دعت ندوة ''نحن والآخر'' التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام في عجمان، المثقفين العرب والكتاب والأدباء إلى ضرورة إعادة البوصلة الثقافية والفكرية إلى مجراها الصحيح والسابق والتي سادت العالم أجمع بعد أن أثبتت الحضارة العربية والإسلامية سيادتها على العالم العربي وإخراجهم من دهاليز الظلام إلى نور العلم والتنوير، وأكد عظمتها ومجدها الملوك والأباطرة والفلاسفة والنقوش الشرقية التي لاتزال تدرس في الجامعات الغربية إلى يومنا هذا·
وقد شهد الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة الثقافة والإعلام ندوة ''نحن والآخر: الثقافة العربية - الوحدة والتنوع من المحيط إلى الخليج'' التي عقدت بقاعة الشيخ زايد بشبكة جامعة عجمان، حيث افتتح الشيخ عبدالعزيز النعيمي في بداية الندوة المعرض التشكيلي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة الذي ترجم عنوان المنتدى الذي تضمن 78 عملاً منها الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي بمشاركة 33 فناناً من كبار الفنانين التشكيليين أعضاء الجمعية·
وبعدها دارت فعاليات الندوة التي جمعت كوكبة من المثقفين والأدباء والمفكرين بقيادة الأستاذ رفيق نصر الله مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات في بيروت، حيث أثبتت الندوة أن العالم الغربي لا يزال يرزح تحت وطأة التشويه الإعلامي للحضارة الإسلامية خاصة العربية وأن السواد الأعظم من الشعب الغربي لا يعلم حقيقة الإسلام الداعي إلى الإلفة والمحبة والتسامح بين الأديان منذ عهد الإسلام·
وقد أكد المحاضرون أهمية فهم الآخر، وعدم إفساح المجال إلى مزيد من التشويه للحضارة العربية وأنها بعيدة كل البعد عن الممارسات اللا إنسانية·
وبدأت الجلسة الأولى بورقة عمل قدمتها فاطمة الصايغ الأستاذة بجامعة الإمارات حول ''العلاقات الثقافية التاريخية بين منطقة الإمارات وشبه القارة الهندية''، وأكدت الوجود العربي - الخليجي في الهند الذي لعب دوراً بارزاً في تأصيل العلاقات وفي ازدياد التواصل الثقافي بينهما، فقصد الإماراتيون للهند لنهل التعليم والاستفادة من منابع الثقافة والعلم الحديثة·
وفي الجلسة الثانية، تحـــدث الدكــــتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف، أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة بجامعة الأزهر في ورقته البحثية ''حالة مصر نموذجاً للوحدة والتنوع''، وقال: إن واقع تاريخ المسلمين يؤكد أن الإسلام منذ أول يوم اعترف بالآخر غير المسلم، وأقر التعددية الدينية والجنسية والثقافية لتعيش على أرضه، موضحاً أن دولة الرسول صلى الله عليه وسلم التي أنشأها في المدينة المنورة بعد الهجرة كانت أول دولة في العالم ترسي وتطبق عملياً أن الدين لله والوطن للجميع، حيث شملت تلك الدولة المسلمين والنصارى واليهود مارسوا فيها شعائر دينهم وكل الحقوق المدنية· ثم تحدث الدكتور محمد الأمين، أستاذ الإعلام المرئي بكلية الاتصال في جامعة الشارقة عن موضوع ''الغابة والصحراء ورمزية التعبير عن التدفق الوجودي في السودان''، حيث تناول عن رمزية الغابة والصحراء في السودان، مشيراً إلى أن هذه الرمزية انطلقت من التعبير عن المكون العربي في الهوية السودانية بالصحراء، والتعبير عن المكون الزنجي - الافريقي بالغابة، والرمزان يشيران إلى تباين جنوب السودان وشماله والتقائهما وان كانت ثنائية الشمال والجنوب لا تتطابق مع ثنائية العربي - الافريقي· واختتمت مساء أمس فعاليات المنتدى بأمسية موسيقية أحيتها فرقة أوركسترا دبي السيمفونية·
عدد اليوم
