبيل الراعي ''الأهم هو أن نعيد للأطفال خيالهم وأن نمنحهم صوتاً''• يقول ''لا يستطيع الأطفال هنا أن يذهبوا إلى الشاطئ، ولا حتى البحر الميت'' المحاذي للضفة الغربية• ويضيف ''يعيش الأطفال في سجن كبير''• ويعجز سكان جنين عن التجول بحرية بسبب حواجز الجيش الإسرائيلي الكثيرة والإغلاق وإقفال الطرق فضلاً عن أنه ليس في المدينة حديقة عامة• وتؤكد ''ميكإيلا'' وهي شابة برتغالية تعلم الأطفال فن الإيماء، إن ''هؤلاء أول ضحايا الصراع فهم يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة''• وينعكس ذلك قلقا وتوترا واضطرابا وصعوبات في التركيز وشرودا في الذهن• تقول ''لحظة يأتون الينا، يبدو جلياً عجزهم على الإصغاء• يتحدثون بصوت عال ويعجزون عن التركيز في حين يغلب التعب عليهم بسرعة• ونحاول تعليمهم كيف يتمتعون بحرية التفكير المستقل• نحاول انجاز أمراً بناءً هنا، في حين يموت الناس هنا موتاً بطيئاً''• وفي عام 2002 تم تدمير المسرح خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي للمخيم في إطار عملية ''السور الواقي''• وبفضل دعم زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين الذي شارك في المعارك في تلك الحقبة أعيد بناؤه• ويرى الزبيدي أن الأمر يتعلق بمواصلة المقاومة بعيداً عن السلاح، ويقول ''نريد، من طريق المسرح، ان نظهر للعالم اننا شعب خاضع للاحتلال''• غير ان لهذا المسرح مناهضيه أيضاً• وفي الخامس عشر من إبريل، حاول مجهولون ان يضرموا النار فيه• وبحسب ادارة المسرح، هؤلاء ''متطرفون'' يعتبرون ''المسرح والسينما والموســيـــقى وسائـــل تســهـــم في القضـــاء على حركـــة التــحرير الفلسطينية''• أما بالنسبة إلى نبيل الراعي، فيقوم دور المسرح تحديدا على ''المحافظة على هوية ثقافية يفقدها الفلسطينيون نتيجة الاحتلال''•
المصدر: مخيم جنين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©